السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا صاحب الاستشارة رقم: (2217195) أعاني من ظهور بعض النقاط البنية في منطقة الصدر, وهي عندي منذ 9 أشهر, فكيف أتخلص منها؟
سؤال آخر: كيف أتحكم بشهوتي, فأنا ضعيف جدا أمام هذه الشهوة, فيمكنني أن أمنع نفسي من فعل العادة السرية, ولكن مشكلتي مع النساء, مع العلم أني أفعل الكثير من الطاعات, فكيف أصرف هذه المشكلة عني؟
أيضا لم يتبق إلا شهر ونصف على امتحانات الثانوية العامة, فأريد أن أفرح أبوي نظرا لأني آخر فرد في العائلة في الثانوية, والأمل علي هذه المرة.
أشكركم على جهدكم الكبير معنا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أخي الكريم: إن الأمراض الجلدية التي تسبب البقع البنية التي تظهر في منطقة الصدر متعددة, من أشهرها الفطريات السطحية (التينيا الملونة) والاكزيما الذهنية وغيرها، وبما أن التينيا الملونة هي الأكثر شيوعا فسوف نعتبرها هي المقصودة بسؤالك إلى أن تتضح الصورة, إما بتفصيل أكثر عن حالتك, أو بزيارة طبيب الأمراض الجلدية والتناسلية.
والتينيا الملونة أو المبرقشة (Tinea Versicolor) هي نوع من أنواع الفطريات السطحية على الجسم, تؤثر في الوجه والصدر والظهر, وتنتشر أكثر في فصول الصيف والحرارة, وقد تختفي تماما أثناء الشتاء, وأعراضها لا تتعدى بعض الاحتكاك الخفيف.
على كل حال؛ أنت تحتاج إلى تأكيد التشخيص لدى طبيب الأمراض الجلدية, ومن ثم يكون العلاج سهلا وميسورا؛ لتعدد أدوية الفطريات المتوفرة في كل الصيدليات والمستشفيات, فالمهم أولا التشخيص, وأمر العلاج مقدور عليه بعون الله تعالى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتور سالم الهرموزي, استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية.
وتليها إجابة الدكتور أحمد المحمدي، المستشار التربوي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بخصوص ما سألت عنه أخي الحبيب؛ فإننا نحب أن نجيبك من خلال النقاط التالية:
أولا: أحسن الله إليك, وشكر الله لك التزامك وتدينك وحرصك على أن تطيع ربك, وأن تجتنب نزعات الشياطين، وهذا أمر يحمد لك ونرجو لك الأجر من الله عز وجل.
ثانيا: قد حباك الله بقوة الإرادة، ويظهر هذا في قولك (فأنا يمكنني أن أمنع نفسي من فعل العادة) ومن يستطيع أن يتحدى نفسه, وأن يقهرها في موطن؛ يستطيع أن يفعل ذلك في كل موطن إن شاء الله.
ثالثا: يقول علماء الاجتماع: إن لكل مشكلة سببا إذا عرفه صاحب المشكلة فقد حل نصفها، ومشكلتك أخي أنت تعرف مصدرها وسببها, ولذلك نبشرك أن حل مشكلتك أمر يسير.
رابعا: ثق أخي الحبيب أن التغير من السيء إلى الأحسن أمر هين، وأن وصولك إلى ما تتمنى أمر يسير، المهم أخي الحبيب أن تثق في ربك وأن تثق في نفسك, وأن تعلم أن من كان مع الله كان الله معه وثبته وأعانه.
خامسا: بقي أن نتحدث الآن عن الخطوات العملية التي يجب عليك اتباعها للوصول إلى ما لا تريد أن تصل إليه.
1- التوبة النصوح: عليك أخي الحبيب ابتداء أن تتوب إلى الله بينك وبينه، توبة تعزم بها عدم العودة إلى ما كنت عليه، وثق أن الله يقبل توبة التائبين مهما كان الإنسان مذنبا, وقد قال الله تعالى: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له...}.
بل اعلم -حفظك الله- أن الله يفرح بتوبتك إليه, فقد ثبت في الصحيحين عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة, فانفلتت منه, وعليها طعامه وشرابه فأيس منها, فأتى شجرة فأضطجع في ظلها –قد أيس من راحلته– فبينا هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها, ثم قال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وأنا ربك –أخطأ من شدة الفرح–".
2- احذر أخي الحبيب في التواجد في مكان فيه تجمع نسائي, أو فيه ما يثير شهوتك, وإذا وجدت نفسك في مثل هذا المكان؛ فتذكر نظر الله إليك, واعلم أن نظر الله إليك أسرع من نظرك إلى ما تشتهي.
3- ننصحك بممارسة لون من ألوان الرياضة تحبه، وأن تداوم عليه متى ما وجدت وقتا لذلك، واعلم أن الرياضة صخرة تتحطم عليها الشهوات.
4- إذا لم تردعك الرياضة فاستمر عليها, ولكن عليك بالإكثار من صيام النوافل, فقد قال صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج, فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج, ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء", أي حصن من الشهوات.
5- عليك بصحبة صالحة تذكرك الله عز وجل، فالصاحب كما لا يخفاك ساحب، ووجود الأصدقاء المتدينين في حياتك سيدفعك كثيرا إلى الالتزام ويقوي عزمك على ترك ما حرم الله.
6- ننبهك لأمر هام أخي الحبيب ونرجو أن تنتبه له، لا يعني بمجرد توبتك الآن أن الأمر سينتهي تماما ويتلاشى، بل ربما تستمر على الطاعة فترة طويلة أو قصيرة ثم تزل قدمك، وساعتها سيضع الشيطان في خلدك أنك خالفت العهد, وأنك لا تصلح, وأنك خنت وأنك وأنك،،، كل هذا من الشيطان فلا تلتفت له، وقل لنفسك: الحمد الله نجحت هذه الفترة الماضية في التغلب على ما حرم الله، ووقعت الآن, وعلي أن أجدد نيتي وأستمر، لا تتوقف أخي الحبيب فالطريق طويل, وأنت مأجور على جهادك للشيطان ولنفسك.
7- لا تنس أخي الحبيب المحافظة على أذكارك، فالأذكار تحيي القلب كما يحي الماء الأرض.
وأخيرا أكثر من الدعاء, واعلم أن الدعاء سهم صائب, وأن الله وعد الداعي بالإجابة (وقال ربكم ادعوني استجب لكم).
نسأل الله أن يوفقك وأن يسدد خطاك، والله الموفق.