السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
دكتورتي العزيزة: أود أن أسالك عن اللولب والدورة، أنا ركبت لولبا عاديا -ليس هرمونيا- بعد ولادتي الثانية بعد فترة النفاس، في أول دورة بعد النفاس، صارت دورتي تنزل قبل موعدها بخمسة أو ستة أيام، نزول إفرازات مصحوبة بدم، ثم تنزل الدورة طبيعية لمدة ستة أيام، ثم أطهر.
لاحظت الشهرين الماضيين أن الدورة تنزل مثل أول في البداية، ثم الدورة الطبيعية ثلاثة أو أربعة أيام، هل فيها ضرر أو أنها طبيعية؟ لأنني بدأت أشك أنني أعاني من شيء، أن يكون تكيسا أو كيسا على المبيض أو انسدادا، مع العلم أن دورتي ليست غزيرة بل عادية، حتى مع تركيب اللولب، وعند سؤال الطبيبة أخبرتني أن الأمر عادي، والذي سمعته أن اللولب يجعل الدورة غزيرة، طمئنيني يا دكتورة، هل يوجد عندي مرض أم لا؟ وهل النفسية لها تأثير في كثرة أو قلة دم الدورة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نعم -يا عزيزتي- من أكثر اختلاطات اللولب ومشاكله هو أنه قد يؤدي إلى زيادة في مدة وكمية دم الدورة الشهرية، ولكن هذا لا يعني بأن مثل هذا الاختلاط سوف يحدث عند كل سيدة تستخدم اللولب، لكنه يعني بأن نسبة حدوث طول أو غزارة في الدورة تكون أعلى من النسبة الطبيعية، فاحمدي الله -عز وجل-, بأنك لم تكوني من ضمن من يعانين من هذا الاختلاط المزعج، وهذا يعتبر أمرا مطمئنا -بإذن الله تعالى-، لأنه يدل على أن جسمك قد تقبل اللولب، على الأقل في هذه الفترة.
أما بالنسبة للإفرازات المدماة, والتي تنزل قبل الدورة بخمسة أو ستة أيام, فإن كنت مرضعة, فإن السبب في نزولها هو غالبا ارتفاع هرمون الحليب الذي يصاحب الإرضاع، لأن هذا الهرمون يسبب عدم ثبات في بطانة الرحم, مما يؤدي إلى سهولة نزول قطرات دموية منها قبل موعد الدورة، وسيتحسن الحال بعد الفطام وعودة هرمون الحليب إلى المستوى الطبيعي -إن شاء الله-.
أما إن كنت غير مرضعة, فعلى الأغلب بأن السبب هو عدم استعادة المبيض لنشاطه، لكن مع وجود ضعف في التبويض, وهذا أمر متوقع بعد الولادة وقد يستمر لبضعة أشهر أحيانا، ويمكن علاجه عن طريق حبوب تنظيم للدورة، تسمى (بريمولت) تؤخذ ابتداء من اليوم 15 في الدورة إلى اليوم 25 منها، بمعدل حبتين في اليوم لمدة يومين, ثم يتم التوقف عنها، وستنزل الدورة بعد التوقف عنها في خلال 2-5 أيام بشكل طبيعي تماما -إن شاء الله-, ويجب تكرار هذا العلاج ثلاث دورات شهرية متتالية على الأقل.
إن الحالة النفسية قد تسبب تباعدا في الدورة أو انقطاعا فيها، وهذا في بعض الحالات القليلة، لكن الحالة النفسية لا تسبب قلة أو غزارة الطمث، ولا تسبب طولا في مدته، فاطمئني من هذه الناحية.
نسأل الله -عز وجل- أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما.