أشعر بضيق وارتباك إذا مررت بشارع مزدحم.. ما علاج حالتي؟

0 368

السؤال

قبل أربع سنوات كنت أعاني من ضغوط عائلية، ومشاكل في العمل وأزمة مادية، وكبت من مشاكل متراكمة، وفجأة وأنا ذاهب في طريقي للعمل كنت داخل سيارتي، وشعرت بقبضة شديدة في الصدر، ودوخة أحسست بأنها أزمة قلبية، وذهبت للطبيب، ولاحظ ارتفاعا في ضغط دمي.

وبعد هذا الموقف بدأت أشعر بحالة غريبة صداع ودوخة، وإذا ركبت داخل السيارة أشعر بضيق، وحتى عندما أكون داخل سيارتي، وأكون في شارع مزدحم أشعر بضيق وارتباك مما يجعلني أسير بجانب الطريق، أيضا إذا دخلت شارعا واسعا أشعر بخفقان شديد، وإذا مررت بشارع مزدحم، وكنت في وسط الطريق أشعر بسرعة دقات قلبي، وارتباك.

رافقتني هذه الحالة بين شدة ولين، وبدأت تخف، إلا أنها تعاودني بين الحين والآخر، وأحيانا تمر الحالة، وأنا في داخل سيارتي عند طرق معينة، وأخرى لا، وأحيانا إذا مررت بنفس الطريق لا أشعر بشيء، وأحيانا أشعر بنفس المشاعر.

ومن ملاحظتي مع نفسي لاحظت أن هذه الأعراض من الارتباك، وسرعة دقات القلب أثناء قيادتي تظهر في الحالات الآتية:

- إذا كنت في منتصف الطريق، والشارع مزدحم، والسيارات حولي من كل مكان.
- إذا كانت أتجاوز شاحنات بجانبي.
- إذا كنت فوق كوبري أو جسر مرتفع.

أرجو أن تساعدوني، إذ أن هذه الحالة حدت من حركتي، وما هو الدواء المناسب لمثل هذه الحالات؟ وأرجو ألا يسبب الدواء زيادة في الوزن؛ لأني سمين، كما أني في بعض الأحوال أشعر بخوف وقلق نتيجة ضغوط العمل والحياة بشكل عام.

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ aaa1 حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بدأت المشكلة لديك بنوبة هلع، أو هرع بسيطة، ثم بعد ذلك تطورت المخاوف، وأصبح لديك الخوف من الذبحات، أو الأزمات القلبية، وهذا ولد عندك مشاعر الخوف والرهاب المستمر، وأصبح لديك المخاوف الظرفية التي تعاني منها، خاصة حين تكون في منتصف الطريق أو كان الشارع مزدحما، وإذا تجاوزتك الشاحنات، أو كنت فوق كبري (جسر): هذه نسميها بالمخاوف البسيطة الخاصة، وهي ظرفية جدا، وهي جزء من علة قلق المخاوف، وليس أكثر من ذلك.

من المهم جدا أن تحقر فكرة الخوف، أن تقاومها، وألا تتجنب: هذا أصل من الأصول المهمة جدا لعلاج المخاوف، الاستسلام والاستكانة للمخاوف وتجنبها يزيد منها، ولا شك في ذلك، بل قد يولد مخاوف جديدة، والإنسان لديه فرصة ممتازة جدا لأن يدرب نفسه ويؤهلها سلوكيا لإزالة المخاوف، على سبيل المثال: الرياضة الجماعية وجدناها مفيدة جدا، الحرص على صلاة الجماعة قطعا يزيل المخاوف، والتواصل الاجتماعي الجيد الفعال فيه خير كثير، والتطور المهني والفكري والوظائفي أيضا يساعد الإنسان كثيرا لصرف انتباهه عن مخاوفه.

الأدوية: كل الأدوية التي تفيد في علاج المخاوف ممتازة، أفضله هو عقار يعرف تجاريا باسم (زولفت)، واسمه الآخر (لسترال)، ويسمى علميا باسم (سيرترالين)، لكن يعاب عليه أنه قد يؤدي إلى زيادة بسيطة في الوزن لدى عشرين بالمئة من الناس، خاصة الذين لديهم سمنة، أو لديهم تاريخ أسري للسمنة.

إذا الدواء قد لا يناسبك بالرغم من أنه أفضل من الناحية العلاجية، وأعتقد أن خيارك سيكون عقار (بروزاك)، والذي يعرف علميا باسم (فلوكستين) لا بأس به، لكنه ليس في فعالية الزولفت. عموما تناوله، أو يمكنك أن تستنير برأي طبيب نفسي – إن استطعت أن تقابل طبيبا -.

جرعة البروزاك هي كبسولة واحدة في اليوم – وقوة الكبسولة عشرين مليجراما – تتناولها بعد الأكل لمدة شهر، ثم تجعلها كبسولتين في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم كبسولة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

هذا الدواء سليم وغير إدماني وغير تعودي، فقط إذا كان عمرك أقل من عشرين عاما فلا تتناول هذا الدواء، ويجب أن تقابل الطبيب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات