السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري 25 سنة، تقدم لي شخص أكبر مني بأكثر من عشر سنين، وهو مطلق، وله طفلان، وأنا لم يسبق لي الزواج، ولم يتقدم لي الكثير؛ لعدة أسباب منها وجودي في بلد غير بلدي، وقلة احتكاك أهلي بالمجتمع.
أنا ملتزمة جدا -والحمد لله- وعلى قدر كبير من النضج، والوعي، وقد أرقني عدم زواجي إلى الآن جدا في السنة الأخيرة، وأصبحت أخاف من فكرة العنوسة، خصوصا لأني أرى حال الكثيرات من معارفي اللاتي لم يتزوجن وتقدم سنهن.
هذا الخاطب على خلق ودين وهو متدين جدا، وأسرته كذلك، ويبدو عليه أنه أب مسؤول، ويهتم بتربية أبنائه جدا، وهو حريص على اختيار زوجة ملتزمة.
سؤالي هو: هل أفكر جديا بالقبول به؟ علما أن أبناءه قد يعيشون معنا، وأنا أخاف من ألا أكون قدر المسئولية، فهم صغار، وهي أمانة يسألني الله عليها، هل مخاوفي في محلها؟
من جهة أخرى أنا واعية جدا، وأعلم أن الزمن صعب، والشباب الملتزم عملة أندر من النادر، فهل هذا سبب وجيه للقبول؟! أنا في حيرة من أمري.
إذا علم أن هذا الرجل ذو خلق ودين، هل يحق ﻷبي أن يرفضه؟ فهو يخاف علي من خوض تجربة كهذه، وقد لا يقبل!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ إجلال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا شك أن المواصفات المذكورة في هذا الرجل هي مطمع لكل فتاة، خاصة في مثل الأوضاع التي تعيشون فيها، وحتى في غير هذه الأوضاع، فإن العبرة وجود الدين والأخلاق وحصول الارتياح والانشراح، ونتمنى أن يتقدم لأسرتك ليأتي البيوت من أبوابها، وعليه أن يطلب من أصحاب الوجهات والفضلاء والعلماء والدعاة والمؤثرين من الوجهاء من يستطيع أن يقنع الوالد بالقبول به زوجا.
وأرجو كذلك أن يكون للوالدة ولمن حضر من أهلك ومحارمك دور في القبول بهذا الرجل؛ لأنا نراه مناسبا، وفعلا صاحب الدين أندر من النادر.
وأرجو أن تعلمي أن الإنسان إذا قام بتربية هؤلاء الصغار فإن المسلمة تحتسب أجرها وثوابها عند الله تبارك وتعالى، هذا إذا تعين المجيء إلى بيته؛ لأن هذا لو أخذناه من الناحية الشرعية فإن الأم أحق بهؤلاء الصغار ما لم تتزوج، إلا إذا نجح في أن يقيم ما يدل أو يأتي بما يدل على أنها ليست أهلا أو كفؤا لقيادة هؤلاء الصغار وحسن تربيتهم.
وعلى كل حال فإننا نوافق جدا بفكرة الزواج بهذا الرجل، ونرى أن الفرق أيضا ليس كبيرا، وليس مشكلة أيضا أن يوجد هذا الفرق، فإن الحب والميل وهذه المعاني لا تعرف فارق الأعمار، ولا تعرف كثيرا من الأوهام التي يتكلم عنها الناس.
نسأل الله أن يسعدك وأن يلهمك السداد والرشاد، ونشكر لك الطريقة المميزة في التفكير وحسن العرض للسؤال، وهذا النضج الذي جعلك تطلبين صاحب الدين، فهذه منقبة لك، ومنقبة له أيضا كونه يبحث عن الفاضلات من أمثالك، نسأل الله أن يجمع بينكما على الخير، وأن يلهمكم السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.