كيف أتخلص من الوساوس الغريبة في الدين؟

0 181

السؤال

السلام عليكم

تأتيني وساوس وأشياء عجيبة وغريبة، وتافهة وشركية، ومنها ما هو تعنت وتكليف مما لا يطاق على النفس، ومهما أبعدها عني تأتيني، ولا تنتهي حتى أحزن ويضيق صدري، وأقع في أمراض القلب؟ فما علاجه؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خلاد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

استشارتك قصيرة لكنها واضحة ومعبرة، وكل كلمة وردت في رسالتك تشير إلى أن الوساوس بالفعل يمكن أن تكون مؤلمة للنفس، وفي المقابل -أيها الفاضل الكريم- أحمل لك بشارة، وهي أن الوساوس يمكن أن تعالج الآن، فخلال العشرين أو الثلاثين سنة الأخيرة حصل تطور هائل جدا في الطب النفسي، ومدارسة كيمياء وفيزياء الدماغ، والاطلاع على الدماغ من الناحية التشريحية أتاحت للعلماء - بفضل من الله تعالى – أن يعرفوا معظم هذه الوساوس وأنها وسواس طبية، وأنها متعلقة بكيمياء الدماغ ولا شك في ذلك.

أيها الفاضل الكريم: قدم نفسك للأطباء دون تردد، حيث إن الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق الناس بها، وما جعل الله من داء إلا جعل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله، فتداووا عباد الله، ونعرف - أيها الفاضل الكريم – أن هذه الوساوس تأتي كثيرا للطيبين من الناس، أصحاب العواطف الرقيقة، الأشخاص الحساسيين، هذا نعرفه تماما، ومن التجربة نستطيع أن نقول: إن معظم محتويات الوساوس تكون في أمور حساسة، أمور عزيزة على النفس مثل الأمور الدينية (مثلا) أو بعض المواضيع الجنسية، (وهكذا).

أيها الفاضل الكريم: إن شاء الله تعالى هذه الوساوس هي دليل على صدق إيمانك - بإذن الله تعالى – فلا تتحرج، اذهب إلى الطبيب، وقطعا الوسواس يعالج من خلال دفعه، وتحقيره، وعدم مناقشته، وألا تدخل في أي نوع من الحوار الوسواسي، لأن الوسواس هنا قد يتصيد الإنسان، إذا دخلت في تفسيره وتشريحه ومحاولة الرد عليه أو إخضاعه للمنطق، يحقر تماما، يغلق عليه.

هذه هي المنهجية التي وجدتها أفيد لعلاج الوساوس، وبالطبع الأدوية تساعد كثيرا، لكن الأدوية يجب أن يلتزم الإنسان بجرعتها، وأن تكون الجرعة هي الجرعة الوسطية أو فوق الوسطية، ومدة العلاج يجب أن تكون طويلة نسبيا.

لا شك أن من أفضل الأدوية التي تعطى لعلاج هذه الحالات هو عقار يعرف تجاريا باسم (بروزاك) ويسمى علميا باسم (فلوكستين) وعقار يعرف تجاريا باسم (فافرين) ويسمى علميا باسم (فلوفكسمين).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات