السؤال
السلام عليكم
أنا طالبة في الثانوية العامة، وأحب طالبة في نفس فصلي، أحبها في الله كإعجاب كما يفعل بعض البنات، وأنا صارحتها بذلك، ولكن لاحظت عليها بعض التغيرات، فلا أغضب منها مهما فعلت، وأنا لا أدري ماذا أفعل؟ فأنا محتارة، هل أتركها تفعل ما تشاء، أم ماذا أفعل؟ أشيروا علي إخواني، أنا في حيرة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نوف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك ونشكر لك هذا السؤال، وشرف لنا أن نكون في خدمة بناتنا الفاضلات من أمثالك.
نحب أن نؤكد لك أن الحب الحقيقي هو ما كان في الله وبالله ولله، وعلى مراد الله، وإذا أحبت الأخت أختها في الله، فعليها أن تخبرها كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولكن على أن يكون حب في الله ليس للمظاهر، وليس لجمال شكلها، وليس لظرفها، وليس لذكائها، وليس للأموال التي عندها، وإنما هو في الله، وكل أخوة لا تقوم على الإيمان والتقوى تنقلب إلى عداوة، قال العظيم: {الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين}.
لذلك ينبغي أن تدركي أن هذه هي القاعدة الأساسية، وإذا أحبت الفتاة زميلتها -كما قلنا- فعليها أن تخبرها، ولكن الحب الشرعي المطلوب يقتضي المناصحة، ويقتضي التعاون على البر والتقوى، ويقتضي زيادة الحب لها كل ما أطاعت الله، والنفور من عصيانها لله، فنحن لا نكره العصاة ولكن نكره معصيتهم لله، كما قال الله على لسان نبيه لوط: {إني لعملكم من القالين} أي أنا أكره ما تقومون به وما تفعلونه من منكر.
لذلك إن كان الخطأ الذي تقصدينه من معاصي الله، فسكوتك عليه لا يجوز، فإذا عصت الله فينبغي أن تنبهيها وأن تنصحي لها، لأن أهل الإيمان يتواصون بالحق، ويتواصون بالصبر على الحق والثبات عليه، فحتى تكون هذه الأخوة شرعية ينبغي أن تتأكدي أنها في الله، وأنك أحببتها لما فيها من صفات ترضي الله، ثم عليك أن تنصحي لها إذا خالفت أمر الله، وتقفي في طريقها، وتحولي بينها وبين المعصية، ثم عليك أن توسعي دائرة المحبة من مطيعات من الزميلات ولا تقفي عند صديقة واحدة، ولكن طالما نحن نبني على قاعدة الإيمان، فإن المؤمنة تحب المؤمنات، وتزيد في حب الصالحات المصلحات منهن.
أرجو أن تكون المسألة قد وضحت، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.