السؤال
السلام عليكم
في البداية أرجو من الله أن يجازيكم خيرا على المجهود الرائع، وأتمنى لكم التوفيق في الدنيا والآخرة.
أنا متزوجة منذ 8 أشهر، عمري 23 عاما، دورتي غير منتظمة من قبل الزواج، لكن بعد الزواج انتظمت قليلا، فقبل الزواج كانت تغيب بالأشهر، وأقصرها 3 أشهر، أما بعد الزواج يمكن أن تغيب فترة أقصرها شهرا ونصف، وكنت لا أشعر بآلام الدورة قبل الزواج إلا في أول يوم، ولكن الآن أشعر بها في جميع الأيام، ومرتين كان الدم عند نزوله متجمدا لأجزاء صغيرة، وهذا كان لا يحدث معي من قبل.
وقبل موعدها بأسبوع أو أكثر أحس بأعراض تشبه أعراض الحمل، مثل مغص وآلام في الصدر، الرغبة في التقيؤ، ألم في الظهر، وقد ذهبت مؤخرا إلى الطبيب وقال: إن جدار الرحم سميك، إما حملا أو نزول دورة، وقد طلب -في حالة عدم حدوث حمل- تحليلا للزوج، وقد قمت بعمل تحليل حمل منزلي ولا يوجد حمل، والآن أشعر بمغص وأسمع أصوات غازات من البطن تستمر لساعات ثم تتوقف، وتعود في يوم آخر، ومنذ أسبوع كنت أحس بالرغبة في التقيؤ، آخر دورة كانت 7/3/2014.
ما أريد الاستفسار عنه:
- هل عدم انتظام الدورة يدل على وجود مشكلة؟ وإن وجدت، لماذا طلب الطبيب تحليل الزوج وأنا لدي مشكلة؟ أليس من الأفضل حل المشكلة لدى الزوجة أولا؟
- كيف أفرق بين الدورة العادية وسقوط الحمل؟ لأني أسمع أنه توجد حالات لا تشعر المرأة بأعراض الحمل أو لا يظهر الحمل في التحليل المنزلي.
- ماذا يعني أن جدار الرحم سميك؟ وما مدى خطورة هذا الأمر؟
- سمعت أنه كلما تأخر العلاج بعد الزواج إن وجدت مشكلة، كلما كان أصعب، هل هذا صحيح؟
- لماذا أغلب الرجال أو النساء يزداد وزنهم بعد الزواج؟
شكرا على اهتمامكم، وآسفة على الإطالة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زهرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكر لك كلماتك الطيبة، ونسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى دائما.
نعم –يا عزيزتي-، إن عدم انتظام الدورة عندك يدل على وجود مشكلة، وهي غالبا اضطراب هرموني قد يكون سبب لك تكيسا على المبيض.
والسبب في أن الطبيب قد طلب عمل تحليل للسائل المنوي عند زوجك كخطوة أولى، هو أن علاج تكيس المبايض عند المتزوجة وترغب بالحمل سيكون عن طريق تنشيط المبيضين بالمنشطات، مثل (الكلوميد)، فإن كان تحليل زوجك غير مخصب –لا قدر الله-، فهنا يجب عدم علاج الحالة بالمنشطات، بل يجب اختيار نوع آخر من العلاج.
أما عن كيفية التفريق بين الدورة العادية والإجهاض، فهذا غير ممكن عن طريق ملاحظة شكل الدم فقط، فالحمل لا يشخص إلا عن طريق إما تحليل الحمل بالدم أو البول، أو عن طريق التصوير التلفزيوني، أما تأخر الدورة أو نزولها بغزارة، أو وجود أعراض مثل الغثيان والتقيؤ ، فكل هذا لا يمكننا من تشخيص الحمل، وتحليل الحمل في الدم هو تحليل دقيق جدا، ونسبة الخطأ فيه شبه معدومة، لذلك عند الشك بالحمل فإنه يمكن عمل هذا التحليل ويسمى B-HCG.
والمقصود بأن جدار الرحم سميك، هو أن البطانة الداخلية للرحم (وهي التي تنسلخ عند نزول الدورة) قد أصبحت سميكة، وهذا على الأغلب سببه وجود حالة تكيس في المبايض.
نعم إن وجد اضطراب في الدورة الشهرية فإنه يجب علاجه بشكل جيد سواء كانت الفتاة متزوجة أو غير متزوجة، لأن استمرار التسمك في بطانة الرحم قد يؤهب إلى تشكل الأورام في المستقبل -لا قدر الله- كما أن التأخر في العلاج يقلل الاستجابة على المنشطات.
بالفعل –يا عزيزتي- إن الكثير من الرجال والنساء تزداد أوزانهم بعد الزواج، وقد يعود ذلك إلى عدة أسباب وليس سببا واحدا، منها تغير نمط الحياة بعد الزواج، وقلة الحركة، والتقدم في السن، حيث أن سرعة الاستقلاب في خلايا الجسم تبدأ بالتباطؤ التدريجي بعد سن 30 سنة، وهذا يعني بأن استمرار الشخص في تناول نفس الكمية من السعرات الحرارية التي اعتاد عليها وهو صغير في السن، ستسبب له السمنة مع مرور الزمن إذا لم يقم بتعديلها أو بزيادة نشاطه البدني.
نسأل الله عز وجل أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائما.