أعراض الناسور العصعصي وعلاجه

0 636

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب عمري 20 سنة، لدي ناسور عصعصي منذ ثلاث سنوات، كان خفيفا نوعا ما، منذ ما يقارب السنة من الآن أصبحت مع الجلوس أحس بتغيرات بذهني، أشبه بصداع، اشتد علي قبل 5 شهور، مع بداية الدراسة والجلوس المتكرر، الأعراض الحسية خفيفة نوعا، لكن أصبحت أشعر بصداع وعدم تركيز، بل وصلت أحيانا بأن أخلط الكلام، أحيانا أنوي قول كلمة، فأقلب حروفها بالغلط، مع بطء في الفهم، وأحيانا حينما أقرأ جملا عادية لا أفهمها، وأخلط في أمور، كأن أخطئ في طريقي لمكان معين.

مثل هذه الأعراض تشتد وأحيانا تكون خفيفة، لكنها ملاحظة، وأعزو السبب للناسور؛ لأنه تزامن معه، بماذا تنصحونني للتأكد من مسببات هذه الأعراض؟ وما الدكتور المتخصص؟ هل هو دكتور الأعصاب أم غيره؟ وشكرا لكم مقدما.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كما تعلم فإن الناسور العصعصي -ويسمى كذلك الناسور الشعري- "Pilonidal cyst" أو كيس الشعر، هو عبارة عن كيس أو قناة تحتوي على شعر متساقط، وموقعه أسفل الظهر، ويعاني المريض من آلام وإفرازات دموية بصورة مزمنة، أو يظهر بصورة مفاجئة على شكل خراج، مسببا آلاما حادة وتورما أسفل الظهر، ويظهر عادة عند العقد الثاني من العمر.

أسباب ظهور الناسور العصعصي: بسبب دخول الشعر داخل الجلد، وذلك لأنه يصيب عادة الرجال المشعرين، فعند الجلوس يتم تحميل وزن الجسم كله على الأرداف، والشعر الذي يقع من الجسم نتيجة احتكاك الملابس يسقط ما بين الأرداف، ومما يساعد أيضا على حدوث ذلك كثرة الجلوس، واستخدام المناديل الورقية للتنشيف، وكثرة قيادة السيارات، وبذلك تدخل الشعرة إلى داخل الغدد العرقية التي في جلد هذه المنطقة، والتي تكون نشطة أثناء هذه الفترة عند الرجال، وبمجرد دخول الشعر يبدأ تكون الناسور، وعندما يتكون الناسور يصير الضغط داخله أقل من الخارج، ويبدأ بابتلاع الشعر ويكبر، لذا نجده بنسبة أكبر عند البدينين، وأصحاب الجسد المشعر والتعرق الشديد، وعدم الاهتمام بالنظافة، وكثرة الجلوس، واستخدام المناديل الورقية للتنشيف دون الماء.

وتكون الأعراض بشكل تورم واحمرار يصحبه ألم شديد في منطقة أسفل الظهر بين الإليتين، ويبدأ تكون كيس الشعر على شكل فتحات صغيرة في هذه المنطقة، يتسرب إليها الشعر الذي يتساقط من الجسم، وهو غالبا ملوث، فيبدأ حدوث الالتهاب وتكون الصديد، ويتجمع الشعر الملوث داخل هذه الفتحات فيما يشبه الكيس، مما يزيد من الشعور بالألم، وقد يخرج قيح أو دم.

أما العلاج فيكون برفع وإزالة كل الشعيرات السائبة من فتحة أو فتحات الغدد العرقية، واستخدام المضاد الحيوي إذا كان هناك التهاب حاد في هذه الغدد العرقية في المنطقة، وكذلك حلاقة الشعر والاستحمام أكثر من مرة، وعدم الجلوس لفترات طويلة، والجلوس في الوضع الصحيح.

أما إذا كان هناك التهاب حاد وتشكل صديد؛ فيفتح الكيس ويتم تصريف الصديد، واستئصال الخلايا الالتهابية، وإزالة الشعر الميت، أما عن كيفية تجنبه فيكون بالتالي:

- إزالة الشعر المتساقط بين الردفين.
- تنظيف المنطقة بشكل يومي.
- الحرص على بقاء المنطقة نظيفة وجافة.
- تجنب الجلوس الطويل.

وأما الأعراض التي تعاني منها، فقد ذكرت أمرا مهما، أن هذه الأعراض تأتيك عند الجلوس، وما يود الطبيب معرفته إن كانت هذه الأعراض تختفي عندما لا تكون جالسا؟ مثلا عند الاستيقاظ من النوم، أو عند المشي، ومن ناحية أخرى فإن الطبيب يود معرفة إن كنت تتخوف كثيرا من موضوع الناسور؛ لأن الخوف والقلق قد يؤديان إلى أعراض نفسية متعددة، وأذكر منها: الإحساس بالتوتر والتململ وعدم الراحة، والغثيان، ويشعر المريض أيضا بسرعة التعب والإرهاق، وصعوبة التركيز، أو الشعور بفراغ العقل، والإحساس بالعصبية والتهيج والنرفزة، والتوتر العضلي (آلام في العضلات، الشد على الأسنان، تأرجح الصوت) وصعوبات في النوم (الأرق وصعوبة الدخول في النوم، وتقطع النوم وعدم إشباعه).

وهناك أعراض أيضا يمكن أن تأتي مع نوبات القلق الشديدة والهلع، ومنها: خفقان القلب أو ازدياد النبض، وزيادة التعرق، والرجفة، أو الإحساس بالارتعاش، وصعوبة التنفس والكتمة وضيق التنفس، والشعور بالاختناق، وعدم القدرة على التقاط النفس، وبعض الناس يشعرون بألم في الصدر، أو انزعاج في الصدر، والغثيان، أو انزعاج في البطن.

ومن أعراض القلق والهلع الشعور بالدوخة، أو عدم التوازن، أو الشعور بالإغماء، والإحساس بتغير الشخصية (كأنني لست أنا) أو بتغير البيئة المحيطة واختلافها، والخوف من فقدان السيطرة على الذات، أو الخوف من فقدان العقل، وبعض الناس يشعرون بالخوف من اقتراب الموت، والشعور باقتراب النهاية والموت، وهناك من يحس بالتنميل والخدر في الجسم والأطراف، وهبات في الجسم ساخنة أو باردة.

فكما ترى، كثير من الأعراض التي تشكو منها هي على الأكثر من الخوف والقلق من أن يؤثر عليك الناسور، وهي ليست أعراضا مباشرة من الناسور نفسه، وإنما من القلق المتزايد، وخاصة إن كانت هذه الأعراض تأتيك مع الجلوس -كما ذكرت-.

أرى أن تراجع طبيبا جراحا عاما، لكي يطمئنك على الناسور، وإن كان يحتاج إلى أي علاج، وذلك لمنع تفاقم الأمور، وأن تبقى على اتصال مع الله بقراءة القرآن والذكر والدعاء، وأن تمارس أي رياضة، وكذلك تمارين الاسترخاء، فهذه تساعد -بإذن الله-.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات