كيف أخفف من حدة مرض الشرى ولا سيما أن الصيف قادم؟

0 333

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أود أن أتوجه إليكم بعميق الشكر على هذا الموقع القيم.

أنا شاب في 26 من عمري، في شهر نوفمبر من هذه السنة بدأت معاناتي مع الأرتيكاريا الفيزيائية، فزرت أخصائيا، فوصف لي أحد مضادات الهستامين (كلارتيك لوراتادين) ثم (كسيزال) ثم (لوراكتين) لكن للأسف دون جدوى.

أنا الآن آخذ (أتاراكس) 25 مغ لعدم توفر 10مغ في بلدي، لكن فيما يبدو أنه لم ولن يجد نفعا، إلا أن تذهب هذه الحساسية من نفسها، كما قال لي الدكتور.

أسئلتي هي: نحن مقبلون على فصل الصيف، فهل ارتفاع درجة الحرارة تزيد من حدة هذه الحكة، أم أنها تختفي مع حلول هذا الفصل؟ علما أن هذا الكابوس الذي حول حياتي الهادئة إلى جحيم، يأتي فقط عند قيامي بمجهود عضلي، وكم من السنوات سأمكث للشفاء من هذا العرض، وتعود المياه إلى مجراها الطبيعي؟

الأدهى والأمر أنني طالب جامعي، وأجدني ملزما لبعد محطة الحافلة أن أسير زهاء 20 دقيقة على قدمي، ولا مراء أن هذا الأمر يجعلني أمام عذاب الحكة اليومي، فهل هذا يزيد الطين بلة بالنسبة لمدة العلاج، أم إنني لا أخسر سوى معاناتي؟

جزاكم الله عنا خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرض الأرتيكاريا أو الشرى في العادة يظهر في طفح جلدي مرتفع عن الجلد، وانتفاخات، واحمرار، وحكة، أو وخز، وببعض الأشكال الإلينيكية المختلفة الأخرى، وفي الحالات الشديدة يكون الطفح الجلدي مصحوبا بانتفاخ في الأنسجة المبطنة للحنجرة والأمعاء، ويشتكي المريض من ضيق بالتنفس، واضطرابات، وألم بالبطن، ويوجد نوعان رئيسان من الأرتيكاريا التقليدية:

النوع الحاد، والذي يلازم المريض لفترة قصيرة أقل من ستة أسابيع، وفي الغالب يكون سببه حدوث عدوى ميكروبية، أو تناول بعض المأكولات، أو الأغذية المحفوظة (مثل السمك والبيض والمكسرات والكيوي و ...) أو تناول بعض العلاجات، ومن أهمها المضادات الحيوية، والتطعيمات، أو بسبب لدغ الحشرات، وبالأخص النحل والدبابير

النوع المزمن يلازم المريض فترات طويلة، ولا يوجد سبب واضح لحدوثه، وفي الغالب يكون هناك خلل مناعي يؤدي إلى زيادة إفراز المادة الكيميائية الهستامين في الجلد، وربما الأنسجة الأخرى، والتي تسبب الأعراض المذكورة سابقا.

في بعض الحالات تكون الأرتيكاريا عرضا أو جزءا من أعراض بعض الأمراض المناعية، مثل الذئبة الحمراء، أو نتيجة للإصابة ببعض الأمراض العضوية المناعية، مثل أمراض الغدة الدرقية.

وتوجد بعض أنواع الارتيكاريا أو الشرى غير التقليدية، أو ما يعرف بالارتيكاريا المادية أو الفيزيائية، مثل تلك المرتبطة بالتعرض للماء أو الضعظ على الجلد، أو بداية التعرق، وتغير درجة حرارة الجسم، وأتصور أن النوع الأخير هو الذي تعاني منه عند القيام بمجهود عضلي, ومع زيادة درجة حرارة الجسم, وبداية التعرق, وهذه الأنواع من الارتيكاريا تحتاج إلى التواصل المستمر مع الطبيب، والمتابعة والمثابرة لتجربة علاجات متعددة، حتى يتم السيطرة على الأعراض التي تشتكي منها -إن شاء الله-.

ويجب محاولة تجنب التعرق قدر المستطاع، وذلك بتجنب الاستحمام بالماء الساخن، أو ما شابهه، وتجنب لبس الملابس الثقيلة غير المناسبة للجو المحيط، وبالأخص المصنوعة من الأنسجة الصناعية، ويجب أيضا تجنب تناول المأكولات الحارة، و"الحريقة" والمشروبات الساخنة بشكل كبير.

ولهذا النوع من الارتيكاريا مواصفات خاصة، كونه يظهر في غضون نصف ساعة من بداية التعرق، ويستمر في الغالب لمدة تتراوح من نصف ساعة إلى ساعة ثم تختفي، ويكون الطفح الجلدي المصاحب للحكة أو الحرقان صغيرا في الحجم.

وعلاج الشرى أو الأرتيكاريا يكون بوصف بعض مضادات الهستامين من الجيل الحديث مثل: (fexofenadine 180 mg, Deslorstidine 5mg, Levocetrizine 5mg)، ويكون ذلك كاف في أحوال كثيرة، ويمكن إضافة أحد مضادات الهستامين التقليدية مثل: الـ (Hydroxyzine 10 mg) مرة واحدة مساء إذا كانت الحالة لم تستجب بشكل كامل أو مرض، رغم استخدام الأنواع الحديثة بمفردها.

وأنصح أن يكون ذلك تحت إشراف طبيب أمراض جلدية متخصص، وأيضا للتأكد من التشخيص، وسبب حدوثه، وذلك بأخذ التاريخ المرضي للمشكلة بدقة، وفحص الجلد، وطلب بعض الفحوصات المعملية، أو الإجراءات الأخرى اللازمة كما ذكرت سابقا، وتوجد بعض العلاجات الأخرى على حسب استجابة المريض.

وفقكم الله وحفظكم من كل سوء.

مواد ذات صلة

الاستشارات