السؤال
السلام عليكم ..
أشكر القائمين على هذا الصرح العظيم، ونسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم.
بدأت معاناتي بعد وفاة جدتي التي افتقدتها كثيرا، من شدة تعلقي بها، في يوم من الأيام بعد الوفاة بنحو ستة أشهر، كنت أتحدث في الهاتف وسمعت خبرا بمثابة صدمة.
أحسست أن قلبي سينفجر من سرعة النبض وشدته، ورعشة في جسمي، وبرودة في الأطراف، وميل للقيء وسخونة في رأسي، وكأن الموت قادم لا محالة.
بدأت المعاناة، وفي الصباح ذهبت إلى الطبيب، وما زال قلبي ينتفض وفقدت السيطرة، وكأني في حلم! قال الطبيب: إني سليم، وما بي شيء، وأعطاني دواء يسمى الموتيفال، فأخذت منه قرصين ولم أكمله، لأني علمت أنه دواء نفسي، وأنا غير مقتنع بأني مريض نفسيا.
بدأت حالتي تتفاقم للأسوأ، فزادت الأعراض من فقدان في الشهية، وضعف في الرغبة الجنسية، وضعف في الجسم، وإحساس بالتعب من أقل مجهود، وعروق يدي اختفت، وحصل تغير في مذاق فمي، وجف حلقي، وأحسست بشد في الرأس من الخلف، وضغط شديد في رأسي، وكأنه سينفجر، وصداع من حين لآخر في ناصيتي اليسرى، وضعف في التركيز والذاكرة، وأفكار سلبية طول الوقت مسيطرة علي، وألم في جسمي وظهري، وضيق في الصدر والتنفس، وإحساس بالنبض في جميع أنحاء جسدي، وتبلد الإحساس والمشاعر، وإسهال وتعرق، وهزة غير إرادية في جسمي، وعسر مزاج، وقلق دائم يمنعني من النوم نهائيا، وتفكير مستمر بلا انقطاع، وإحساس دائم بأني سأفقد عقلي!
صرت أربط حالتي بأي شيء مماثل لي، وإذا رأيت أحدا في الشارع مصابا بمرض عقلي أتوتر جدا، فقلت ثقتي في نفسي بعد أن كنت أحسد عليها، وكنت اجتماعيا فأصبحت أخاف أن يظهر علي شيء يدل على أن بي شيئا.
رجعت إلى الموتيفال وأخذت جرعة لمدة ثلاثة أشهر، فشعرت بتحسن طفيف، وما زلت أحس أني غير طبيعي، فقررت عدم الاستسلام لأي شيء، لأن دواء النفس مسؤوليتي، فواجهت وتصديت لنفسي، وبدأت أشعر بالتحسن تدريجيا، وبدأت أحس من حين لآخر بالراحة البسيطة، وأوقات أحس أني شفيت تماما.
صرت أيضا كلما تذكرت شيئا من الذي حصل لي أحزن، وصدري ينقبض، فقررت السفر خارج البلاد، وسافرت إلى المملكة السعودية، وبالتحديد المدينة المنورة، لكن القلق ازداد بأني لا أستطيع العمل، وسأفشل أو سينتابني مكروه يضطرني إلى النزول بمصر.
ماذا أفعل؟ أفيدوني، فأنا الآن مضى لي ما يقارب العام من هذا المرض الذي لا أعرف ما هو بالتحديد؟! وكأن أحدا يتحكم في عقلي وإحساسي بالذات، فصرت أراقب نفسي وكأني أضع نفسي تحت الميكروسكوب.
في سن المراهقة حدث لي ما يسمى نوبات هلع، ومررت بهذه الأعراض لكن ليس بهذه الحدة، ومرت هذه الحالة من غير علاج، وذهبت عني.
ماذا أفعل؟ وما هي حالتي؟ وهل ستزول من غير علاج دوائي؟ وهل يوجد أدوية فعالة لحالتي دون أن تؤثر على عملي، ولا يوجد لها آثار جانبية؟ هل سيأتي يوم وأشعر فيه بنفسي، وأحس بالسعادة المفتقدة؟ أفيدوني.
شكرا لكم.