أخطأت في الماضي وبقيت حرقة الذنب تؤرقني

0 390

السؤال

السلام عليكم...

أنا فتاة كنت بعيدة عن الله، وكان لي علاقة بشاب، ثم تبت إلى الله عندما فقدت شيئا عزيزا علي، وندمت على ما فعلت، والآن أحفظ القرآن وأقوم الليل، وأفكر بأن الله أبعد عني هذا الشيء العزيز بسبب ما كنت فيه، وأنا أعلم أنني لو كنت ملتزمة ما كنت فقدته، وهو تركني بسبب ضياعي، هل ما كنت فيه من ضياع سأجني ثماره من هم وحزن الآن؟ لأنني في هم كبير، وهل إذا تزوجت في المستقبل سأتزوج بشخص مثلي له ماض؟ وهل أنا أقل من الأخريات اللاتي هن قريبات من الله ولم يخطئن؟ لأنني أرى أنني أقل منهن.

أرجو الإجابة عن جميع النقاط، لأنني أعيش في هم وحزن كبير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ elmosta حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لست أقل منهن، ولست أقل من الصالحين إذا صدقت في توبتك، فإن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين، وربما معصية أورثت ذلا وانكسارا خير من طاعة أورثت كبرا وافتخارا، وكان عمر يقول: (جالس التوابين فإنهم أرق الناس قلوبا) فاستمري على صدق التوبة، واللجوء إلى الله -تبارك وتعالى-، واعلمي أن الإنسان يرتفع بمقدار طاعته لله، والتوبة تجب ما قبلها، وتمحو ما قبلها، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-، بل (التائب من الذنب كمن لا ذنب له). وإذا أخلصت التائبة في توبتها وصدقت في أوبتها ورجوعها إلى الله وامتنعت عن الوقوع في الخطأ؛ فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات، وكان الله غفورا رحيما.

فاطمئني لمغفرة الغفور إذا صدقت وأخلصت وأقبلت على الله -تبارك وتعالى- بصدق، وإذا ذكرك الشيطان بالخطيئة ليوصلك إلى اليأس فجددي التوبة، وجددي الاستغفار، وجددي الرجوع إلى الله -تبارك وتعالى-، واعلمي أن الحسنات يذهبن السيئات، والعظيم ما سمى نفسه غفورا إلا ليغفر لنا، ولا سمى نفسه رحيما إلا ليرحمنا، ولا سمى نفسه توابا إلا ليتوب علينا، ومن عظمة التواب ورحمته أنه يفرح بتوبة من يتوب إليه -سبحانه وتعالى-، ولن يعدم الناس من رب يفرح بتوبة العاصين خيرا؛ فلذلك هذه بشارة لك بصدق التوبة؛ فعليك أن تلتزمي، وأن تجعلي التوبة نصوحا، وتقبلي على الله -تبارك وتعالى-، ولا تفكري في أي أمر، فإن الله سيدبر لك الأمور، ويهيئ لك من أمرك رشدا، ولست أقل من أي أحد، ونؤكد لك أن العبرة بالارتفاع عند الله -تبارك وتعالى-، والحمد لله: الله هو الغفار، الرحيم، الذي يغفر الذنب -سبحانه وتعالى-، ويغفر كل ذنب، ما عدا الشرك بالله {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}.

فازدادي بالله ثقة، وبالله فرحا، وإلى الله عودة وأوبة، وأشغلي نفسك بالخير، ونسأل الله أن يهيئ لك من أمرك رشدا، وأن يسعدك في هذه الحياة وفي الآخرة.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات