السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخاف من الأماكن المزدحمة، خاصة عند ذهابي للحرم أو للملاعب، وعند دخولي للزحمة أحس من شدة الخوف أنه سيغمى علي، فأرجو إفادتي في ذلك.
جزاكم الله خيرا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخاف من الأماكن المزدحمة، خاصة عند ذهابي للحرم أو للملاعب، وعند دخولي للزحمة أحس من شدة الخوف أنه سيغمى علي، فأرجو إفادتي في ذلك.
جزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالخوف من الأماكن المزدحمة هو أحد المخاوف المعروفة، وهذا الخوف يسميه البعض بـ (رهاب الساحة)، وفي بعض الأحيان يكون مرتبطا بنوبات من الفزع والهلع والهرع.
هذا النوع من المخاوف يكون مكتسبا دائما من خلال تجربة سابقة قد يتذكرها الإنسان أو لا يتذكرها، كالتعرض للمخاوف في فترة الطفولة، هو أحد الأسباب الرئيسية لهذه الحالة، والسببية هنا واضحة – وهذا أمر جيد – لأن الشيء الذي تم تعلمه من خلال خبرة معينة يتم إضاعته وفقدانه وعدم تعلمه من خلال خبرة مخالفة.
إذا العلاج يتمثل في الإصرار على أن تكون في الأماكن المزدحمة، مع اليقين التام أنه لن يحدث لك شيء، لن يحدث لك مكروه أبدا، لا تتجنب أبدا، وقبل أن تذهب إلى هذه الأماكن تخيل أنك هناك، والناس موجودة بكثرة حولك، وفي ذات الوقت فكر أن مثلك مثل الآخرين، لا تستصعب الأمر أبدا، ولن يحدث لك مكروه، ولن يحدث لك إغماء، ولن تسقط أرضا، ولن تفقد السيطرة على الموقف، ولا أحد يلاحظك أبدا، هذا أؤكده لك تماما.
وليس هنالك ما يمنع أن تذهب مع صديق لهذه الأماكن المزدحمة، مرة أو مرتين أو ثلاثة، لكن بعد ذلك يجب أن تذهب وحدك.
الخوف من الأماكن المزدحمة يعالج أيضا من خلال العلاجات التعرضية الجماعية، وهذه تتمثل في ممارسة أي نوع من الرياضة الجماعية ككرة القدم (مثلا)، والحرص على الصلاة في جماعة في المسجد، خاصة في الصف الأول أيضا وجد أنها مفيدة، كذلك المشاركة في المناسبات الاجتماعية كالأفراح (مثلا)، وتشييع الجنائز، وزيارة المرضى، هذا فيه خير كبير جدا للإنسان، ويزيل عنه الخوف تماما.
هنالك دواء متميز لعلاج هذا النوع من المخاوف، الدواء يسمى ويعرف تجاريا باسم (زولفت)، واسمه الآخر (لسترال)، ويسمى علميا باسم (سيرترالين)، إن استطعت أن تذهب إلى أحد الأطباء ليصف لك هذا الدواء أو غيره فهذا أمر مناسب، وإن لم تستطع فجرعة الزولفت هي أن تبدأ بحبة – وقوة الحبة خمسون مليجراما – تتناولها ليلا لمدة شهر، بعد ذلك اجعلها حبتين ليلا – أي مائة مليجرام – وهذه الجرعة تستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى حبة واحدة يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء، الدواء لا شك أنه سليم ومفيد جدا.
تطوير مهاراتك العامة في الحياة أيضا يساعدك كثيرا: المهارات التواصلية، المهارات الاجتماعية، القراءة، الاطلاع، أن تكون لك مساهمات إيجابية على مستوى أسرتك، هذا أيضا نوع من العلاج التأهيلي المهم.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.