فقدت شهيتي ونقص وزني بسبب وسواس الموت والأمراض

0 415

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه، وجعله في موازين حسناتكم.

أصبت بوساوس أو بالأصح بوسواس الموت والخوف من الأمراض، ولازمني أربعة أشهر كان في ذروته، وأصابني فقدان للشهية تماما، وانخفض وزني خلال هذه الأشهر أربعة كيلوات -والحمد لله-، قرأت عنه وعلمت أنه من الشيطان، وأصبحت أدفعه أو أتجاهله شيئا فشيئا إلى أن شفيت بنسبة 97%، وما زال يأتيني لكن لا ألقي له بالا، والآن تأتيني أعراض، ألم بالصدر، وسرعة نبضات القلب لدرجة عالية جدا، وألم تجاه القلب، وبعدها يبدأ مسلسل وسواس الموت، وأنني سأموت في هذه اللحظة، لكن مع الوقت اعتدت عليه ولا ألقي له بالا.

سؤالي: ما هو سبب هذه الأعراض؟ مع أنه يأتيني وأنا بكامل سعادتي، أو إذا كنت أتحدث مع أحد وأضطر للصمت، والآن بعدما أصبحت أتجاهلها -والحمد لله- شهيتي رجعت كما كانت، لكن وزني في نزول، وهذا ما يقلقني، نقصت كيلو مع أنني آكل كما كنت آكل قبل أن يأتيني الوسواس، كان وزني 52 كجم، والآن 47 كجم، وفي نزول مستمر، ما هو السبب؟

أخبرت أحدهم عن وزني، وأخبرني أنه إذا نزل الوزن بشكل مفاجئ، فيمكن أن أكون مصابة بمرض خطير –لا قدر الله-، أخافتني مقولته، ماذا أفعل؟ وما سبب ذلك؟ أيضا أشعر بتنمل في الظهر خلف القلب، هل هو طبيعي أم ماذا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تهاني حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نقصان الوزن قد تكون أسبابه نفسية وقد تكون أسبابه عضوية، ومن الأسباب النفسية الشائعة الاكتئاب النفسي، ومن الأسباب العضوية في مثل عمرك زيادة إفراز هرمون الغدة الدرقية، وهنالك أسباب أخرى منها مرض السكر - على سبيل المثال –، وبعض الأمراض الشديدة مثل السرطانات وغيره.

لا تنزعجي لما أقوله، هذه حقائق علمية، والذي يظهر لي أن حالتك النفسية هي العامل الأساسي في نقصان وزنك، والخطوات التي ينبغي أن تتخذيها هي: أن تذهبي وتقابلي الطبيبة، طبيبة الأمراض الباطنية، أو طبيبة الرعاية الصحية الأولية، وتقومي بإجراء فحوصات طبية عامة. والأطباء لديهم سياسات معينة في مثل هذه الحالات فيما يخص نوعية الفحوصات، والكشف الذي يجب أن يقوم به الشخص.

فهذه هي الخطوة الأولى، - وإن شاء الله تعالى - النتائج جميعها تكون مطمئنة، وفي هذه الحالة يكون السبب نفسيا، حيث إنه لديك مخاوف واضحة جدا (قلق– مخاوف- وساوس) كلها متداخلة، وهذه كثيرا ما تؤدي إلى أعراض اكتئابية، والاكتئاب قد يؤدي إلى نقصان الوزن – كما ذكرت لك -.

في مثل هذه الحالة – أي حالة المخاوف الوساوس المسببة الاكتئاب –، سوف يتم إعطاؤك الأدوية المضادة للاكتئاب، والتي هي في ذات الوقت مضادة للوساوس والمخاوف، وهذه الأدوية تزيد الوزن بصورة مضطردة جدا، وفي ذات الوقت سوف تؤدي إلى تلاشي الأعراض التي تعانين منها، لا تنزعجي أبدا، لكن يجب أن تتخذي الخطوات التي ذكرتها لك، لأن هذا هو السبيل والطريق الوحيد الذي سوف تطمئنك.

حياتك يجب ألا تتعطل نسبة للمخاوف والقلق، بل أحد العلاجات التأهيلية الرئيسية لهذه الحالات هو مواجهتها، وتحقيرها والاندفاع نحو الحياة بإيجابية. الطالب يجب أن يجتهد، الموظف يجب أن يعمل، والعالم يجب أن يبحث، العامل يجب أن يؤدي واجبه كاملا وهكذا. هذه هي الحياة في أفضل حالاتها، وحتى يستمتع بها الإنسان، ويكون نافعا لنفسه ولغيره.

يجب أن تحقري أعراض المخاوف والوساوس، وأكثري من التواصل الاجتماعي المفيد، ومن أفضل أنواع التواصل الاجتماعي الذي أراه هو حضور حلقات العلم، وفي حالتك قطعا حلقات تلاوة القرآن الكريم ستكون مفيدة جدا لك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات