السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على المجهود المبذول, وأسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتكم.
والدي يعاني من كثرة الشكوك، ويعتقد أن الناس يتآمرون ضده، وأن هناك كاميرات مراقبة مزروعة في الشوارع وفي كل مكان، علما أن عمره حاليا 52 سنة، وبداية ظهور الشكوك كانت قبل ثلاث سنين.
في البداية كانت شكوكه خفيفة، ويمكن إقناعه بأنها خاطئة، أما الآن فيصعب جدا إقناعه بأن شكوكه غير منطقية، ولا يقبل الناس الخوض فيها، علما أن أبي يعمل عسكريا، ولقد أتم سنين الخدمة، وهو مواضب على عمله، واجتماعي جدا، ودرجة ذكائه فوق المتوسط.
ولكن؛ قبل أكثر من 6 سنوات تقريبا خسر معظم أمواله، وكان لهذا تأثير قوي عليه، وبعدها بمدة اشتكاه أحد الأقارب في مبلغ من المال، وبعدها بمدة أيضا أتته تهديدات على الجوال، بعد تلك الأمور والضغوط النفسية التي أصابته؛ بدأ لدى والدي كثرة الشكوك والأعراض التي سبق وذكرتها في الأعلى.
علما أن أبي ليست لديه أي هلاوس سمعية أو بصرية، وعندما تتكلم معه يتكلم معك برزانه، فقط مشكلته مع هذه الشكوك والاعتقادات، علما أنه من الصعب أن تقنعه بالعلاج، أو تقنعه بأن يذهب إلى طبيب، وشكوكه تزيد يوما بعد يوم، فأنا صراحة لم أعد أعلم ماذا أفعل، خاصة أن مرضه يؤثر علي كثيرا.
فهو لا يجعلني أذهب إلى الأندية الرياضية, أو المعاهد التعليمية, أو حتى الخروج مع أصدقائي, فأصبح يشك في التواريخ, مثلا يوم الاثنين يحرم الخروج فيه, ويوم الثلاثاء تعني ثلاثة, والثلاثة هذه لها معان كثيرة جدا عنده, فيمنعنا من الخروج في ذلك اليوم, وقس عليها باقي الأيام، فتقريبا لم يبق يوم إلا ويشك فيه.
حاليا لا أستطيع التحدث معه أو الخوض معه في أمور كثيرة؛ لأنه يعتقد أن الكلام مسموع، فصراحة -يا دكتور- أريدك أن تصارحني: هل يمكن أن يتعافى نهائيها من هذا المرض، بحيث إنه يقدر أن يرجع اجتماعيا مثل ما كان؟ خصوصا أنه توجد بعض الأمور التي أعتقد أنها مبشرة، مثل أن المرض أصابه في سن متأخر، وأنه كان إنسانا اجتماعيا جدا، ومتزوج، ولديه أبناء، ومواظب على عمله، ومعدل ذكائه فوق المتوسط.
قرأت في إحدى الكتب: إذا كان الشخص لديه الصفات التي ذكرتها قبل قليل؛ فإن نسبة الشفاء من المرض تكون عالية.
علما أن البيانات التي ذكرتها لوالدي، ما عدا الإيميل.
تنويه: يوجد احتمال بأن لديه مرض السكر، مع أنه لم يذهب إلى الطبيب، ولديه ضغط.
عمري 17 سنة، ولست متأكدا من فصيلة الدم.
شكر لكم.