السؤال
السلام عليكم
ابني يبلغ من العمر 5 سنوات، منذ بداية السنة الدراسية وهو يتلفظ ويتكلم بكلمات سيئة وقليلة الأدب تعلمها من أصدقائه، مع العلم أننا في منزلنا لا نتكلم أبدا بمثل هذه الكلام.
اتبعت معه طريقة تجاهله وعدم التركيز على هذا الكلام لعله ينساها، لكن هذه الطريقة لم تفد، والآن أتبع معه: عندما يتفوه بكلمة سيئة أقول له: اذهب واغسل فمك واستغفر ربك.
وإلى الآن لم تنته هذه المشكلة ولم تخف، بل على العكس تكثر، وكل فترة أكتشف أنه يقول: كلمة سيئة أخرى، أو حتى تصرفا سيئا، وما يشغل بالي ويزعجني أنه يعلم أخته هذا الكلام وأصبحت تقول مثله.
أنا لا أريد هذا في منزلي، ولا أريد أن تصدر هذه الكلمات من أطفالي، فما الحل في رأيكم؟ فأنا جدا مستاءة من هذا الموضوع.
وجزاكم الله كل خير، وجعله بميزان حسناتكم، وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رهف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على التواصل معنا، والكتابة إلينا على هذا الموقع.
إن الكثير من المشكلات السلوكية التي لدى الأطفال: كالكلام البذيء، وعدم التعاون معك، وغيرها من السلوكيات، إنما هو نتيجة في كثير من الحالات بسبب رغبة الطفل في جذب الانتباه، وخاصة انتباه الوالدين، هذا الطفل ليس سيئا إلا أنها الرغبة في جذب الانتباه، فهو في أمس الحاجة للرعاية والانتباه ككل الأطفال.
إننا، نحن الآباء والأمهات، ننتبه جدا للسلوك السلبي وقد لا ننتبه للسوك الإيجابي، وكما قال أحدهم: "عندما أحسن العمل، لا أحد ينتبه، وعندما أسيئ العمل، لا أحد ينسى"، ويمكن أن تفعلي مع طفلك عدة أمور، ومنها:
1- أن تلاحظي أي سلوك إيجابي يقوم به طفلك، كأن يتكلم بغير الكلمات البذيئة، فتـشعريه بأنك قد لاحظت هذا السلوك الإيجابي، ومن ثم تشكريه عليه.
2- أن تحاولي تجاهل بعض سلوك الكلمات التي لا تليق، إلا بإشارة خفيفة جدا، وعبارة بأن هذا غير جميل.
أما بالنسبة لعناد طفلك والذي قد يظهر من الكلمات البذيئة: فربما كثير من هذا أيضا هو سلوك لجذب انتباهك وانتباه من حوله، فحاولي التعامل معه كمجرد سلوك لجذب الانتباه، ويمكنك توجيه انتباهك إليه عندما يتجاوب معك من دون عناد، وحاولي صرف انتباهك عنه عندما يصل عناده لحد لا ترتاحين له.
وأنصح بدراسة كتابي في تربية الأطفال، وهو "أولادنا من الطفولة إلى الشباب" وسيعينك على تربية طفلك، ويمكنك الحصول عليه من مكتبة جرير أو من موقع نيل وفرات دوت كوم، وأرجو أن يكون في هذا الجواب ما يعينك على التعامل الأفضل مع هذه المشكلات والتحديات.
وفقك الله، وأعانك على هذه المرحلة الصعبة، وحمى طفلك من أي سوء.