عقدت على امرأة أخبرتني أنه تم التحرش بها وهي صغيرة، فماذا أفعل؟

0 290

السؤال

السلام عليكم

لقد عقدت على زوجتي منذ ثلاثة أشهر، وهي فتاة منتقبة من بيت طيب، في السنة الأخيرة من كلية الطب، وعلاقتنا ببعض إجمالا جيدة، إلا أنها بعد كتب الكتاب بنحو أسبوعين أخبرتني أنه حدث لها حالات تحرش وهي صغيرة في المرحلة الابتدائية، وفي إحداها أخبرت الوالد، وكانت في الصف الثاني الابتدائي، وكان المتحرش بها المدرس في المعهد، فتوجه والدها إلى مدير المعهد، وتم نقل المدرس.

وقع هذا الكلام شديدا علي، ولكني استشرت بعض المستشارين الأسريين، وحثني على البقاء معها، والسماع لها، وعدم التشديد عليها، حتى لا تتعود الكذب، وانتهى بذلك الكلام.

من خلال تعارفنا على بعض وخلال فترة العقد أخبرتني أنها لا تنام نهارا، حتى ولو كانت متعبة لأنها إذا نامت تحدث لها (كوابيس) فظيعة ترهقها جسديا ونفسيا! وأخبرتني كذلك أنها تخاف من الرجال، ولكن بعد فترة فتحنا الموضوع بعد أن تكرر لقاؤنا وأصبحت أحتضنها، ولكن في آخر لقاء عندما وضعت يدي على صدرها، أوشكت على البكاء، ولم تعد تتمالك نفسها، فاعتذرت لها، ولم أفتح الكلام في هذا إلا بعد أسبوع، وصارحتني أنه عندما حدث معها هذا الفعل ذكرها بما حدث لها قديما، وأن هذا الفعل أحدث لها ألما في جسمها، وأخبرتني أن حالات التحرش كانت متكررة لها خلال فترة الابتدائي!

بالنسبة لي: كيف أتجاوز هذه المحنة؟ إنها أثرت علي نفسيا، وبالصراحة جعلتني أشك أكثر، وكيف أتزوج امرأة لعب بجسدها؟! حيث إن لمسة تذكرها بالماضي، فما هو هذا الماضي الفظيع، والذي يمنعها من النوم نهارا، خوفا من الكوابيس؟! ونفسيتها انطوائية وقليلة الضحك، وكيف أقبل هذا الامر؟!

بالنسبة لها: كيف تعالج هذه المشكلة، حتى لا تؤثر علينا بعد الزواج، وتحدث لها ألما عند كل لقاء، بدلا من الاستمتاع، خاصة وأن نفسيتي لن تتقبل أن أكون أنا أتمتع وزوجتي تتألم، ما هو دوري في حل هذه المشكلة؟

جزاكم الله خيرا، وجعله في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي الفاضل: سؤالك جميل، وأنا أقدر ما ألم بك من ظنان، ووسوسة حول زوجتك الفاضلة، أنا أؤكد لك ومن خلال رسالتك أنه -إن شاء الله تعالى- زوجتك هذه امرأة صالحة، والتحرشات الجنسية ضد الأطفال موجودة، ونسبتها عالية جدا في مجتمعاتنا تصل هذه النسبة إلى 45 %، معظمها يتم التعامل معها بسرية كاملة.

الفاضلة زوجتك أفصحت بهذا الأمر، أولا: هذا من حسن خلقها، ثانيا: أنها تعاني من حالة نفسية تعرف بعصاب ما بعد الكارثة، والتحرش الجنسي يؤدي إلى هذه الحالة، وهي حالة من القلق والتوتر، واجتلاب الذكريات السيئة وارتفاع درجة اليقظة والأحلام المزعجة، وأن يكون هنالك نوع من التحفز النفسي الداعم وعدم الرغبة في الذات.

أيها الفاضل الكريم: هذه الأعراض تنطبق على الفاضلة زوجتك، وأعتقد أن حديثها معك حول هذا الموضوع هو أساس علاجي رزين، لأنها حاولت أن تفتح منافذ ومحابس نفسها المحتقنة، هذا يسمى بالتفريغ النفسي، أحسنت حين تحدثت إليك، وأعتقد أن هذا سوف يريحها كثيرا، ويجب أن يريحك أنت أيضا، ويجب أن تزيد الثقة فيها.

أيها الفاضل الكريم: زوجتك تحتاج أن تتدرب على تمارين الاسترخاء، وإسلام ويب لديها استشارة تحت رقم (2136015) فيها الكثير من الإرشاد الذي نعتبره جيدا ومفيدا، فأرجو أن تتبعه وتطبقه.

الأمر الثاني هو أن تبدي لها عطفك وودك، وثقتك، وأن تقول لها: إن هذا الموضوع قد مضى وغبر تماما في فترة جهل، وأنت كنت ضحية، والإثم على المعتدي.

الحمد لله تعالى أن الأمر قد انتهى بلطف من الله تعالى دون أن يلحق بك ضررا أكبر، وهذه الحالات تحتاج إلى علاج دوائي، هنالك دواء متميز جدا يعرف باسم زولفت، واسمه العلمي سيرترالين، ويسمى في مصر (مودابكس) تحتاج له الفاضلة زوجتك، والجرعة صغيرة، وهي أن تبدأ بـ 25 مليجراما، أي نصف حبة، حيث أن الحبة تحتوي على 50 مليجراما، تتناولها لمدة أسبوعين ثم ترفع الجرعة إلى حبة كاملة ليلا بعد الأكل، وتتناولها لمدة أربعة أشهر ثم تجعلها نصف حبة أي 25 مليجراما ليلا لمدة شهر ثم 25 مليجراما يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

هذا دواء رائع لا يسبب الإدمان، ولا يؤثر على الهرمونات النسوية، وجرعتها صغيرة، حيث إن الجرعة الكلية هي 4 حبات في اليوم، لكن لا حاجة لها لذلك -إن شاء الله-.

أيها الفاضل الكريم: هذه هي وجهة نظري، وأحسب أنها صادقة وأمينة، وعلمية، ونسأل الله تعالى أن ينفعكما بها، وإن أردت أن تذهب معها إلى طبيب نفسي فهذا لا بأس به، الذي أؤكده لك أن هذه الفتاة يجب أن تعض عليها بالنواجذ، وأنا متأكد أنها -بإذن من الله تعالى- سوف تهيأ لك حياة طيبة معها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات