السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
لو سمحت يا دكتور عندي مشكلة، زوجي شكاك، فهو يشك بأن لي علاقة مع جارنا، وأني أعاشره وأكلمه، وأني أكلم الرجال، وإذا ذهبنا إلى السوق فإنه يشك بأي نظرة أني أنظر لرجل، لقد تعبت نفسيا من شكه، وكم نصحته بأن يذهب لدكتور، ولكنه رفض بحجة أن الحبوب تسبب البلاهة.
سؤالي: ما مضار الحبوب النفسية وآثارها، وكم مدة استخدامها؟ وهل هي مضمونة؟ وإذا تركها هل يرجع الشك؟
وجزاك الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مهمومة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة وأختنا الكريمة- في الموقع، ونشكر لك الحرص على السؤال، ونحب أن نؤكد لك أن المرأة إذا شعرت أن زوجها كثير الشك، والغيرة عنده زائدة، فإنها:
أولا: ينبغي أن تتعامل معه بوضوح.
ثانيا: تتفادى كل ما يثير شكوكه وغيرته، وتتجنب مقارنته بغيره من الآخرين، وتحرص على أن تكون إلى جواره، تقلل من الخروج إلى الأماكن التي يغار منها كالأسواق، والتي تجلب الشكوك، وتحاول أيضا أن تسلط الأضواء على محاسنه، وتشعره بأنه الرجل الوحيد في حياتها.
نحن دائما نقول: إذا كان زوجك يغار من الشمس فلا تنظري إليها، وإذا كان زوجك يغار من القمر فلا تمدحيه ولا تثني عليه.
ونحب أن نؤكد لك أن هذه الأمور -إن شاء الله تعالى–، علاجها سهل، وقدوة النساء في هذا هي أسماء -رضي الله تعالى عنها وأرضاها– التي لما علمت من الزبير غيرته رفضت أن تركب مع أطهر من مشى على وجه هذه الأرض، وكذلك أيضا كانت ترجع إلى زوجها، وتجعله هو الذي يحكم في الأمور، هو الذي يتكلم بلسانه باعتباره هو القائم في البيت، وهذا واضح في قصة الرجل الذي جاءها يريد أن يبيع في ظل دارها، فطلبت منه أن ينتظر حتى يأتي الزبير ليشاوره.
فإذا كان الزوج شكاكا فنحن علينا أن ننتبه لهذه الجوانب، وأرجو أن تعلمي أن الغيرة الزائدة قد يكون سببها أيضا الحب الزائد، كذلك ينبغي أن تنتبهي لعلاقاتك مع الآخرين، وتتجنبي حتى التعامل مع الجيران الذين لا يثق في دينهم، وحاولي أن تلتزمي بالدين، وتذكريه بالله تعالى.
وبقية الإجابة ستستمعين إليها من الطبيب النفسي المختص، وأرجو أيضا أن تعلمي أن الإنسان لا يقال له (أنت مريض)، (روح، تعال) وكذا من هذا الكلام، لأن هذا أيضا يجرح المشاعر، ولكن هناك أساليب حتى ولو احتاج للعلاج سيكون بغير هذه الطريقة، ونسأل الله أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه.
_________________________________________________________
انتهت إجابة الشيخ الدكتور/ أحمد الفرجابي -مستشار الشؤون الأسرية والتربوية-.
وتليها إجابة الدكتور/ محمد عبد العليم -استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان-.
_________________________________________________________
هذا الشك أو هذا النوع من الشك ندرجه في صفوف الحالات النفسية التي يجب أن يكون هنالك اهتمام أقصى بها، ويجب أن لا يتم تجاهلها أبدا، ويجب أن يذهب الشخص المريض إلى العلاج ويهتم بذلك، ويفضل أن يفترق الزوجان، لأن العيش في هذه الحالة قد يؤدي إلى مشاكل، ولا أريدك أن تكوني مهمومة، لكن قد تكون هنالك خطورة أيضا في بعض الأحيان.
هذه الحالات تستجيب للعلاج بشكل جيد، والمرض يسمى: (غيرة مرضية)، أو يسمى (متلازمة أوسلوا)، وهو الشخص الذي اكتشفها وكتب عنها، وهي نوع من الضلالات البارونية أو الزوارية الشديدة التي تكون موجهة نحو الزوجة دون ذنب اقترفته، وبالرغم من حسن سلوكها، وتجد أن الزوج يبحث ويدقق ويتشكك ويرصد للحصول على أدلة الإدانة والتي هي أصلا غير موجودة.
زوجك الكريم يجب أن يتم التحدث معه بلطف وعطف، وإقناعه بالذهاب إلى الطبيب النفسي (مهم) ويؤكد له –ونحن نؤكد ذلك– أن الأدوية النفسية سليمة جدا، خاصة الأدوية الحديثة، وهو لن يحتاج لأكثر من دواء أو دوائين.
إذا فشلت في إقناعه هنا أعتقد أن تدخل الأهل مهم، أهلك أو أهله، وذلك من أجل أن يأخذوه إلى المعالج.
هذه الحالات تستجيب للعلاج بصورة جيدة، والمريض إذا تعاون في أخذ علاجه فهذا هو المطلوب، وإن لم يتعاون فيمكن أن يعطى إبر مرة كل أسبوعين أو مرة كل شهر، هذه الإبر -والحمد لله تعالى- الآن موجودة، وتضمن لنا مستوى الدواء في الدم، وهذا قطعا يؤدي إلى الشفاء واختفاء الأعراض -إن شاء الله تعالى-.
العلاجات مفيدة ومفيدة جدا، ومدة استخدامها لا تقل عن ثلاث سنوات في أقل صوره.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.