أعاني من تعرق شديد في كل جسمي مما يمنعني من الاجتماع بالناس.

0 472

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أعاني مشكلة إذا واجهت الآخرين، أو وقعت في إحراج معين، أو خاطبني أحد فجأة، أتعرق في مناطق الجسم عامة، وفي الجبهة والرقبة والوجه خاصة، مع مصاحبة احمرار الوجه.

وأكثر ما تحدث لي هذه المعاناة إذا كنت في الصلاة، فأحس بالقلق يأتيني وأتذكر التعرق، ثم يأتي شيئا فشيئا حتى يصبح وجهي متعرق وجسمي عامة، وتظهر الرائحة الكريهة التي عرفني المسجد والجماعة بها، وتزداد شيئا فشيئا، وخصوصا إذا شممت الرائحة أو سمعت أحدا يتذمر منها بجانبي بسد أنفه، أو يبتعد عني قدر المستطاع، وإذا انتهت الصلاة ينفر من جانبي إلى مكان آخر.

عانيت منها الآن منذ ما يقارب 9 شهور، وتركت حلقة القرآن، وتركت بعض المحاضرات، وتركت الجمعات العائلية في الأعياد وغيرها، وفي شهر رمضان لم أستطع أن أصلي التراويح لكثرة انشغالي بها، وأصبحت أفضل الجلوس في المنزل طول الوقت ماعد الصلاة، وأتأخر عنها لأجل هذا التعرق.

عمري 16 ونصف، فبماذا تنصحوني؟ جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرجو أن تطمئن تماما، فنحن الآن - وبفضل من الله تعالى - التقدم الطبي وصل للدرجة التي يمكن احتواء أعراضك التي تعاني منها، والتي من الواضح أنها نوع من (قلق الرهاب الاجتماعي)؛ لأنه ظرفي، ويحدث تحت أحوال وأوضاع معينة.

أيها الفاضل الكريم: الرهاب الاجتماعي بطبعه ليس ضعفا في الإيمان أو خللا في الشخصية، إنما هو نوع من الخوف المكتسب، يصيب أكثر الذين لديهم قابلية للقلق النفسي، وفي ذات الوقت قد يكون الواحد منهم مر بتجربة اجتماعية سلبية دون أن يشعر بذلك.

أيها الفاضل الكريم: علاجك يتكون من الآتي:

أولا: من الأفضل أن تذهب وتقابل الطبيب النفسي، هذا هو الأصل في الأمر.

ثانيا: إن لم تتمكن من الذهاب إلى الطبيب فأنت محتاج لأن تطبق التمارين الاسترخاء بكثافة، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أوضحنا فيها خطوات هذه التمارين وفوائدها وكيفية تطبيقها.

ثالثا: يجب أن تضع برامج يومية تواجه فيها مصادر خوفك، ولا تتخوف، لن يحدث لك أي مكروه - إن شاء الله تعالى –، عند بداية المواجهة سوف تحس أنك قلق متوتر، وأنك سوف تفقد السيطرة على الموقف، وهذا كله ليس صحيحا، لن يصيبك أي مكروه أبدا، واصل في هذه البرامج – أي برامج المواجهة الاجتماعية -.

رابعا: هنالك برامج خاصة ذات فاعلية كبيرة، وهي برامج: ممارسة الرياضة الجماعية مع الزملاء والأصدقاء، الجلوس في الصف الأول دائما في مقاعد الدراسة أو أي نشاط اجتماعي، الحرص على صلاة الجماعة بصورة منتظمة... هذه كلها تفيدك وتفيدك كثيرا.

لا بد أن ترجع لحلق القرآن، لا بد أن تتواصل اجتماعيا، لا بد أن يكون لك وجود حقيقي وتفاعل في أسرتك.

لن أستطيع أن أصف لك علاجا دوائيا نسبة لعمرك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

++++++++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة د. محمد عبد العليم..........استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان
وتليها إجابة د. سالم عبد الرحمن الهرموزي.....استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية
++++++++++++++++++++++++++++++

قد يكون لشكواك من التعرق وتداعياته أساس نفسي، وكمستشار للأمراض الجلدية والتناسلية وأمراض الذكورة سوف أتناول الموضوع من الناحية الفسيولوجية والإكلينيكية فقط، ونترك الموضوع النفسي لأهل الاختصاص في العلوم النفسية.

أنا أتعاطف معك وأتخيل حجم المشكلة التي تعاني منها، أعانك الله وقدر لك الشفاء التام إن شاء الله.

ولكن للتعرق أسبابه ومسبباته، ولا بد قبل أن نتسرع ونخطو إلى العلاج أن نتأكد أنه ليس لدينا سبب يدعو لذلك.

هناك عدة أنواع من فرط التعرق:

فرط التعرق الأولي: ويكون فرط التعرق بدون وجود سبب واضح، وغالبا يكون في جزء من الجسم وليس في الجسم بأكمله، فيكون في راحة اليد، الوجه، الإبط، باطن القدم.

فرط التعرق الثانوي: ويكون فرط التعرق بسبب معروف, وغالبا يصيب الجسم بأكمله، والأسباب التي تؤدي إلى فرط التعرق الثانوي هي:

- السكر، السمنة.
- الاضطرابات النفسية.
- الاضطرابات الهرمونية: كارتفاع هرمون الغدة الدرقية.
- كما أن بعض الأدوية يكون لها تأثير على زيادة إفراز العرق.

ويكون العلاج في هذا النوع من فرط التعرق عن طريق معرفة السبب وعلاجه؛ وبالتالي لابد من عمل بعض التحاليل مثل: نسبة السكر في الدم، ونسبة إفرازات الغدة الدرقية.

من خلال سردك لاستشارتك يتضح أن هناك عاملا نفسيا؛ وبالتالي فإن الفاضل الاستاذ مستشار الموقع للصحة النفسية قد كفى ووفى في هذا الجزئية من الاستشارة.

حفظك الله من كل سوء.

مواد ذات صلة

الاستشارات