الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الوسوسة عند الدعاء، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو من حضراتكم أن تفيدوني، فإن هذا الموضوع قد أرهقني بالتفكير!

لدي نوع من الوسوسة عندما أدعو، فمثلًا: هناك أدعية بالعامية عند قولها يخيل إليّ أن المعنى عكس ما أريد قوله نظرًا لانتشار هذا النوع من التراكيب اللغوية، (استخدام تراكيب نهي في غير محلها)، وأنا في خضم الدعاء أتذكر هذا، ومن ثم أدخل في دوامة من التفكير والشكوك.

متى أعلم أن الدعاء الذي قد دعوت به من الوسواس أم لا؟ وهل يستجاب للدعاء بما كنت قد نويت به في الأصل، أو بما تذكرت به من معاني مثل ما ذكرت؟ مع العلم أنني لم أتوقف عند تذكري. وهل إن توقفت في غير محل وقوف بالدعاء بما يفيد عكس ما نويت، هل يستجاب بعكس ما أريد؟

أفيدوني، أفادكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سمير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب.

نحن سعداء بتواصلك مع الموقع، ونسأل الله تعالى أن يُعجل لك بالعافية والشفاء من هذه الوساوس ويصرف شرورها عنك.

وهذه الوساوس -أيها الحبيب- تعرض لكثير من الناس لا سيما من هم في سِنّك، يحاول الشيطان من خلالها أن يصرف الشاب المؤمن عن سلوك الطريق الذي توصله إلى رضوان الله، فإذا لم يستطع أن يُزيّن له المعاصي والذنوب والفسوق فإنه يرجع إلى الوسوسة، فيحاول أن يُكدّر عليه صفاء الإيمان، ويشغل قلبه بما يدعوه إلى الحزن والسآمة، فهذه رغبةُ إبليس، كما قال الله تعالى عنه في القرآن الكريم: {إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا} [المجادلة: 10].

فغاية ما يتمناه الشيطان أن يعيش الإنسان المؤمن حزينًا كئيبًا متثاقلاً عن الطاعات، وعلاجُ هذه الحالة -أيها الحبيب- أن تمتثل للتوجيهات النبوية، وتراغم الشيطان، وتُعانده، فإن الله تعالى يُحب أن تعاند الشيطان، ولا يرضى منك أن تتابع وساوسه، فدواؤك -أيها الحبيب- يتخلص في الأمور التالية:

أولًا: حقّر هذه الأفكار تمامًا، ولا تلتفت إليها ولا تُبال بها، استمر في عباداتك بشكل طبيعي كما يفعل غيرك من الناس، ولا تلتفت أبدًا إلى التهويلات الشيطانية التي يحاول من خلالها أن يُعظّم عليك هذه الأفكار، فلا تُبال بها، وادع الله تعالى بما يتيسّر لك من الأدعية، ولا تلتفت إلى شيء من هذه الوسوسة.

الثاني: كلَّما داهمتك أفكارٌ وسواسية الجأ إلى الله تعالى بالاستعاذة، فقل: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم).

والثالث: الإكثار من ذكر الله تعالى.

هذه هي التركيبة النبوية لدواء الوسوسة: الانصراف عنها، وعدم المبالاة بها، والاستعاذة بالله، والإكثار من ذكره.

والعلماء يوصُّون مَن يُصاب بشيء من هذه الوساوس أن يشعر بالفرح حينما تحاول هذه الأفكار أن تُداهمه، والذي يبعثه إلى الفرح إدراكُه أن الشيطان هو الذي يحاول أن يكيد له بهذه الوساوس، وأنه لم يتحوّل إلى الكيد والمكر إلَّا بعد أن يئس من تحويل هذا الإنسان المؤمن إلى الذنوب والمعاصي، فإذا شعر الإنسان المؤمن بهذا شعر بالفرح والسرور، وإذا شعر بالفرح والسرور زال عنه كيد الشيطان ويئس منه.

فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقك لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً