أريد أن أخرج من البيت مع أصحابي وأمي تمنعني، ما الحل معها؟

0 592

السؤال

السلام عليكم

اسمي محمد، بعمر 22 سنة، طالب في إحدى الكليات، باقي سنة وأصبح معلما إن شاء الله، عشت جميع وقتي في البيت، لا أخرج من البيت إلا مع أهلي أو للجامعة أو المدرسة، لا أخرج أبدا وحدي إلا للجامعة فقط!

حياتي كلها في البيت أمام الإنترنت أو مع أهلي فقط، أمي الله يحفظها ويشفيها ويطول عمرها تمنعني من الخروج من البيت، فإذا أردت الذهاب مع أصدقائي تقول: لا وترفض، وتخاف علي، واستمر هذه الكلام لفترة طويلة، وأنا لم أفكر في الخروج من البيت إلا بعد ما دخلت الجامعة، وأصبحت لدي سيارة.

أنا شخص أجلس في البيت أمام الإنترنت فقط كما ذكرت، ولدي أصدقاء عبر الإنترنت نلعب مع بعض أون لاين.

أنا عضو مميز في أحد المنتديات المهتمة بالتقنية، لدي مشاركات تتجاوز 5000 مشاركة، جميعها مفيدة للناس، وأصبحت لدي سمعة كبيرة جدا، لدرجة أني أصبحت أعمل بعض تقارير لأجهزة فقط لفائدة الناس.

دعيت إلى حفل في إحدى الشركات في فندق بالرياض حول بيتنا، والحفل هو مؤتمر لإحدى الشركات، وفيه عشاء، وبعض الجوائز، وسيحضر الحفل أجانب وبعض شخصيات هامة.

كلمت أمي ورفضت تماما، وغضبت، وقالت: أخاف عليك، لا تطلع...الخ، وأنا أسمع كلام أمي، لا أحب أن أضايقها بتاتا، وفي هذا الحفل استلم البعض من أصدقائي أجهزة لاب توب، وبعض الجوائز، وأيضا ذهبت جائزة تكريمي...الخ.

أنا لم أهتم بالجوائز، فأنا الحمد لله وضعي المادي ممتاز، وكل شيء لدي في غرفتي التي أجلس فيها، ويصل سعرها إلى 50 ألف ريال: سينما منزلية، أجهزة كمبيوتر، كل شيء يخص التقنية متوفر لدي، ولكني أريد الخروج من المنزل، لا أريد هذه الأشياء فقط، والآن أدرس بالجامعة، ووضعي الدراسي جيد جدا، أنتظر وقت تخرجي فقط، وقد جاءت دعوة لي أيضا من نفس الشركة لحفل آخر هذه السنة، وكلمت أمي فرفضت الفكرة تماما.

أنا أريد الذهاب إلى هذا الحفل، أريد الحل مع أمي، أنا شخص محبوب لدى جميع أسرتي، وعلاقتي معهم طيبة جدا، والجميع مستعد للتضيحة بما يملك للمساعدتي، لكن الشيء الوحيد الذي لم يكتمل رفض أمي لي الخروج من المنزل لأي مكان وحدي!

أنا شخص أصلي، وكذلك لم أجرب أي شيء سيء، ولا أكلم أبدا ولا أعرف أي شخص سيء، وسلوكي وكلامي ممتاز جدا مع الناس جميعا، فما الحل مع أمي؟ أريد حلا لا يغضب أمي، وأريد فقط الحرية والخروج من البيت، أقول لأمي إلى متى وأنت تمنعيني من الخروج؟! تقول: إذا توظفت وتزوجت اخرج إلى أي مكان تريد.

إذا تخرجت سوف أحصل على وظيفة معلم إن شاء الله، وليس لدي رغبة في الزواج؛ فهذا الموضوع لا يهمني، ولست بحاجة له، سوف أعيش بلا زواج، والزواج له أحكام كثيرة، فأنا لا أرغب في الزواج أبدا.

هذه المواضيع كثيرة، ولكن أريد الحل مع أمي فقط، فأنا وضعت الأفكار التي لدي، وأتمنى أجد الحل العاجل، لا أريد أن أبقى وحيدا في عالم افتراضي، أريد أن أرى الحياة والناس.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا بك ولدنا الحبيب في موقعك إسلام ويب، ونحن سعداء بتواصلك معنا وسعداء كذلك بحرصك على طاعة الله وطاعة والدتك، وإنا نبشرك من هنا أن الله سيكرمك وسيرفع قدرك ما دمت إليها محسنا، ولك أن تعلم أنها لا تمنعك خوفا منك وإنما خوفها عليك، ومثلك يا بني من أصحاب الخلق الرفيع يخشى عليهم حقا، نسأل الله أن يعافيك وأن يحفظك وأن يكرمك وأن يصرف عنك شر كل ذي شر .

لا تحرم نفسك يا ولدي الحبيب أجر بر الوالدين، ويكفيك أن تعلم أنه سبب رئيس لدخول الجنة، يقول النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم: (رغم أنف ثم رغم أنف ثم رغم أنف، قيل من يا رسول الله؟ قال: من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة).

إن صلتهم واجبة، ولو كانا غير مسلمين، فعن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، قالت: قدمت علي أمي وهي مشركة في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستفتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قلت: قدمت علي أمي وهي راغبة، أفأصل أمي؟ قال: نعم، صلي أمك ومع هذا نحن نعلم حاجتك إلى الخروج وأنت في مثل هذا السن، لذلك ننصحك بما يلي:

- أوصل حبال الود بأمك أكثر وأكثر، وأظهر حبك لها وحرصك عليها، نسأل الله أن يبارك لك في عمرها، فاستغل بقاءها، وأحسن إليها.

- اجتهد أن تأمن خروجك بالنسبة لها، بمعنى أن تحدد لها المكان والزمان، وأن تدعوها إلى اصطحابك إلي هذا المكان، واجعل من تحبه أمك ويكون عاقلا أن يشرح لها أهمية ذلك، وعدم خطره عليك.

- أكثر من الحوار معها فإن الحوار أساس التفاهم في كل خلاف.

- إذا تعارضت رغبة الأم مع رغبتك وقدمت رغبتها على رغبتك فاعلم أن الله سيكرمك بأفضل مما أكرم به غيرك، فمن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.

نسأل الله أن يحفظك ويرعاك، وأن يجعل الجنة مثواك وأن يرزقك بر والديك.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات