أعاني من آلام في المعدة.. هل يمكن لأدوية القولون أن تفيدني؟

0 400

السؤال

السلام عليكم ..

أولا: شكرا لكم على ما تقدمونه في هذا الموقع، وجعله في موازين حسناتكم.

أنا شاب عمري 26سنة، وطولي 168 ، ووزني الآن 120أصبت في الثلاث الأشهر ببعض الوساوس، والتي إلى الآن تأتيني فترات وتذهب، وعندي ألم في البطن، وأنا منذ فترة طويلة لدي مشاكل في الجهاز الهضمي من ضمنها جرثومة، وعالجتها قبل فترة، آلمتني بطني، وازداد الوسواس لدي، وذهبت إلى أخصائية باطنية وشرحت حالتي، وأخذت لي أشعة صوتية، وقالت لا يوجد لديك شيء فقط دهون على المعدة بسبب الوزن، وأن ما تعانيه قولون طبعا الألم كان في الجهة اليسرى مع انتفاخ في نفس الجهة انتفاخ طفيف وصرفت لي Meva+dogmatil50+ جلوكوغاج إكس آر، وهذا الأخير تقول إنه منظم يساعد على تنزيل الوزن، مع أنه ليس لدي سكر.

ارتحت مع العلاجات كثيرا، والألم في الجهة اليسرى شبه زال، ولكن منذ يومين بدأ يأتيني ألم في الجهة اليمنى ليس بشديد، ولكنه متزامن مع وجود الغازات ويخف بعد التخلص من الغازات تدريجيا إلى أن يختفي.

السؤال الأول: هل أدوية القولون تزيله تماما، أم تخففه فقط؟ لأني الآن لي أسبوعان ولا زلت أشعر ببعض الألم، وكذلك في كثير من الوساوس الغبية.

السؤال الثاني: هل ألم القولون ثابت بمكان واحد يتنقل في كامل البطن؟ وهل الألم الذي يأتيني في الجهة اليمنى الآن مرتبط بالقولون؟

السؤال الثالث: كيف أتخلص من الوساوس بأن لدي مرضا خطيرا؟

للعلم نظمت أكلي، وارتحت كثيرا، وعلما أن ألم الجهة اليمنى أحسست به بعد شرب كوب لبن، والمرة الثانية بعد أكل الخس.

أعتذر على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن القولون العصبي شائع جدا، ويقدر في الدراسات أن 15-20% من الناس عندهم أعراض القولون العصبي، أي أن خمسة أفراد من المجتمع عندهم أعراض القولون العصبي إلا أنه يختلف بشدته من شخص لآخر، والأعراض مرتبطة بشكل وثيق مع الحالة النفسية للمريض، فتزداد الأعراض مع القلق واضطراب الحالة النفسية.

كما أنهم يشعرون بالتحسن أثناء الإجازات، وفي فترات استقرار الحالة النفسية، وهو ليس مرضا عضويا بل هو اضطراب مزمن في وظيفة القناة الهضمية، وخاصة الأمعاء الغليظة، ولذا فإن كل التحاليل والمناظير للقولون والاستقصاءات الطبية تكون طبيعية، وهذا ما يحير المريض أحيانا، ويعتقد أن هناك شيئا لم يستطع الأطباء أن يكتشفوه، أو أن مرضه غامض، وهذا يزيد من الأعراض.

وهو مرض مزمن ومتردد ويستمر مع الإنسان لسنوات طويلة، وقد يبقى معه طوال عمره، وتتردد الأعراض فتزداد في فترة معينة، وتخف في أخرى، أو تزول لفترة معينة، وتظهر مرة أخرى فيما بعد.

وهناك أعراض متعددة للمرض، وأذكرها هنا لكي تتعرف عليها إلا أنها قد لا تكون موجودة كلها عند جميع المرضى، فلكل مريض نمط معين من الأعراض تتكرر عنده من وقت لآخر، ومن أهم هذه الأعراض
-الآم مزمنة في أي موضع من البطن، وأكثر ما تكون في أسفل البطن، إلا أنها يمكن أن تكون في أي مكان في البطن، وهذه إجابة على سؤالك عن توضع الألم.

فالقولون طويل فجزء منه في الطرف الأيمن، وهو الجزء الأيمن، والجزء المتوسط من القولون يكون في وسط البطن، والجزء الأيسر منه يملا الجزء الايسر من البطن من أعلى البطن إلى أسفل البطن، ولذا يمكن أن يكون في أي جزء من البطن.

- يحس المريض أيضا انتفاخا في البطن، وخاصة بعد الوجبات، ويحس بالراحة بعد التغوط إلا أنه يشعر بأن الفضلات لم تخرج كلها من بطنه.
- اضطراب في عملية التبرز، وإمساك مع صعوبة في إخراج الفضلات، فأحيانا يخرج البراز على شكل قطع صغيرة جافة، وأحيانا يكون البراز سائلا يشبه الإسهال، وتتقلب الحالة عند معظم المرضى بين الإمساك والإسهال لوقت لآخر.

خروج مخاط أبيض مع البراز، ومن ناحية أخرى، فهناك حقائق تساعد المريض على التكيف مع المرض وأود ذكرها:

1- أن هذا المرض ليس عضويا، ولهذا فإن الفحوصات التي يعملها لك الطبيب غالبا ما تكون نتائجها كلها سليمة.

2- أنه مزمن، وقد يستمر معك طوال العمر، فعليك أن تصبر وتحتسب الأجر عند الله، وتحاول أن تتكيف مع أعراض المرض.

3- مهما طالت مدة المرض معك، فهو لن يؤدي إلى أي مضاعفات أو أمراض أخرى، فهو لا يؤدي إلى نزيف أو التهاب أو سرطان، ولا إلى غير ذلك.

4-الأدوية مسكنة وتختلف الاستجابة للأدوية من مريض لآخر، لذا يجب الاستمرار بالمتابعة مع الطبيب، فلا يوجد علاج يقطع هذا المرض، ولكن الطبيب سوف يصرف لك بعض الأدوية التي تخفف بعض الأعراض، وتساعد على تحملها، وتمكنك من التعايش مع هذا المرض، والاستمرار في ممارسة أعمالك وحياتك اليومية بشكل طبيعي.

5- يفيد في كثير من هذه الحالات بإذن الله ممارسة المشي، وممارسة تمارين الاسترخاء.

نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.
++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة د. محمد حمودة استشاري أول - باطنية وروماتيزم، وتليها إجابة د. محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
+++++++++++++++++++++

الإنسان المسلم تحاصره هذه المخاوف المرضية يجب أن يلجأ إلى الدعاء، والدعاء بإلحاح ويقين بأنه مستجاب، ويجب أن يتذكر قوله تعالى: {قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون}، ويسأل الله أن يحفظه من سيئ الأسقام.

ثانيا: أن تعيش حياة صحية، والحياة الصحية تتطلب حسن العبادة، وحسن العمل، والفعالية، وممارسة الرياضة، التفكير الإيجابي، التوازن الغذائي، النوم المبكر، والتطور الفكري.

ثالثا: لا تكثر من التردد على الأطباء، ودع الأمر لله، وتوكل على الله، واجعل لنفسك طبيبا واحدا تذهب إليه بانتظام مرة كل ثلاثة أو أربعة أشهر من أجل التأكد العام حول الصحة.

رابعا: أن تكون لك مشاريع مستقبلية تخطط لها وتضع الآليات التي توصلك إليها، بغض النظر عن أعراضك التي تعاني منها، هذا من أفضل أنواع صرف الانتباه عن التمركز حول الجسد ووظائفه والانشغال بما نسميه بالأعراض التجسيدية.

خامسا: أنا أعتقد أنك محتاج لأحد الأدوية المضادة للوساوس ومحسنات المزاج، عقار يعرف تجاريا باسم (بروزاك)، ويسمى علميا باسم (فلوكستين) سيكون الأفضل؛ لأنه لا يزيد الوزن، وفي نفس الوقت يعطيك - إن شاء الله تعالى – حيوية نفسية وجسدية.

جرعة البروزاك كبسولة واحدة في اليوم، وقوة الكبسولة عشرين مليجراما – تتناولها ليلا لمدة أسبوعين، بعد ذلك تجعلها كبسولتين في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

الـ (جلوكوغاج) الذي وصفه لك الطبيب بالفعل قد يساعد في تخفيف الوزن، لكن يجب أن تقوم ببرامج عملية فعلية واضحة من أجل تخفيف وزنك، حيث إن السمنة في حد ذاتها مسببة للاكتئاب.

الـ (دوجماتيل dogmatil) لا بأس به، خاصة حين يعطى مع البروزاك، أما الـ (ميفا Meva) فهو أحد مستحضرات النعناع الممتازة لعلاج التقلصات القولونية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات