السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ظهر في ثديي قبل أربع سنوات ورم حجمه كأصبع الإبهام، وعند الفحص والأشعة، توصل الطبيب إلى أنه تليف، وأنه قد يزول بالعمليات الجراحية، ولكن قد يظهر مرة أخرى.
لدي استفسارات كثيرة حول هذا التليف، هل هو مضر عند حملي وإرضاعي؟ لأني فتاة مقبلة على الزواج قريبا، وهل هناك نسبة بأن يتحول إلى خبيث -لا قدر الله-؟ وهل يزول بدون إجراء عمليات جراحية؟ لأني لا أريد أن أزيله بالعملية خوفا من تشوه ثديي؟ وما هو سببه؟ كما أنه عند قرب نزول العادة الشهرية يكبر حجمه ويتضاعف حتى البروز، ويصبح مؤلما، فهل هذا خطر؟
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ghada حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أختي الكريمة: هذه التليفات التي تتكون داخل الثدي ليست نادرة، وتتكرر كثيرا في كثير من النساء في أوقات مختلفة من العمر، وهي في عمومها تليفات حميدة، وقد تبرز كثيرا، وتكون مؤلمة في بعض الأوقات، مثل قرب حدوث الدورة الشهرية، لتغير نسب الهرمونات في الدم في تلك الفترة، وفي العادة لا يكون لها تأثير سلبي على الحمل والرضاعة.
ولمزيد من التوضيح، سوف يتم استشارة الفاضلة الدكتورة رغدة عكاشة -مستشارة أمراض النساء والولادة- للاستفادة من علمها وخبرتها في هذا المجال.
حفظك الله من كل سوء.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة الدكتور/ سالم الهرموزي -استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية-.
وتليها إجابة الدكتورة/ رغدة عكاشة -استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم-.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
عندما يقول الأطباء بوجود حالة تليف في الثدي، فإن القصد يكون وجود حالة تسمى: (الورم الغدي الليفي) FIBROADENOM، وهو ورم سليم 100%، ولا يتحول إلى سرطان، وأكثر ما يظهر في العمر بين 21-25 سنة، ولكن إن ظهر، فإنه إما أن يبقى بنفس الحجم، أو أن يكبر، وهذا هو الغالب، ولكنه لن يختفي.
وقد يختفي بعد سن انقطاع الدورة الشهرية، وهذا في بعض الحالات فقط، لأن هذا النوع من الأورام سببه المرجح هو مستوى الهرمونات المرتفع الذي يرافق النشاط التناسلي عند المرأة، لذلك فإن هذا الورم قد يكبر بالحجم ويصبح مؤلما في أيام معينة من الدورة الشهرية حسب مستوى الهرمونات كما ذكر طبيبنا الفاضل الدكتور/ سالم.
وإذا كان الورم الغدي الليفي بحجم صغير، ولا يسبب أعراضا مزعجة طوال الشهر، فإن الأفضل تركه بدون جراحة، مع العمل على متابعة حجمه بالتصوير كل 6 أشهر، وبقاءه في الثدي لن يؤثر على الخصوبة ولا على نسبة حدوث الحمل، ولن يتعارض مع الإرضاع -إن شاء الله تعالى-، ولكن قد يزداد الورم حجما بسبب ارتفاع الهرمونات في الجسم خلال الحمل، أي أن المشكلة المتوقع حدوثها في حال لم يستأصل الورم الآن هي: أن يزداد حجمه مستقبلا وخاصة خلال الحمل.
أما إن كان الورم الآن بحجم كبير، أو كان يسبب الألم المستمر، فإن الحل الأمثل هو استئصاله جراحيا، والاستئصال هنا سيزيل كامل الورم ويشفي الحالة تماما، ولكنه لا يضمن لنا عدم ظهور أورام جديدة في الثدي مستقبلا.
إن العلاج بالأدوية قد يسبب صغير حجم الورم مؤقتا، ولكن سرعان ما يعود الورم لحجمه الأصلي بعد إيقاف الدواء، والأدوية قد تسبب أعراضا جانبية غير مرغوبة، خاصة لمن كانت مقبلة على الزواج، لذلك إن كان الورم بحجم كبير، ويسبب أعراضا مزعجة ومستمرة، فإن الاستئصال الجراحي هو الأفضل دائما، وبالطبع إن أي عملية جراحية لابد وأن تترك في مكانها ندبة، ولكن إن تمت العملية بيد خبيرة؛ فإن الندبة ستكون صغيرة -إن شاء الله تعالى-.
نسأل الله -عز وجل- أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما.