السؤال
السلام عليكم...
أصيب والدي بجلطة من قبل شهرين، ولم يحتج لعملية حسب قول الأطباء -والحمد لله-، وقد أفاق الآن، وهو يتذكر كل شيء، ويتكلم -ولله الحمد-، ولكن قد أصيب طرفه الأيمن وهو لا يتحرك، وأريد أن أعرف ما هي الطرق الصحيحة لعلاجه وعودته طبيعيا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Ysa yyy Ysa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.
والحمد لله أن النطق قد عاد للوالد بعد أصابته بالجلطة الدماغية، ونرجو من الله أن تتحسن قدرته على التحكم في الطرف العلوي والسفلي، فإن ما يحصل بعد حصول الجلطة الدماغية، أن منطقة من الدماغ لا يصلها الدم، ومن ثم يحصل نقص في الأكسجين الوارد مع الدم، وبالتالي تتضرر الخلايا الدماغية في هذه المنطقة، والخلايا الدماغية لا تتجدد، لذا فإنه متى تضررت الخلايا فإنه تفقد وظيفتها بشكل نهائي، وما يعود من بعد حصول الجلطة من حركة وقدرة على الكلام، هو أن هذه المناطق تكون في المنطقة المجاورة للمنطقة المتضررة، وتتحسن بعد أن تختفي الوذمة التي حول منطقة التضرر.
وأعراض الجلطة الدماغية تختلف بحسب المنطقة التي حصل فيها نقص في وصول الدم, فكل منطقة من الدماغ لها وظيفة معينة, كما أنه من المهم أن يعرف المريض وأقاربه أن الفص الأيمن من الدماغ يتحكم في حركة الجزء الأيسر من الجسم, كما أن الفص الأيسر من الدماغ يتحكم في حركة الجزء الأيمن، منطقة الكلام فهما ونطقا هي في الفص الأيسر من الدماغ.
وحسب الإحصائيات العالمية فإن حوالي 15% من المصابين بجلطة الدماغ نتيجة انسداد الشرايين يتوفون نتيجة الإصابة في غضون الأيام الأولى, والمرضى الآخرون الذين يتخطون هذا، فإن حوالي نصفهم سوف يشفون شفاء جيدا, وإن حوالي النصف سوف تبقى معهم بعض الإعاقات التي تتراوح بين متوسطة إلى شديدة.
من المهم معرفة أن المعالجة الطبية السريعة خلال الثلاثة ساعات الأولى من حدوث السكتة الدماغية مهمة جدا لتعافي المريض، ومتابعة الشفاء بعد الجلطة يأخذ وقتا طويلا، فهو يبدأ من الساعات الأولى, ويستمر خلال عدة أشهر، ولكن قد يستغرق ستة أشهر, وفي أحيان كثيرة يستغرق حوالي السنة.
بالطبع هناك بعض المرضى الذين يسترجعون كافة وظائفهم في خلال ساعات أو أيام إذا كانت الجلطة من النوع البسيط، والشفاء من الجلطة يعتمد على حجم منطقة الدماغ التي تأثرت, وعلى موقع هذه الجلطة من الدماغ، كما يعتمد على عمر المريض, وصحته من ناحية وجود أمراض أخرى.
أما ما يحتاج إليه الوالد فهو العلاج الطبيعي والعلاج الوظائفي، وإن كان لا يستطيع أن يحرك يده أو رجله، فإنه يجب أن يقوم أحد من العائلة القيام بذلك، وتحت إشراف المعالجة الطبيعية في البداية، وكذلك بإشراف المعالجة الوظائفية، ثم تقومون أنتم بهذه التمارين في البيت، وطبعا عليه أن يتناول حبة اسبيرين حتى لا تتكرر الجلطة، ومعالجة الضغط إن كان عنده ارتفاع في الضغط.
نرجو من الله له الشفاء والمعافاة.