أشعر بضيق وارتباك في الشوارع المزدحمة.. كيف أتخلص من مشكلتي؟

0 466

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بداية أشكركم على مجهودكم في هذا الموقع الرائع، وبارك الله بكم جميعا، وأسأل الله يجعل هذا المجهود في ميزان حسناتكم.

كي لا أطيل عليكم؛ مشكلتي تتلخص بالرهاب الاجتماعي، أنا شاب عمري 21 سنة، أعاني من الخجل من الحديث أمام الآخرين، وأخاف من الأماكن المزدحمة والواسعة، ويصاحبني شعور بالارتباك والرجفة, مشكلتي عقدتني وجعلتني شخصا آخر, أشعر بأن الناس تراقبني وتشفق علي, أشعر بضيق في الصدر، وخاصة إذا كنت في شارع مزدحم أشعر بالارتباك.

قرأت عن أدوية نفسية مثل الزولفت والسيروكسات، لكن أي منهم أفضل في علاج حالتي، وما هي الجرعة المناسبة؟ أرجو إفادتي بالتفاصيل عن هذه الأدوية.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohammad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على ثقتك بإسلام ويب، وعلى كلماتك الطيبة.

قبل أن أتحدث عن الأدوية وفائدتها أقول لك: إن حالتك بسيطة جدا! أنت تعاني مما يعرف برهاب الساحة؛ حيث أن خوفك يأتيك في الأماكن المزدحمة والواسعة، أما الخجل الذي تعاني منه فهو بسيط قد يكون ثانويا، أو هو جزء من شخصيتك، أهم علاج لهذه الحالات هو أن تحلل هذه المخاوف وتطرح أسئلة على نفسك، لماذا تخاف؟ لماذا لا تكون مثل الآخرين؟ ما الذي سيحدث لك؟ المقصود هنا أن تفتت الفكرة نفسها، تفتيتها وتقزيمها وتشريطها ووضعها في جزئيات يساعدك للتخلص منها، وبعد ذلك تبني منطقا جديدا أنك يجب أن تكون مثل الآخرين، ولن يحدث لك مكروه أبدا، ثم تبدأ التطبيق العملي أي أن تقصد هذه الأماكن المزدحمة بصورة متدرجة اذهب إلى أماكن أقل ازدحاما، ثم بعد ذلك ابن عملية التعريض أي التعرض للأماكن المزدحمة، ولا بد أن تواصل هذه البرنامج بجلستين علاجيتين على الأقل يوميا لمدة أسبوعين، أي أن تذهب في الاماكن المزدحمة.

إذا سرت على هذا النمط إن شاء الله تعالى سوف تتخلص تماما من هذه العلة.

في بداية الأمر -قطعا- سوف يكون مستوى القلق والخوف مرتفعا، لكن بعد ذلك سوف يبدأ في الهبوط حتى يتلاشى تماما هذا علاج علمي وصحيح ومعروف، ويمكنك أن تستعين بأحد أصدقائك في الأيام الأولى دعه يذهب معك، لكن ذهابه معك وصحبته لك يجب أن لا تكون أكثر من ثلاث جلسات بعد ذلك يجب أن ينسحب وتكون وحدك، هذه الطريقة أيضا ممتازة.

عليك بتمارين الاسترخاء (2136015)؛ لأن موضوع الرجف والارتباك أصلا يأتي من إفراز زائد من مادة الادرينالين مما يؤدي إلى انقباضات عضلية تؤدي إلى هذه التفاعلات.

شعورك بأن الناس تراقبك وتشفق عليك هذا شعور خطأ ليس صحيحا، لا أحد يشفق عليك، لا أحد يراقبك الناس مشغولة في أمورها، فأرجو أن تصحح مفاهيمك حتى تتخلص من هذا الذي أنت فيه، يجب أن تكون فعالا على نطاق الأسرة، أو مجتمعك الصغير مجتمع الجيران، الأصدقاء، الحرص على الصلاة في المسجد، هذه كلها فيها فوائد عظيمة جدا للتخلص من مثل هذه الحالة.

بالنسبة للعلاج الدوائي: نعم عقار زولفت (Zoloft )، يعرف باسم سيرترالين Sertraline هو الدواء الأول لعلاج رهاب الساحة، يضاف إليه جرعة صغيرة من زانكس Xanax، والذي يعرف باسم البرازولام Alprazolam، وإن كان زانكس دواء تعوديا، لا أرغب فيه كثيرا، جرعة الزولفت يجب أن تصل إلى حبتين في اليوم على الأقل، وتكون البداية تدريجية، ابدأ بنصف حبة 25 مليجرام، تناولها ليلا بعد الأكل لمدة 10 أيام، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة تناولها ليلا لمدة شهر، ثم اجعلها حبتين ليلا أي 100 مليجرام، وهذه يجب أن تستمر عليها لمدة خمسة أشهر، ثم اجعلها حبة ليلا لمدة خمسة أشهر أخرى، ثم اجعلها نصف حبة ليلا لمدة شهر، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، وبذاك تكون أكملت عاما من العلاج، وهذا إن شاء الله تعالى يفيدك كثيرا.

الدواء سليم، غير إدماني، غير تعودي؛ فقط قد يؤدي إلى زيادة بسيطة في الوزن، حاول أن تراعي نفسك من حيث أهمية ممارسة الرياضة، وكذلك التحكم في نظامك الغذائي.

بالنسبة للزانكس، والذي يعرف بالبرازولام هذا تتناوله بجرعة ربع مليجرام فقط صباحا ومساء لمدة أسبوع، ثم ربع مليجرام ليلا لمدة أسبوع، ثم ربع مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوع، ثم تتوقف عن تناوله، وهنالك أيضا من يعطي عقار إندرال، والذي يعرف باسم بروبرنالول بجرعة 10 مليجرام صباحا ومساء لمدة شهر، ثم 10 مليجرام صباحا لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناوله، يمكنك أن تتناول الإندرال أيضا وتوقفه إلى الزولفت، وهو العلاج الرئيسي والزانكس علاج يساعد، الإندرال لا ينصح بتناوله بالنسبة للذين يعانون من الأمراض هذه أدوية بسيطة فاعلة ممتازة، وأرجو أن تطبق كل ما ذكرته لك.

وللفائدة راجع العلاج السلوكي للرهاب: (269653 - 277592 - 259326 - 264538 - 262637 ).

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات