السؤال
السلام عليكم
لدي مشكلة، وهي أنني لا أحافظ على الصلاة، وإن حافظت عليها فبعد أشهر قليلة أرجع أتركها بالتدريج! لا أعلم لماذا؟!
المشكلة أني إذا أردت أن أعود وأصلي يأتي في نفسي أني أريد أن أعود لكي يوفقني الله في الاختبار مثلا، أو لكي أنجح في الدراسة، أو لأي مصلحة دنيوية، وأخاف أن يعاقبني الله أنني عدت إليه وتبت في وقت الحاجة، مع أني لا أريد ذلك وأقول إذا انتهى الاختبار بعدها سوف أصلي، وإذا انتهى الاختبار فعلا يأتي أمر آخر، وهكذا.
أرجوكم أرشدوني، وجزيتم خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ريان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك أخي الحبيب في موقعك إسلام ويب، وإنا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك من كل مكروه، وأن يصرف عنك الأذى.
بخصوص ما سألت عنه فنخبرك أننا حزنا كثيرا لأجلك أخي الحبيب، وحزننا الأكبر لأنك مضيت خلف خطوات الشيطان، ولم تفطن إلى أن الشيطان يسوف لك الأمور، ويمنيك بأنه بعد الاختبار تصلي حتى تكون لله خالصة.
هل سألت نفسك؟ فكيف لو مت وأنا على هذه الحالة؟ ماذا أقول لله عز وجل؟ إنك أخي تستطيع أن تصلي وأن تجدد النية في كل صلاة، ولا يضرك بعد ذلك ما علق في فؤادك من أمور أو مطالب، ثم إن دعاءك الله عز وجل بالتوفيق في الصلاة أمر جيد، لا غضاضة فيه، فهذا يعني أنك تهرع إلى الله، لعلمك أنه لا عاصم ولا نافع لك إلا الله.
أخي الحبيب نوصيك بما يلي حتى تعود إلى الصلاة، وحتى تستريح نفسك وترضي ربك:
– قبل كل شيء عليك بإحداث توبة إلى الله عز وجل، قم الآن يا أخي وتوضأ وصل لله ركعتين، وفي سجودك: تب إلى ربك واطلب منه المعونة على طاعته، وعبادته، فقد قال تعالى: ( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما، فقال: (يا غلام، إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله.
– عليك أخي الحبيب بإفراد وقت تفكر في قدرة الله وعظمته، حتى يتبين لك حقيقة خلق الإنس والجن، ذلك أن الله تعالى ما خلقنا إلا لنعبده، فإن لم نفعل فلنا الخزي في الدنيا والعذاب في الآخرة، قال تعالى في كتابه العزيز: ( وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون) وتذكر أخي أن الموت قريب، وتفكر في أناس كانوا حولنا وفجأة أتاهم الموت من غير مرض ولا كبر، تفكر كيف يكون حالك أمام الله وقد عصيته، ولم تؤد فرضه.
-اجتهد في مرافقة الصالحين، فالصاحب ساحب - كما يقال- ورفيق السوء يسحبك إلى معصية الله و إلى كل سوء، كما أن الصاحب الصالح يقودك إلى مرضاة الله، قال تعالى: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم)
- أكثر من ذكر الله تعالى، ونرجو أن تضع برنامجا خاصا للذكر وتلاوة القرآن، وحضور دروس أهل العلم، فالقلوب تموت ولا يمكن أن نحييها إلا بذكر الله تعالى، قال تعالى: ( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب).
نرجو منك أن تطلب العلم الشرعي، وأن تفرد له وقتا، بحيث لا يطغى على دراستك، فالعلم أصل أصيل في تقويم سلوك العبد، واقرأ معي هذه الأحاديث بتأن وتدبر:
- عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة).
- عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليس بين العبد والشرك إلا ترك الصلاة فإذا تركها فقد أشرك) وعن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بين الكفر والإيمان ترك الصلاة).
نسأل الله أن يحفظك وأن يبارك في عمرك، والله الموفق.