هل اضطراب القولون العصبي يولد التوتر والقلق؟

0 375

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
أشكركم على هذا الموقع المبارك، ونفع الله بكم.

أنا شاب متزوج, عمري ٣١ سنة, من السعودية، أعاني من صداع ودوخة, وأحيانا من غثيان, وأيضا أشعر بعدم التركيز, وبضيق في التنفس, وأشعر أحيانا كثيرة بشيء من التوتر والقلق, وبعض الكآبة, حيث أني دائما أهز رجلي بكثرة, ولا أرتاح في الجلوس في مكان واحد؛ لأني أشعر بملل شديد جدا إذا جلست في مكان واحد.

أحيانا أكون سريع الانفعال والغضب, وأشعر بانتفاخات في بطني, وأحيانا بحرقة في أعلى المعدة, وفي بعض الأحيان أشعر بخفقان شديد, وقوة ضربات القلب, لدرجة أني أشعر وأسمع بضربات قلبي, وأشعر بضعف ووهن في جسمي, وببرودة الأطراف, وكأنه وخز دبابيس في الأكتاف والساق, وأتعب وأرهق من أقل مجهود أبذله, كما لو كنت أركض.

كما أني ذهبت إلى طبيب الباطنية, وبعد عمل الفحوصات وتخطيط القلب والتحاليل؛ كان كل شيء جيدا، ولكنه وجد دهونا على الكبد، وأيضا -أكرمكم الله- دما في البراز, وأفاد بأنه لا بد من عمل منظار, ووصف حالتي أنها القولون العصبي, لكني لم أرتح لكلامه, حيث إنه وصف لي السبرام الذي أتعبني جدا, نصف حبة يوميا, أي ١٠ جراما.

أرجو تشخيص حالتي, هل هو القولون العصبي؟ أم الهضمي؟ أم هو مرض نفسي؟ أم غير ذلك؟ وما الأدوية المناسبة لحالتي؛ والتي لا تسبب ضعفا جنسيا, ولا إدمانا؟

علما أني في السعودية, وقد وصفتم لي البسبار, ولم أجده؛ لأنه مقطوع منذ سنتين, وقد كنت أستعمل (الدوغماتيل ٥٠ mg) حبة يوميا منذ ٨ أشهر, وقد ارتحت عليه كثيرا, ولكن الآن أشعر بأنه عديم الفائدة, -ليس مثل قبل- وأيضا سبب لي ضعفا جنسيا.

آسف على الإطالة، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هاني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعراضك واضحة جدا، وهي ذات طابع نفسي، مع وجود أعراض جسدية، وهذه الحالات نسميها بالحالات (نفسوجسدية) وذلك لأن القلق الداخلي يؤثر على أعضاء معينة في الجسم، وأكثر الأعضاء تأثرا هو القولون، وهو ما يسمى بالقولون العصابي –أو العصبي– وهذا حين يصاب به الإنسان يؤدي أيضا إلى مزيد من القلق والتوتر، أي يصبح الإنسان في حلقة مفرغة، وأحسن مسمى لهذه الحالات بالفعل هي (الحالات النفسوجسدية) يعني أنها في الوسط ما بين النفس وما بين الجسد، ولا يوجد مرض عضوي.

أيها الفاضل الكريم: الجهاز الهضمي كما ذكرت لك أكثر تأثرا لحالات القلق خاصة القلق المقنع –أو القلق المكتوم– الذي لا يعبر صاحبه عن مشاعره، ونحن نناشد الناس ونطالبهم بالتعبير الوجداني التفريغي المفيد، أن نتحدث فيما بيننا، أن نناقش إخوتنا، أن نكون فاعلين داخل أسرنا، ونتناقش في حدود الذوق والأدب، ولأجل اكتساب المعرفة والتشاور والحوار، دون أي ترفع من أي واحد منا، هذا منهج علاجي سلوكي ممتاز، فأرجو أن تنتهجه، الرياضة أيضا سوف تفيدك كثيرا، تمارين الاسترخاء ستفيدك كذلك، ولدينا استشارة برقم (2136015) أراها جيدة لك على وجه الخصوص.

بالنسبة للعلاج الدوائي: الدوجماتيل علاج مساعد، ولا نعتبره العلاج الأساسي، والطبيب وصف لك السبرام، لكنه لم يكن مفيدا بالنسبة لك، وأنا أريد الآن أن أصف لك السبرالكس، وهو الشقيق الأكبر للسبرام، لكنه أنظف منه وأفضل وأنفع، وليس له آثار جانبية.

جرعة الـ (سبرلكس) والذي يسمى علميا باسم (إستالوبرام) هي أن تبدأ بخمسة مليجرام –أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام– تناولها يوميا لمدة شهر, نسبة لحساسيتك نحو الأدوية كما ظهر من تناولك للسبرام، نحن لا نريد أن نرفع الجرعة بسرعة، بعد انقضاء الشهر اجعل الجرعة عشرة مليجرام من السبرالكس، وستجد خيرا كثيرا -إن شاء الله تعالى– تناولها لمدة أربعة أشهر، واجعلها نصف حبة يوميا لمدة شهرين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

هذا هو الذي أنصحك به، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات