السؤال
السلام عليكم.
أنا مخطوبة منذ حوالي سنة، وخطيبي من أقاربي، وعلاقتنا خرجت عن حدودها في بعض الأحيان، ولكن لم تحدث بيننا علاقة جنسية كاملة.
أخجل من سؤالي، وأخجل من ربي، وقد تبت، ولكنني لا أنفك أعصي ربي وأرجع أتوب مرة ثانية، وهكذا.
ولكرهي لنفسي تجادلت مع خطيبي وهددته بأنه إذا اقترب مني كما يفعل في كل مرة سأتركه، مع العلم أنه يعيش معي ومع أهلي في ذات البيت؛ لسبب من الأسباب.
أحاول أن أقترب من الله بقدر الإمكان، ودائما أردد أدعية الاستغفار، ولا أفوت صلاة -والحمد لله-، وأعلم بأنني مذنبة، لذلك لا أستطيع النوم من كثرة التفكير في رضا ربي، وأخاف أن أكون خسرت رضاه عني، هل سيتقبل الله صلاتي، هل لي من مغفرة، هل سيبارك الله لي في حياتي إن تزوجنا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ هيا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- ونسأل الله أن يجمع بينك وبين خطيبك بالحلال، وأن يلهمكم السداد والرشاد.
ونشكر لك حقيقة هذه المشاعر النبيلة التي لا تخرج إلا من قلب عامر بالإيمان والخير والتقوى لله -تبارك وتعالى-، فحولي هذه الكلمات إلى ممارسة، وابتعدي عنه، وليبتعد عنك، ولا تجعليه يقترب منك إلا بالحلال، واعلمي أن الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج، لا يبيح -أكرر- لا يبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته، فلا يجوز أن يخلو بك من الناحية الشرعية، ولا يبيح له الخروج بك ومعك وحدكما، ولا يبيح له التوسع معك في الكلام، فإذا أراد أن يجلس معك فلا بد من وجود محرم، ولا بد من أن يكون في مكان مكشوف على مسمع ومرأى من الأسرة، وغير هذا لا يقبل من الناحية الشرعية.
ونريد أن نؤكد لك أن بعدك عن الرجل والتزامك بالشرع مما يرفع قيمتك عنده، ومما يرفع ثقة أهلك فيك، والأهم من كل هذا مما يجلب لك رضوان الله -تبارك وتعالى-، وهذا الذي قصدت وأردت، ونبشرك بأن الله تواب وغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى، فحولي هذه النية الجميلة وهذا الإصرار الرائع إلى توبة نصوحة، والتوقف عن مثل تلك الممارسات.
واعلمي أن هذه الممارسات لا يمكن أن تحصل إلا بتهاون منك، وبتنازل منك، فتجنبي الخلوة به، فالخطيب لا يزال أجنبيا، وحتى بعد أن يعقد لا بد أن تكون في الاتجاه الصحيح، فإذا أراد أن يسعد معك وتسعدي معه فلا بد من إكمال مراسيم الزواج، وإعلان هذا الزواج، ثم بعد ذلك يحصل ما يسمى بالخلوة الشرعية، التي يترتب عليها أمور كثيرة في الدنيا والآخرة.
نسأل الله -تبارك وتعالى- أن يعينك على الخير، ونشكر لك هذه المشاعر النبيلة، ونبشرك أن الله ما سمى نفسه توابا إلا ليتوب علينا، وأن هذه المشاعر والرجوع بصدق إلى الله سيمحو الآثار التي يمكن أن تحصل لكم بعد الزواج، ولن يحصل لكم إلا الخير، بشرط أن تتوبوا وترجعوا وتتوقفوا عن هذه الممارسات.
وفقكم الله.