متى تتوقف المرأة الحامل عن حقن الكال هيبارين؟

0 1012

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أريد استشارتكم بخصوص (حقن الكال هيبارين).

زوجتي حامل في منتصف الشهر السادس, في بداية الحمل قامت بعمل مجموعة من التحاليل الطبية, منها تحليل: (anti-cariolipin igm) وكانت النتيجة: (positive titre=17 MPL/ml) ووصف لها الطبيب حقن (كال هيبارين) 5000 وحدة, كل يوم (امبول) مع قرص (جوسبيرين) في الصباح.

لاحظت في الآونة الأخيرة حدوث نزيف من الأنف, فقمنا بعمل التحليل: (anti -cariolipin igm) مرة أخرى؛ للتأكد من صحة نتيجة التحليل, وفوجئنا بنتيجة التحليل السلبية: (negative 5.9 MPL/ml).

الآن نحن في حيرة، هل تستمر في أخذ حقن الكال هيبارين أم تتوقف؟ فقد استشارت اثنين من الأطباء, أحدهم قال: تتوقف عن أخذ (الكال هيبارين) وتستمر بأخذ قرص (الجوسبرين) فقط, والآخر قال: لا تتوقف عن أخذ الحقن؛ لانها تأخذها من ستة أشهر حتى الآن.

أنا محتار, هل تتوقف أم تستمر؟

أفيدونا.

وشكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mahmoud حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفهم قلقك -أيها الأخ الفاضل- وكنت أود لو ذكرت لي القصة الولادية السابقة عند زوجتك, أي هل سبق وحدث عندها إجهاضات؟ هل لديها أطفال أحياء؟ وهل تعاني من أي أمراض؟

وقبل أن أجيبك على سؤالك؛ فإنني أحب أن أوضح بأن تشخيص وجود أجسام مناعية مضادة في دم السيدة يجب أن يتم قبل حدوث الحمل, وليس خلاله, وذلك لعدة أسباب منها:

1- أن التشخيص لا يتأكد إلا بعد عمل تحليلين اثنين يفصل بينهما مدة 3 أشهر على الأقل, فإن كان كلا التحليلين إيجابيا, وبدرجة متوسطة أو شديدة, فهنا يتم القول بوجود أجسام مناعية مضادة, أي إنه يجب عدم الاكتفاء بتحليل واحد حتى لو كان إيجابيا (وعند زوجتك تحليل إيجابي واحد, وهو إيجابي ضعيف).

2- إن الحمل يعتبر من الحالات الفيزولوجية التي تغير في كثير من نتائج التحاليل, ومن ضمنها هذه التحاليل, ففي الحمل تتغير مناعة السيدة, ويحدث لها نوع من التثبيط, فيقل إنتاج الأجسام المضادة في الدم, ويحدث تمدد للدم, لذلك قد لا تعكس بعض التحاليل الأرقام الحقيقة بدقة.

3- إن قرار إعطاء الهيبارين أو الأسبرين أو الاثنين معا, يعتمد على القصة الولادية السابقة لزوجتك, فإن كان قد حدث لديها إجهاضات متكررة, أو حدثت عندها وفاة لجنين في الرحم بعد أن تجاوز عمره 20 أسبوعا, وبدون سبب واضح, أو حدث لها تسمم حملي في أحد الحمول, أو جلطات في أنحاء الجسم (مع أو بدون الحمل) فهنا يجب إعطاء إما الهيبارين والأسبرين, أو الهيبارين والبريدنيزون.

إن الهدف من إعطاء الهيبارين والأسبرين أو أي أدوية أخرى في مثل هذه الحالة, هو الحفاظ على سيولة الدم في الحدود الطبيعية عند السيدة الحامل, ولذلك يجب دوما متابعة زوجتك بتحليل يسمى الـ (PTT) وكذلك تحليل للصفيحات الدموية, ويجب أن يتم تعديل الجرعات للحفاظ على هذه التحاليل ضمن الحدود الطبيعة.

وبناء على ما سبق فإن إجابتي على سؤالك هي كالتالي:

إن كان لدى زوجتك قصة إجهاضات متكررة, أو حدث وتوفي لها جنين في الرحم بعد عمر 20 أسبوعا, وبدون سبب واضح, أو تسمم حمل شديد, أو جلطات في أي مكان في الجسم -لا قدر الله- فهنا (وبغض النظر عن إيجابية أو سلبية تحليل الـ (anti-cardiolipin) فإنه يجب عمل تحليل الـ (PTT) والصفيحات الدموية, فإن كانت طبيعية؛ فإنه يجب الاستمرار بتناول الهيبارين مع الأسبرين, ولن يكون هنالك خطورة حتى لو حدث لها بعض النزف من الأنف؛ لأن سيولة الدم طبيعية, أما إن أظهر التحليل وجود سيولة زائدة, فيجب خفض جرعة الهيبارين إلى أن يصبح تحليل الـ (PTT) طبيعيا.

إن لم يكن قد سبق وحدث عند زوجتك أي من الحالات المرضية التي سبق وذكرتها (إجهاضات متكررة, وفاة جنين غير مفسرة بعد عمر 20 أسبوعا, تسمم حملي شديد..) وكانت كل حمولها طبيعية, أو كان هذا حملها الأول؛ فهنا لا داعي لتناول لا الهيبارين ولا الاسبرين.

إن سبق لها وأجهضت مرة أو مرتين, فهنا يمكن وكنوع من الاحتياط إعطاء إما الاسبرين أو الهيبارين, لكن ليس الاثنين معا, مع إضافة جرعة بسيطة من دواء البريدنيزولون, يحددها الطبيب حسب وزن زوجتك.

نسأل الله العلي القدير أن يمن عليك وعلى زوجتك بثوب الصحة والعافية دائما.

مواد ذات صلة

الاستشارات