السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركااته
أنا أمي عمرها (48-50) سنة، عندها السكر والضغط وتصلبات في شرايين القلب، تعاني دائما من تنمل وخذلان في يدها ورجلها اليسرى، بالإضافة لآلام شديدة في رجلها.. لقد عاودت طبيبها قبل أكثر من نصف سنة، وعملت جهاز الإيكو، وأخبرها أن عضلة القلب متعبة جدا، فاستمرت في علاج الدكتور ولا زال الخذلان مستمرا، يعاودها الألم والخذلان -خصوصا رجلها- في اليوم أكثر من مرة، وأحيانا ما بين اليوم واليومين.
أمي الآن صار عندها مشكلة في التبول -أعزكم الله-؛ حيث إنها بهذا الشهر لها 3 مرات تستيقظ من النوم أثناء التبول، أو بعده مباشرة.. وإذا أمسكته قليلا يخرج لا شعوريا، وإذا غضبت قليلا وانفعلت؛ ما تدري إلا والبول خرج لا شعوريا، حتى إذا عطست أو سعلت يخرج قليلا، وأنا جدا قلقة من هذا الموضوع، هل هذا بسبب الأمراض التي عندها، أو ما السبب؟ وما الحل، وما مدى الخطورة؟
أيضا أمي صار لها قرابة الشهر وهي تعاني من حشرجة متواصلة في حلقها، ولا بد أن يكون بقربها كأس ماء -أينما كانت- لتخفف به الحشرجة التي ينتج عنها كحة أو سعال تكاد تخنقها في بعض الأحيان (بعيد الشر)،
وليلا لا تستطيع النوم لأن الحشرجة تزداد ويصاحبها بلغم كان أصفر فاتحا، وبدأ يغمق الاصفرار مع الأيام، ولاحظت قبل يومين أن لونه صار يميل للاحمرار!!
مع العلم أن أمي تدخن يوميا ولكن ليس كثيرا (فقط ساعتين أو ثلاثا في اليوم)، وهي أيضا تمضغ القات ولكن قليلا جدا، أحاول دائما أن أدعها تقلع عنه إلا أنها لا توافق بعذر أن هناك أبشع منها يدخن ويمضغ القات بشكل متواصل، وأنه -ما شاء الله- صحتهم أفضل منها بألف مرة، غير أنها تقول أن هذه تسليتها الوحيدة!
أتمنى إفادتكم عن التنملات والخذلان المتواصل؛ لأنها ببعض الأحيان لا تستطيع النوم منها، ولا من الألم المصاحب للخذلان في رجلها.. وعن التبول اللاإرادي .. وعن الحشرجة المتواصلة، وهل لكل هذا علاقة بأمراضها، أم ماذا؟
أتمنى إفادتكم السريعة -جزيتم خيرا- حتى نتفادى أي خطورة -لا قدر الله-، واعذروني على الإطالة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا على تواصلك مع الشبكة الاسلامية.
إن حدوث التنميل والتخدير عند من يعاني من السكري قد يكون سببه أحد مضاعفات السكري، وهو التهاب الأعصاب المحيطية؛ حيث يسبب الإحساس باللسع والآلام والتنميل والتخدير، وتدريجيا يشعر المريض بأن شيئا بين قدمه والأرض، وتزيد الأعراض في الليل، ويشعر المريض بآلام حارقة في القدمين واليدين، ومن ناحية أخرى فإن نقص الفيتامين (د) يمكن أن يسبب أيضا التهابا في الأعصاب، وأعراضا تشبة الأعراض التي تعاني منها الوالدة، ومن ناحية أخرى فإن كان في طرف واحد فقد يكون السبب هو انضغاط أحد الأعصاب مثل العصب الأوسط في اليد، ولذا فإنه يفضل إن أمكن إجراء تخطيط للأعصاب، وهذا سيوضح إن كان هناك التهاب أو انضغاط في الأعصاب.
وعلى كل حال فإنه يمكن علاجها كالتالي:
- تناول حبوب نيويروبيون (neurobion) حبة واحدة كل يوم.
- تناول حبوب تخفف من آلام الأعصاب، وهي إما (neurontin 300) تبدأ بحبة مرتين في اليوم، ثم يمكن زيادتها تدريجيا، أو حبة (lyrica 75) حبة مرتان في اليوم، ثم يمكن زيادة الجرعة.
وإن لم تتحسن فإنه يجب مراجعة طبيب مختص بأمراض الأعصاب.
وبالنسبة لسلس البول، أي نزول البول عند السعال أو العطاس أو الضحك؛ فهو يسمى السلس البولي الجهدي، وتعزى أسبابه إلى ضعف في عضلات الحوض الناتج عن الحمل والولادة، زيادة الوزن، بلوغ سن اليأس، إضافة إلى تقدم العمر (والذي قد يكون السبب أحيانا أيضا)، ولذا فإنه من الضروري مراجعة طبيب مختص بأمراض المسالك البولية للفحص الطبي، ومعرفة السبب،
فيقوم الطبيب بإجراء بعض الاستقصاءات التشخيصية، ومن ثم وضع خطة للعلاج، وعادة ما يكون العلاج كالتالي:
- الاعتدال في تناول السوائل (1.5-2 لترفي اليوم)، والتقليل من الكافيين والمشروبات الغازية والمحلاة صناعيا، وقد تبين أن تناول المشروبات الخالية من الكافيين؛ يحسن أعراض فرط نشاط المثانة البولية.
- فقدان الوزن يحسن من بعض أعراض السلس البولي بنسبة تقارب 70% (إذا كانت الوالدة تعاني من السمنة).
- معالجة السعال المزمن، والإقلاع عن التدخين، ومعالجة الإمساك.
إجراء تمارين خاصة لإعادة تأهيل المثانة البولية بإشراف الطبيب، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى تحسين السيطرة على المثانة، وتقليل عدد مرات التبول في الليل والنهار، وتحسين السيطرة على الإلحاح البولي، وتتراوح نسب التحسن من 50% إلى 80%.
وكذلك أيضا يفيد -بإذن الله- تدريب عضلات الحوض، ويشتمل هذا على التدريبات التي تهدف إلى تحسين وظيفة عضلات الحوض، وهذا يساعد في تحسن السلس البولي، وقد يستعمل الطبيب أجهزة متخصصة تساعد في تقوية عضلات الحوض.
أما سؤالك عن الحشرجة فأحيله إلى طبيب الحنجرة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة د. محمد حمودة استشاري أول باطنية وروماتيزم
وتليها إجابة د. باسل ممدوح سمان استشاري أمراض وجراحة الأذن والأنف والحنجرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لا شك أن للتدخين والقات مضارا كثيرة لا تعد ولا تحصى، أخفها الالتهابات المزمنة والتخريش المستمر للطرق التنفسية (والتي تؤدي للمفرزات المخاطية، والقشع المستمر، والحشرجة التي يقوم بها المريض لطرح هذه المفرزات، والسعال المزمن) مرورا بالالتهابات التحسسية الناتجة عن السموم الموجودة بهما، وانتهاء بالأورام السرطانية في الطرق التنفسية العلوية والسفلية، الناتجة أيضا عن استخدامهما .
بالطبع فإن ظهور مفرزات تميل للاحمرار عند الوالدة -سلمها الله- لا بد من أن ينبهنا للخطر، وبناء على ذلك؛ لا بد من تقييم شامل للطرق التنفسية العلوية والسفلية، بالفحص السريري والتنظير المباشر، والصور الشعاعية للصدر، وتحليل وزرع المفرزات والقشع البلعومي، كما يجب فحص المعدة من قبل اختصاصي الأمراض الهضمية؛ لكشف وجود رجوع للحمض من المعدة عبر المريء صعودا إلى الحنجرة؛ مما قد يكون السبب المباشر في التخريش للحنجرة والبلعوم، والتسبب بالسعال وبالمفرزات والتي قد تكون محمرة قليلا في بعض الأحيان.
بعد استكمال الفحوص والتنظير، وفي حال لم يوجد أي آفة ورمية في المنطقة (إن شاء الله)؛ فالتشخيص يبقى هو (الالتهاب المزمن) الذي يعالج بالوقاية من مسببات التخريش من دخان وقات، وبالأدوية المضادة للتحسس مثل (الكلاريتين) والمقشعات (برومهيكسين)، ويمكن أن نحتاج للمضادات الحيوية، في حال كان زرع وتحليل المفرزات والقشع البلعومي، إيجابيا جرثوميا.
هذا، مع أطيب التمنيات لك -أختي الفاضلة أسماء- ولوالدتك المحترمة، بدوام الصحة والعافية من الله.