السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي: هل الشرع يعطي الحق للزوج أن يفعل ما يشاء وأن يتمتع بالحرية التامة، كأن يسافر وحده في فسحة؟ وأن يصفف شعره عند سيدة؟ وأن يدخل في ساعة متأخرة؟ وأن يرقص في الأعراس المختلطة؟ وأن يتحدث ويمازح الأجنبيات كالجارات -مثلا-؟ وأن ينفق بتقتير وكأننا عالة عليه، وأن ماله من حقه وحده، وأنه هو من يعمل، وكلما أبديت غضبي يطلب مني الفراق، ويقاطعني لأسابيع؟
أفيدوني فنحن في خلاف، وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ aicha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا شك أن ما يحصل من هذا الزوج لا يجوز، وليس من حقه حتى لو لم يكن متزوجا، فإن المؤمن خلق لعبادة الله ولم يخلق لهذه الشهوات، ولذلك هو مسيء وعاص لله -تبارك وتعالى- بهذا العمل، ومقصر في حق الزوجة، وليس له أن يفعل هذه الأمور، أقول سواء كان متزوجا أو غير متزوج.
وبالنسبة للإنفاق: لا بد أن يعلم أن أفضل دينار هو ما ينفقه الرجل على أهله، ولذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- لما كلموه عن دينار تصدق به دينار كذا، قال: "أعظمه أجرا الذي ينفقه على أهله"، وكفى بالمرء إثما أن يضيع من يعول، ولكن عندما نأتي بمعالجة لا بد من الحكمة، لا بد من الثناء عليه، لا بد من شكره على القليل ليأتي بالكثير، فالرجل قد يعطي الآخرين لأن الآخرين يمدحونه ويثنون عليه، ولكن لا يعطي الزوجة لأنها لا تمدحه ولا تثني عليه، طبعا الواجب أن يعطي هذا واجب عليه، لكن أيضا المرأة ينبغي أن تشكر لزوجها لو جاء بكيس من البصل تشكره وتثني عليه، وتقول ما شاء الله حتى البصل لا تقصر في المجيء به، عند ذلك يأتيها بالمزيد.
فإذا، أنا أريد أن تغيري طريقة التعامل معه، وتبحثي عن الأشياء المفقودة، يكلم الأخريات لأنهن يثنين عليه ويمدحنه ويكلمنه بكلام جميل، فكلميه أنت بالجميل وهيئي نفسك له واشكريه على القليل وأظهري له جوانب التميز فيه، ضخميها واتخذيها مدخلا إلى نفسه، ذكريه بالله -تبارك وتعالى-، حاولي أيضا أن تقبلي عليه، حاولي أن تجعلي بيتك بيئة جاذبة –يعني لا نجعل البيت كلما جاء حاسبناه وحاكمناه قلت وفعلت ووقفت وتركت-.
أنا أريد أن يأتي التغيير منك، ونحن نشكر لك التواصل مع الموقع، ونتمنى أن يستمر هذا التواصل بعد أن تطبقي أنت التغيير، حاولي أن تثني على القليل، أن تحاولي أخذ حقك بذكاء، وفرق بين أن تقولي لا تعط الأخريات، وبين أن تطالبي بحقك، فرق بين أن تهتمي به وتستمعي إليه وتدخلي إلى حياته، عند ذلك سيجد البيت بيئة جاذبه ويبدأ يتغير، نحن نريد أن تبدئي أنت بتغيير هذه المواقف، ولا تقفي عند كل صغيرة وكبيرة، ولكن نبدأ جميعا رحلة العلاج بحسن التعامل معه، بالصبر عليه، حسن استقباله، شكره على القليل بإظهار الفرح عند مجيئه إلى البيت، بإسماعه الكلام الجميل والثناء عليه بمعرفة الأشياء التي تجذبه إلى الخارج، وتجذبه إلى المخالفات أيضا، بإظهار ما وهبك الله من مفاتن حتى لا يبحث عن هذا في الخارج، إذا نحن نريد منك أن تطبقي هذه الوصفة الجديدة وتتغيري أنت، ثم تتواصلين معنا، ونسأل الله أن يصلح الأحوال وأن يلهمك السداد والرشاد هو ولي ذلك والقادر عليه.
وبالله التوفيق.