أعاني من قلق وتوتر ووسواس، ما توجيهكم؟

0 301

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة 22 سنة، أعاني من نوبات قلق، ونوبات هلع ووسواس بالموت منذ 6 شهور تقريبا، وقريبا وسواس المرض من بعد أن أتتني نوبة هلع، الأولى من بعد إجهاضي لجنيني في الشهر السادس.

ذهبت للطوارئ وقتها لخوفي من ألم الصدر وتنميل الكتف، بعد تخطيط القلب تبين أن كل شيء سليم، الحمد لله، واطمأننت بأنه نفسي فقط.

أصبحت أعالج نفسي بنفسي من خلال الإرشادات في الإنترنت، وتحسنت نوعا ما، واختفت نوبات الهلع والوسواس لمدة شهر ونصف من الراحة، الحمد لله، مع قليل التفكير، ولكن منذ أسبوع رجع لي وسواس الموت بسبب الاحلام المزعجة.

مشكلتي إني أخاف جدا من أعراض القلق وأفكر فيها كثيرا.

لدي آلام منصف الصدر، وأحيانا جهة اليسار تأتي في أي لحظة بدون أي مجهود، وأيضا الاحساس بضربات قوية في المنتصف، ودوخة استمرت 5 أيام، وذهبت تنميل في الوجه من ثلاثة أيام، وأحيانا تنميل في الذراع الأيسر، تأتيني هذه الأعراض على فترات تستمر كم يوم وتذهب.

هل أحتاج عمل تخطيط قلب مرة أخرى أم أنها أعراض نفسية؟ وهل أحلام المصاب بوسواس الموت تأتي بصورة لا تخطر على البال؟

ما الحل في هذا التوتر؟ مع العلم أني أحس نبضات قلبي باستمرار، وأراقب هل يوجد عدم انتظام؟! وهل التوتر يسبب عدم انتظام أحيانا؟

أستيقظ كثيرا أثناء نومي ثم أستيقظ قبل أن آخذ كفايتي في النوم، وأجد صعوبة في الرجوع إلى النوم، وأتاني مؤخرا الجاثوم، وقرأ علي شيخ فقال: لدي قلق، وبعدها تمر أيام وأنام فيها بدون قلق ثم تبدأ من جديد!

لا أريد استخدام الأدوية لأنها تسبب السمنة، وأنا أعاني منها قليلا، وأريد الحمل إن شاء الله، وأحتاج إلى جلسات علاجية، ودافع قوي واقتناع تام، ومعرفة القلق وأعراضه والتفريق بينها وبين أي مرض عضوي آخر، لدي قوة وحافز للعلاج، ما هي نصيحتكم لي؟

علما أنه يوجد لدي ألم في الحلق بعد الإصابة بنزلة برد مباشرة، وأشعر بآلام عند الضغط عليها، أو شد رأسي لأعلى، وأتاني قبلها هذا الألم في الجهة اليسرى، لكن ذهب، وبعدها مرضت مرة أخرى، وأتاني في اليمين، فما السبب؟

جزاكم الله خيرا، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قلق المخاوف الوسواسي منتشر جدا، وكل الأعراض التي ذكرتها تدل وتشير إلى أن هذه هي علتك، وكما تفضلت وذكرت هذه الأعراض بدأ عندك بعد الإجهاد.

أنا أحترم رأيك فيما يتعلق بالعلاج الدوائي، لكن أؤكد لك في ذات الوقت أن الأدوية مهمة وضرورية جدا، والحمد لله تعالى الآن توجد أدوية فاعلة ومفيدة جدا، وأعتقد أن قناعاتك سوف تتحسن كثيرا إذا ذهبت وقابلت الطبيب النفسي.

نحن من خلال هذه الاستشارات نحاول جل جهدنا أن نقدم ما يفيد الناس، لكن قطعا لا يمكن أن نقول إن ما نقدمه يساوي الفحص المباشر أو الحوار المباشر ما بين المريض وطبيبه.

نعم هذه الاستشارات ذات قيمة كبيرة، لكن الإنسان الذي لديه وسواس وقلق وترددات يصعب أن يصل لقناعات صلبة إلا إذا تواصل مع طبيب مباشرة.

الذي أريد أن أصل إليه هو: أن مجاهداتك العلاجية من خلال تحقير الأفكار واستثمار الوقت وصرف الانتباه، وممارسة الرياضة، سوف تفيدك قطعا، لكن أعتقد أن الاندفاع الإيجابي لا يأتي إلا من خلال تناول الأدوية.

القناعات قوية وقاطعة أن كيمياء الدماغ تلعب دورا أساسيا في نوعية الأعراض التي تحدثت عنها، والمبدأ الحصيف والرصين الآن هو: شيء من الدواء، شيء من التكيف النفسي والعلاج السلوكي والعلاج الاجتماعي وحتى العلاج الديني، هذه مع بعضها البعض تتكامل وتتمازج لتقود الإنسان - إن شاء الله تعالى – نحو التعافي والشفاء، فأرجو أن تأخذي الرزمة العلاجية متكاملة.

بالنسبة لموضوع الأدوية والسمنة: هذا أمر لا يحدث مع جميع الأدوية، ويمكن تداركه، مثلا عقار (فافرين) لا يؤدي إلى سمنة، وهو مضاد ممتاز للوساوس، وكذلك مضاد للقلق.

موضوع السمنة أيضا: الإنسان إذا اتخذ التحوطات اللازمة، فالسمنة لا تحدث في وجود تلك التحوطات، فأرجو أن تتقدمي وتذهبي إلى الطبيب، وإن شاء الله تعالى سوف تجدين منه النصيحة والتناصح، وأنا متفائل جدا أن حالتك يمكن علاجها على الأسس التي ذكرتها لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.
+++++++++++++
انتهت إجابة د. محمد عبد العليم. استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان
تليها إجابة د. عبد المحسن محمود.استشاري أنف وأذن وحنجرة
+++++++++++++

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ روان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرى أن ما تعانينه من آلام بالحلق يجعلك تشعرين بالألم عند الضغط أو عند شد الرأس لأعلى، وأن هذا الألم متنقل تارة باليمين وتارة باليسار ليس بمنأى عن شكواك الأخرى من تكرار نوبات الهلع والقلق.

كذا وسواس المرض والموت التي تنتابك في الفترة الأخيرة، والتي أعقبت إجهاضك لجنينك في شهرك السادس- ندعو الله أن يعوضك عنه خيرا ويجعله في ميزان حسناتك- وما ترتب عن ذلك من إحساسك بآلام بالصدر وتنميل بالكتف والوجه، ولكن بفضل الله تم حسم كل هذه الشكاوى بعمل تخطيط قلب، تبين بعده عدم وجود أي مرض عضوي، وأكد وجود آثار نفسية لما تكبدتيه بعد إجهاضك، والتي لا يكفي علاجها -في نظرى- بمطالعة بعض الاستشارات أو الإرشادات عن طريق النت، ولكن يجب مراجعة طبيب نفسي، وخاصة قبل حملك مرة أخرى، حتى تستطعي تناول الدواء الموصوف لك مع المداومة على بعض التمارين الرياضية والمشي، والتي من شأنها رفع روحك المعنوية، وإنقاص وزنك في نفس الوقت، حيث أنه كما ذكرت في شكواك أن وزنك 100كج وطولك 166 سم وتحتاجين للمثابرة والإرادة القوية لتحقيق ذلك.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات