لدي آلام في الصدر وقلق وتوتر..هل مشكلتي عضوية أم نفسية؟

0 824

السؤال

السلام عليكم

كنت إنسانا سويا لا آبه لما يحصل لي من ألم في الصدر وغيره، بدأت معاناتي بألم في الصدر يتكرر، فأخطأت وكتبت في قوقل آلام الصدر، فرأيت أشياء مخيفة، مثل أعراض الذبحة الصدرية والجلطات، توجهت إلى المستوصف، وقال: ربما فقر دم، حللت وكانت النتيجة سليمة، فأصابني قلق وخوف، ذهبت إلى أخصائي باطنية، فقال: لديك حموضة عالية، وأعطاني مسكنا، -والحمد لله- ذهب الألم، لكنه عاد، وأصبح يؤلمني ظهري، وتأتيني نغزات كالسكين بمنتصف جسمي، وتتسارع نبضات قلبي بعد أكل أي وجبة، أعطاني الطبيب حبوب اومابرو ( قبل الأكل بنصف ساعة حبة يوميا ).

للعلم أن تغذيتي كانت سيئة، أكل في المطاعم، ودهون، ومشروبات غازية، وخططت قلبي مرتين، وقالوا: سليم، وحللت تحليلا كاملا للدم، قالوا: عندي أملاح زائدة فقط.

ألم الصدر ذهب بفضل الله، فأوقفت العلاج خوفا من أن يسبب ضررا، ونزل وزني 10 كيلو في شهر ونصف؛ لأن غذائي أصبح قليلا، خوفا من تلك النوبات والألم والتوتر والقلق.

الآن أحس جسمي ينبض بقوة جهة اليد اليسرى، وثوبي وشماغي يهتز، وأحس نبضي سريع، حاولت عد نبضات قلبي ظهرت تقريبا 86، وإذا استلقيت أرى بطني تنبض بقوة عند السرة، وتميل إلى اليسار قليلا، وأصبحت تأتيني آلام تحت الثدي، وعند القلب، ويساره، وأحيانا في منتصف الصدر.

كذلك لدي غازات كثيرة وأصوات منذ أكثر من سنة، وذهبت لكثير من الأطباء خوفا أن الذي شخصني أخطأ، وأصابني خوف من المرض، والجلطات وتوقف القلب، والقلق والتوتر، مع العلم أني حللت جرثومة المعدة والغدة الدرقية، وقالوا: إنها سليمة.

أرجو إفادتي، وتشخيص حالتي، لأني تعبت جدا، هل هي عضوية كما أظن أم نفسية؟ وهل هي مشكلة في القلب؟ أم أنها من مضاعفات الحموضة لقطع الدواء؟

مع كامل حبي وتقديري.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الصعب حدوث أمراض القلب في مثل سنك (22 عاما) ما لم يكن مرضا خلقيا، أو التهابا في الصمام نتيجة حدوث حمى روماتزمية، وهذا لم يحدث بالنسبة لك، ولكن قد يتأثر القلب من حالة نقص الدم، أو الأنيميا، أو حالة القلق والتوتر التي تصيب بعض الأفراد، وهذا التأثر يتمثل في زيادة نبض القلب بشكل يجعلك تسمعه وتحسه، ولكن القلب نفسه سليم -إن شاء الله- والعلاج يتم بعلاج الأنيميا -إن وجدت- وعلاج حالة القلق والتوتر التي تعاني منها، ولكن لا خوف من الجلطات، مع التأكيد على ترك التدخين إذا كنت مدخنا.

والواقع أن هذه الآلام والأعراض هي أعراض وآلام حقيقية، وليست أعراضا وهمية، بمعنى أن الطب يقدر معاناتك وآلامك، ولكن هذه الأعراض لأمراض عضوية غير موجودة في الواقع، وهذه المعادلة ليست قصة، أو مداعبة، ولكنها حقيقة مرض الاضطرابات الجسدية somatoform disorders وهو نوع من الأمراض النفسية، وهذه الأمراض ليست سبة، أو شيئا من العار، ولكنها أمراض موصوفة عند كثير من الناس.

ولست وحدك أخي الكريم من يعاني من هذا المرض، ولكن يعاني منه ما بين ثلث إلى نصف المرضى الذين يزورون عيادات الأطباء حول العالم، من أعراض للألم، أو الإجهاد من دون وجود سبب جسدي واضح لها، وأنصحك بزيارة طبيب نفسي لتشخيص، وعلاج هذا المرض، وبالتالي سوف تختفي آلامك، وأوجاعك كلها -إن شاء الله- والعلاج يشمل العلاج المعرفي ومضادات الاكتئاب والتحليل النفسي.

الانتفاخات والغازات تتكون بسبب تناول بعض البقوليات مثل: الفاصوليا، واللوبيا، والعدس، وكذلك الثوم، والبصل، والفجل، والوجبات الدسمة، ووجبات المطاعم السريعة، وهذا يحدث بسبب طبيعة القولون الذي تتأثر المستقبلات العصبية فيه بتلك النوعية من الأطعمة، وإلى استعداد الشخص نفسه، وحالته النفسية، ومن هنا يجب العمل على تناول وجبات خفيفة ومتكررة يعني لا شبع ولا جوع مع تجنب الأصناف السابقة قدر الإمكان.

ويفضل الحركة قبل النوم، وتجنب المقليات، والعشاء الدسم، والاكتفاء بالفواكه، والزبادي قبل النوم، وهناك علاجات خاصة بالقولون وقت اشتداد المشكلة، ومنها حبوب سبازموكانيولايز قرصين قبل الأكل ثلاث مرات يوميا لمدة ثلاث أيام، ثم قرصين عند اللزوم بعد ذلك، وهناك حبوب الغازات مثل أقراص ديسفلاتيل قرصين مضغ وبلع بعد الأكل بساعة ثلاث مرات يوميا لمدة 10 أيام أيضا.

ولعلاج الانتفاخ والغازات -بالإضافة إلى ما تم ذكره سابقا- يمكن عمل خليط مطحون من بذور الكتان، والكمون، والشمر، والينسون، والكراوية، والهيل، وإكليل الجبل، والقرفة، والنعناع، والزعتر، ووضع بعض من هذا الخليط على السلطات، والخضار المطبوخ، ويضاف إلى ذلك زيت الزيتون مع ممارسة الرياضة، خصوصا المشي، وهذا سوف يؤدي -إن شاء الله- إلى التخلص من الغازات والانتفاخ.

وفقك الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات