السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البداية: أحب أن أشكر هذه الشبكة، والتي أعتبرها عيادة للعالم العربي ككل، والتي تضم طاقما رائعا من الأطباء والاستشاريين، فجزاكم الله ألف خير.
أنا شاب عمري 26 سنة, والحمد لله لا أعاني من ضغط أو سكر أو كولسترول، ووزني ثابت مذ كنت في الثامنة عشر من عمري -51 كجم-، ولا أدخن أبدا.
المشكلة: أصبت قبل ثلاثة شهور بنوبة تسارع في نبضات القلب، ومن خلالها جلست في المستشفى يومين لتنظيم النبضات, وأجريت جميع الفحوصات: تصوير القلب بالتلفزيون وبالأشعة، وتحاليل أنزيمات القلب، وفحص الجهد، والغدة الدرقية، وجميعها سليمة، وأعطاني الدكتور أدوية لم أتناولها، وقال: لعل سبب النوبة من الجهد الزائد؛ لأني حينها ذهبت لأول مرة للـ"جمنزيوم" وبذلت جهدا.
وقبل ثلاثة أيام جاءت النوبة مرة أخرى، وجلست في المستشفى يومين، وأعيدت التحاليل والتصوير وكلها سليمة، ولكن الدكتور هذه المرة -دكتور آخر غير الأول- قال: إن حالتي تسمى بالرجفان الأذيني، وقال: إن نسبة السيولة لدي 1.5 وهي منخفضة، وأعطاني علاج وزارفرين 4 ملجم، وأسبرين 81، وكونكور وبروتون، وهذه المرة قررت أن آخذ العلاج.
سؤالي يا دكتور: هل هذه الحالة تعتبر خطيرة؟ حيث إني قرأت في شبكة الإنترنت أن الذين يعانون من حالتي معرضون للجلطات الدماغية والقلبية، وأنا الآن خائف جدا؛ حيث أني أشعر بعدم توازن في رأسي وكأن الجلطة قادمة.
أرجوك يا دكتور سيولة الدم هل يمكن أن ترجع إلى وضعها الطبيعي، أو لا بد من تناول الوارفرين طوال العمر؟ وهل الرجفان الأذيني يمكن علاجه؟
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جاسم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن الخطر في حالة الرجفان الأذيني هو: في تسارع القلب الشديد، وفي نشأة خثرات دموية في الأذين الأيسر، والتي يمكن أن تنساق في الدم إلى الشرايين الدماغية وتكون السبب في حصول سكتة دماغية، أو تنساق إلى أماكن أخرى في الجسم وتسبب مضاعفات تجلطية أخرى في المكان الذي تستقر فيه، مثل: شرايين الساقين فتسبب نقصان التروية إلى الساق مثلا؛ مما يؤدي إلى موت الأنسجة.
ونسبة حدوث السكتة الدماغية عند المصابين بالرجفان الأذيني تبلغ 5% في السنة، وبشكل عام يزيد خطر الإصابة بالسكتة الدماغية مع تقدم العمر للمصابين بالرجفان الأذيني، فهي تصل إلى 23.5% لمن عمرهم ما بين 80 و 89 عاما.
ويعتبر الرجفان الأذيني من أكثر اضطرابات نظم القلب انتشارا، وتزداد نسبة المرضى بالرجفان الأذيني كلما تقدم العمر، فبينما تكون النسبة في الذين تقل أعمارهم عن 55 سنة تساوي 0.1%، تصل النسبة إلى 9.0% لمن هم فوق 80 عاما.
هناك حالات لا يكون فيها الرجفان الأذيني دائما؛ أي أنه يأتي بشكل نوبات كما هو الحال عندك، ثم يعاود النظم الطبيعي للظهور.
ومن ناحية أخرى: قد يكون الرجفان الأذيني مستديما، وهذا الرجفان الأذيني المستمر لفترة طويلة يعمل على توسعة الأذينين، ويقلل فرص نجاح استعادة النظم الطبيعي سواء دوائيا أم كهربائيا؛ لذا فإن توسع الأذينين علامة على طول مدة الرجفان الأذيني.
ويقسم الرجفان الأذيني من ناحية سريرية إلى:
1- حديث: وهو الرجفان الأذيني الذي يشخص للمرة الأولى، ويمكن تسجيل أعراضه أو عدم وجود أعراض له، وفي لحظة اكتشافه لأول مرة يمكن تقسيمه إلى:
- متكرر: وهو الذي يأتي كنوبات تنتهي لوحدها وتدوم أقل من سبعة أيام.
- مستمر: وهو الرجفان المستمر لأكثر من سبعة أيام، ويمكن محاولة إنهائه إما بالأدوية، أو بجهاز مزيل الرجفان، وسواء تم إنهاؤه علاجيا أم لا فهو يلقب بالمستمر؛ وذلك لأنه لم ينته لوحده.
2- دائم: وهو الرجفان الأذيني الدائم، وفي كثير من المرضى -من هم في مثل سنك- قد لا يوجد سبب للرجفان الأذيني، وطبعا يقوم الطبيب باستبعاد زيادة نشاط الغدة الدرقية، وارتفاع الضغط، وتوسع الأذينين.
إن المضاعفات الاحتشائية لمرضى الرجفان الأذيني من الأولويات الأساسية في علاج هؤلاء المرضى، وتتم الوقاية بمنع تكون الخثر الدموية في الأذينين عن طريق إعطاء مضادات التخثر، هذه المضادات تقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية عند مرضى الرجفان الأذيني إلى المستويات العادية، والتي تلاحظ عند غيرهم من المرضى، وتستثني التوصيات مرضى الرجفان الأذيني الذين تقل أعمارهم عن 60 عاما، والذين يكون الرجفان الأذيني وحيدا؛ بمعنى أنهم لا يحملون أي مخاطر أو أمراض دورية أخرى كفرط ضغط الدم.
المرضى الذين يحققون هذه الشروط لا يجب وصف مضاد تخثر لهم، وقد تم نشر هذا البحث في عام 1987 في مجلة: new England Journal of Medicine؛ وهو يعني أنه في الأشخاص الذين يكون عندهم تليف أذيني دون سبب قلبي؛ فإنه يمكن ألا يتناولوا مميع الدم، ويمكن فقط تناول الأسبرين، وهذا قد ينطبق عليك؛ ولذا يجب مناقشة الموضوع مع الطبيب المعالج.
نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.