تقدم لي أستاذي الجامعي ومتخوفة من رفض والدتي بسبب فارق العمر

0 201

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة في التاسعة عشرة من عمري، وفي السنة الأولى من الجامعة، تقدم لي أستاذي في الجامعة وهو يبلغ من العمر ثلاثين، وأخبرني بأنه يريدني حلالا له وطلب مني رقم والدتي، فأخبرت والدتي بالموضوع وكان كل شيء يجري على ما يرام، وصليت استخارة وأخبرني هو أنه أخبر والده، ويريد التحدث مع والدي بشأن التقدم للخطبة، وتحدث مع والدتي على الهاتف، وأخبرتني بردها وأحسست منها عدم الموافقة بسبب فارق العمر، ولأنني صغيرة في السن، بالرغم من أني على علم بأنه من المستحيل أن تحدث خطوبة أو أي شيء حتى أكبر قليلا، بسبب بعض الأفكار أو المعتقدات لدى أهلي، وأنا لم أطالب بالخطبة أبدا.

وأنا لست متعلقة به كثيرا، ولكن أحزنني جدا الموضوع لأني أراه يحبني فعلا، ويريدني بكل الوسائل، وأنا لا أرى أي مشكلة في فارق السن، ولكن لا أستطيع أن أخبر أمي هذا الشيء، لأنها حينها سوف تعتقد أني أعجبت به أو شيئا من هذا القبيل، وأخبرتني أمي أنها ستخبره برفضها له حين تقابله، وأنا حقا لا أريد أن يحدث هذا أبدا، وخصوصا بسبب شيء سخيف كرقم لا ينفع ولا يضر، ولكن أيضا أنا مؤمنة بأنه إذا كان هناك نصيب سيحدث.

الشيء الوحيد أنه حدث الكثير من التحدث بينا عبر الوسائل الاجتماعية (الفيس بوك)، ويعلم ربي أني كنت جافة جدا معه في الحديث، وأعامله على أنه أستاذي ولم أمزح معه، لكن هو من كان يبادلني القصائد ومن هذا الكلام، لكن لمعرفتي أن الموضوع حرام ولا يوجد شيء بيننا أخبرته أن نتوقف عن الكلام حتى لا ينجرف الموضوع، وننتظر إلى أن يفرجها الله، ونرى ماذا ستخبره والدتي عندما تلتقي به، ووافق والحمد لله، لكنني خائفة جدا من الموقف الذي سيحدث عندما يعلم برفض والدتي له، ولو تمت الخطبة بيني وبينه لن أرفضه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليليان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الموقع، ونشكر لك هذا الحرص على الخير، ونشكر لك هذا العقل والنضج، ونشكر لك هذا الرفض في التوسع في الكلام مع هذا الاستاذ الجامعي بالنسبة لك، ونسأل الله أن يقدر لك وله الخير حيث كان ثم يرضيك به.

وأرجو أن تعلمي أن تمسك الفتاة بدينها ورفضها الانزلاق، أو تقديم التنازلات يرفع من قيمتها عند الله، لأن هذه الطاعة لله، ويرفعها منزلته عند من يريدها، ويرفع منزلتها وثقة أهلها فيها، فالمؤمنة تزداد بثباتها على الدين بتمسكها بآدابه خيرا في الدنيا والآخرة، ونحن حقيقة نشكر لك هذه المعاني وهذه الروح الجميلة، وإذا كان في هذا الاستاذ حرص، فعليه أن يكرر المحاولات ويدخل الوساطات، ويتوجه إلى رب الأرض والسموات، وأرجو أن تظلي متوقفة حتى تأخذ هذه العلاقة طريقها الصحيح، أو تتوقف تماما، وبعد ذلك يبحث عن أخرى ويهيئ الله تبارك وتعالى لك من أمرك أيضا رشدا ومخرجا.

ونحن أيضا نؤكد معك أن فارق العمر أولا ليس كبيرا، والأمر الثاني ليس بتلك الأهمية فالنبي –عليه الصلاة والسلام- تزوج بخديجة -رضي الله عنها وأرضاها- وهي تكبره، وتزوج من عائشة والفرق بينهما أكثر من 40 سنة، ومع ذلك سعدت معه سعادة لا مثيل لها -رضي الله عنها وأرضاها-، ونؤكد أن الحب والميل لا يعرف فارق الأعمار ولا يعرف فارق الشهادات، فالأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.

نسأل الله أن يزيدك خيرا وثباتا وتوفيقا، وأن يلهمك السداد والرشاد هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات