هل عملية تصغير الثدي لها مخاطر مستقبلية على المدى البعيد؟

0 570

السؤال

السلام عليكم...

أنا أعاني من ترهل وكبر حجم الثدي، وسبب لي ألما بالكتف والظهر، وفكرت بعملية التصغير، هل لها مخاطر مستقبلية، أو تسبب أمراضا على المدى البعيد؟ وهل يجوز إجراء هذه العملية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الناحية الطبية: إذا كان كبر حجم الثدي يؤدي إلى حدوث أعراض مثل الألم في الظهر والأكتاف، فإننا نعتبر بأن هنالك استطبابا مؤكدا لعمل عملية تصغير للثدي, لأن هذا الألم سيتطور مع مرور الوقت، وقد يؤدي إلى أذية غير قابلة للتراجع في أعلى العمود الفقري, وفي مفاصل الأكتاف.

وعملية تصغير الثدي تعتبر عملية كبرى، وتتم تحت التخدير العام, وتستغرق وقتا من 2-5 ساعات، وفيها يتم استئصال جزء من نسيج الثدي، من خلال شق يتم عمله قرب الحلمة، لكن بعد إبعاد الحلمة عن موضعها كليا، ثم وفي نهاية العملية يتم استئصال الجزء الزائد من الجلد, وخياطة الجرح وإعادة زرع الحلمات ثانية، في مكان بحيث يحدث تناظر لشكل الثديين قدر الإمكان.

وننصح بأن يتم عمل تقييم جيد للحجم المراد استئصاله من الثدي قبل العملية، مع التأكيد على ضرورة أن يتم عمل تصوير ظليل للثدي(ماموغرام ) قبل العملية, وذلك للتأكد من سلامة كل الأنسجة في داخل الثدي، والتأكد من عدم وجود أكياس أو تليفات، فإن وجدت فيمكن استئصالها بنفس وقت العملية، بدل أن تتعرض السيدة لعملية أخرى فيما بعد.

بالطبع, إن هذه العملية كأي عملية أخرى في الجسم، قد تسبب بعض الاختلاطات, لكنها قليلة, والحمد لله من أهمها :

1- تشكل ندبة مكان الجرح, وهذه الندبة ستخف مع الوقت ويتحسن مظهرها, لكنها ستبقى دائمة ولن تزول كليا, وأكثر ما سيساعد في تحسين مظهر الندبة، هو تفادي حدوث الالتهاب في الجرح, والحرص على عدم حمل أو دفع الأشياء الثقيلة أو أي جهد كبير في الجزء العلوي من الجسم بالذات, وذلك لمدة شهر بعد العملية.

2- هنالك احتمال, لكنه قليل جدا, لحدوث عدم شفاء في منطقة زراعة الحلمات، وقد يبقى هنالك فراغ أو قرحة, تستدعي عمل عملية تجميلية لترقيع منطقة الفراغ.

3- هنالك احتمال لحدوث تأذ في الأعصاب، وبالتالي حدوث نقص في إحساس الجلد في منطقة العملية، وخاصة في الحلمات وحولها.

4- وهنالك احتمال لأن يكون للعملية تأثيرا سلبيا على الإرضاع.

5- وهنالك احتمال لحدوث عدم تناظر في حجم وشكل الثديين بعد العملية، وهذا يعتمد على خبرة ومهارة الجراح.

وأنصحك بخفض وزنك قبل العملية, فالوزن الزائد في هذا النوع من العمليات، يرفع من نسبة حدوث كل الاختلاطات التي سبق وذكرتها, والعكس صحيح، فالوزن الطبيعي, يقلل من نسبة حدوث هذ الاختلاطات -بإذن الله تعالى-.

وهنالك معلومة هامة أخرى أود أن أقولها لك، وهي أن إجراء هذه العملية قبل عمر 50 سنة، سيعطي نتائج أفضل, وتقل معه نسبة الاختلاطات -بإذن الله تعالى-، لذلك يفضل عملها قبل هذا السن.

نسأل الله -عز وجل- أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما.
--------------------------------------------------------------
انتهت إجابة: د. رغدة عكاشة -استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم-،
وتليها إجابة: الشيخ/ أحمد الفودعي -مستشار الشؤون الأسرية والتربوية-.
--------------------------------------------------------------
مرحبا بك - أختنا الكريمة - في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى لك العافية.

أما من الناحية الشرعية: فعملية تصغير الثدي جائزة إذا دعت إليها ضرورة أو حاجة قريبة من ذلك، والحالة التي تسألين عنها ما دمت تعانين من آلام، وتحتاجين إلى دفع هذه الآلام عن نفسك بإجراء هذه العملية؛ فنرجو - إن شاء الله - أنه لا حرج في ذلك، واحرصي على أن يكون من يجري هذه العملية من النساء؛ لأنه سيتضمن كشف عورات، فإذا لم يكن الأمر وصل حد الضرورة - يعني: خشية الهلاك أو ما يقرب منها أو حاجة شديدة - فإنه لا يجوز كشفها لغير النساء، فاحرصي على أن تخرجي من هذا الإشكال كله بأن يكون من يجري العملية من النساء.

نسأل الله تعالى لك العافية والشفاء.

مواد ذات صلة

الاستشارات