السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هل إذا طلب الإنسان من الله عز وجل أن يمحو من ذاكرته موقفا أثر على حياته سلبا، فسأل الله -عز وجل- أن ينسيه ذلك الموقف، هل يعتبر هذا من التعدي في الدعاء على الله؟ لأني أريد أن أبدأ وأجتهد في الدعاء إن لم يوجد تعد.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ندى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة-، ونؤكد لك أنه لا مانع من الدعاء واللجوء إلى الله بأن ينسي الإنسان مواقف الشر وأن يصرفه عنها، وأن ينسيه كل ما انطبع في ذهنه من الشر، لأن هذا الأمر قد يسبب للإنسان إيذاء، وبالدعاء يرتفع الأذى عن الإنسان، والله -تبارك وتعالى- يجيب المضطر إذا دعاه.
والنسيان أصلا رحمة للإنسان، ولولا النسيان لتعب الإنسان في اصطحابه للمواقف السالبة، ومن الذكاء والحكمة والحنكة ألا يقف الإنسان طويلا أمام المواقف المحزنة، فإن البكاء على اللبن المسكوب لا يفيد، والشريعة تريد للإنسان أن ينتقل إلى الأمام، وألا يقول: لو كان كذا كان كذا، ولكن يقول قدر الله وما شاء فعل، لأنه يدرك أن لو تفتح عمل الشيطان، فلا مانع من الدعاء إذا أن تسألي الله أن ينسيك المواقف السالبة التي تركت على نفسك آثارا مؤذية ومضرة وسالبة أيضا، فالله -تبارك وتعالى- يجيب من دعاه.
وننصحك بتحري أوقات الإجابة، والبداية بالثناء على الله، ثم بالصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-، ثم رفع حاجتك، ثم الختام بالصلاة على النبي -عليه صلاة الله وسلامه، ثم ننصحك كذلك بأن تكوني موقنة بالإجابة، وأن تكوني ملحة في دعائك، وألا تستعجلي الإجابة، وأن توقني أن الله -تبارك وتعالى- يجيب المضطر إذا دعاه، واعلمي أن الإنسان الذي يدعوا الله لا بد أن يربح ،فإما أن يستجيب الله دعوته وإما أن يرفع عنه، وإما أن يرفع عنه من الشر والبلاء مثلها، وإما أن يدخر له من الأجر والثواب مثلها.
فأقبلي على الله -تبارك وتعالى- القائل: (واسألوا الله من فضله إن الله كان بكل شيء عليما)، والقائل: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الدعاة إذا دعاني فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون).
نسأل الله لك التوفيق والسداد.