كيف أتخلص من العادة السيئة، فقد أثرت كثيرا على دراستي وتفوقي؟

0 286

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

أنا مراهق أبلغ من العمر 15سنة، من مصر.

أعاني من ممارسة العادة السرية، وأتمني أن أتخلص منها.

أما عن حياتي: فأنا في معظم الأوقات أكون وحيدا، أغلق باب الغرفة على نفسي؛ مما يؤدي إلى فعلها، وأعاني من إدمان الأفلام الإباحية؛ مما يؤثر أيضا على ممارستها.

لقد أثرت علي هذه العادة كثيرا: في دراستي، وفي تفوقي، أتمنى أن تفيدوني بأسرع وقت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بداية نرحب بك -ابننا الفاضل-، ونشكر لك التواصل مع الموقع، وأسعدنا هذا الشعور الذي دفعك للكتابة إلينا، ونذكرك بأن التوبة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى بطريقة عاجلة هي الأمر المطلوب، واعلم أن الله تبارك وتعالى مطلع عليك، فهو لا تخفى عليه خافية.

وإذا خلوت الدهر يوما فلا تقل *** خلوت ولكن قل علي رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ساعة *** ولا أن ما تخفيه عنه يغيب

والحمد لله أنت أعلم وأبصر بآثار هذه الممارسة الخاطئة التي تؤثر على نفسية الإنسان وعلى علاقاته الاجتماعية، وعلى مستقبله، وعلى عقله، وعلى دراسته، وهي – والعياذ بالله – لا توصل للإشباع لكنها توصل للسعار، فانتبه لنفسك، وابتعد عن أسباب المعصية، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين والجماعة أبعد، وكذلك لا يقع في هذه الممارسة إلا من لم يشغل نفسه بالحق والدراسة والخير والعبادة والإنابة والطاعة لله تبارك وتعالى.

لذلك عليك أن تغض البصر، وأسوأ أنواع إطلاق البصر هو ما يكون في المواقع الإباحية السيئة، والصور السيئة، بل هي الأخطر؛ لأن الإنسان يعيدها ويثبتها وينظر إليها ويتأمل فيها – والعياذ بالله – فهي تجر بعد ذلك إلى ما بعدها من الممارسات الخاطئة.

ولا يخفى على أمثالك أن العظيم يقول: {إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون} فانتبه لنفسك، وعد إلى الصواب، ولا تدخل إلى حجرتك ولا تذهب إلى فراشك إلا عندما تكون مستعدا للنوم، واجعل الباب مفتوحا؛ لأن في هذا عون لك على الخير، وتجنب واجتهد في محو المواقع السيئة والذكريات السيئة والصور السيئة، كل ما يذكرك بالمعصية والخطيئة ينبغي أن تتخلص منه فورا.

نسأل الله تبارك وتعالى لك الهداية، ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونتمنى أن نسمع عنك خيرا، فعجل بالتوبة والرجوع إلى الله، واعلم أن الله غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى، وتجنب التمادي في المعصية، فإن الله يستر على الإنسان ويستر عليه، وإذا تمادى في المعصية هتك ستره، وخذله في حياته، وفضح أمره، والإنسان إذا أسرف في هذه الممارسة فإنه سيحرم لذة السعادة الأسرية في مستقبل أيامه.

نسأل الله أن يحفظك من الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، واعلم أن هذه الجوارح إذا حفظها الإنسان في صغره حفظها الله له في كبره، ومتعه بالحلال.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والهداية.

مواد ذات صلة

الاستشارات