السؤال
السلام عليكم..
أنا متزوجة منذ 6 أشهر، ولا يوجد بيني وبين زوجي اتفاق في الشخصية، فهو عصبي جدا، ومتذمر، ومتقلب المزاج، وكثير الذم، يقلب الأمور على مزاجه، وأنا لا أتحمل إساءة الظن، فبدأت أفقد ثقتي بنفسي وفي قرارتي.
لا يحب النقاشات، حتى بعد المشكلة أحاول أن أفتح معه الموضوع بهدوء، فينفعل أكثر، لأنه يحب أن يثبت أنه على صواب حتى لو كان العكس، يهددني بالطلاق على أتفه الأمور، معدوم المسؤولية إطلاقا، يشتمني ويهددني بالضرب، أناني في العلاقة الجنسية، لا أستطيع التعامل معه، حياتي النفسية والصحية في تدهور مستمر، أصبت بنحافة شديدة بعد الزواج وتأخر الدورة.
أرجو الحل، فأنا خائفة جدا من حياتي المستقبلية معه، ولا أريد إنجاب الأطفال ويكون مصيري الطلاق، لا أريد الندم، علما بأني عشت بين والدين مطلقين.
أريد حلا أرجوكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ zonh حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على كل أمر يرضيه، ونؤكد لك أن هذه الفترة غير كافية في التعرف، فإن الحياة الزوجية في بدايتها قد تبدأ بمثل هذه الصعاب، ولست أدري كيف حصل الزواج؟ وكيف كانت طريقة التعارف؟ وهل سألتم عنه؟ وهل سأل عنكم؟ هل أعطيتم أنفسكم فرصة؟ هل كانت بينكم علاقة غير رسمية قبل العلاقة الرسمية؟ أسئلة كثيرة لها أثر ولها علاقة فيما يحصل للناس بعد زواجهم وبعد الرباط الشرعي.
ولكن على كل حال، نحن نوقن أن العاقلات من أمثالك والفاضلات تستطيع أن تكيف هذه الأمور، بل تستطيع أن تروض الرجل وتتعامل معه، إذا كان الإنسان عصبيا فعلينا أن نتفادى ما يثير عصبيته، ونجتهد في تفادي ما يغضبه، وهذا أمر مهم جدا، كشأن تلك المرأة التي قال لها زوجها في أول ليلة (إني سيء الخلق)، فلم تغضب منه، ولكن قالت: (أسوأ منك من يلجئك إلى سوء الخلق).
معروف أن الإنسان إذا تعامل مع صديقه أو تعاملت مع صديقتها العصبية فإنها تتفادى ما يثير عصبيتها، وبالتالي تسعد معها.
وكنا نتمنى أيضا أن نرى الإيجابيات إلى جوار هذه السلبيات، فإنك قل أن تجدي رجلا بلا عيوب، ويصعب عليه أيضا أن يجد امرأة بلا عيوب، فكلنا ذلك الناقص.
كنا أيضا نتمنى ونتمنى أن تتواصلي معنا لتعرضي لنا نماذج في القضايا الخلافية، التي حصل حولها الخلاف وحصل حولها النقاش.
أيضا حبذا لو جاءت إشارات عن الخلفية التي نشأها فيها، الأسرة التي خرج منها، فالإنسان يـتأثر، كما تأثرت أنت بالخلفيات التي جئت منها، ولكن نعتقد أن فرص التعايش وفرص التأقلم لا تزال كبيرة.
الحياة الزوجية تبدأ بالتعارف، ثم بعد ذلك تبدأ بالتأقلم والتعايش، ثم بعد ذلك بتقديم التنازلات، ثم بعد ذلك بالتعاون، ثم بعد ذلك بفهم النفسيات، وصولا إلى التوافق، وصولا إلى التآلف، وصولا أن تكونوا كأنكم أصدقاء، كل إنسان يعرف ما الذي يغضب صديقه، وتصبحون في النهاية كأنكم مستشارون لبعضكم، يعني هذه كلها مراحل، ولذلك يقول العظيم: {وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا}.
لذلك نتمنى أن تعطي نفسك فرصة، وأن تعطيه فرصة، وحبذا لو جاءتنا إجابات بسرعة على هذه التساؤلات حتى نستطيع أن نكيف الأمور، ونشارك في الوصول للقرار الصحيح الذي ينبغي أن ننظر فيه وتنظري فيه إلى كافة الزوايا وكافة الأبعاد، وتقدري مآلات الأمور، وتقدري الفرص المتاحة بالنسبة لك، يعني أمور كثيرة نحتاج إلى أن نقدرها قبل أن نتخذ القرار الذي نتمنى أن يكون في الخير، ودائما القرار الذي يأتي عن تأن وصبر واستخارة يكون القرار الصحيح.
نسأل الله لك التوفيق والسداد.