أعاني من عدم التوازن في المشي وشد الرقبة.

0 739

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب في العشرين من عمري، أعاني من عدم اتزان في المشي إلى الناحية اليسرى، نوعا ما شديد، يزيد وينقص فترات، وكان لدي التهاب في الأذن، وانسداد بقناة استاكيوز بالجهة اليسرى، وصرف لي مضادات وانتهيت منها، والآن لا أشعر بأي ألم في أذني، الحمد لله.

المشكلة الكلية في عدم التوازن وبعض الأحيان يأتيني ألم خلف الرأس والرقبة، مع شد تحديدا في الجهة اليسرى، وكل ما زاد عدم الاتزان في المشي زاد الألم في الرأس، وأحيانا يأتيني ألم في أسناني في الشق الأيسر أيضا، مع طنين، وأحيانا ألم خلف العين اليسرى، يشبه الصداع تقريبا.

عملت جميع الفحوصات تقريبا تحاليل دم كاملة، وأشعة مقطعية، والبزل الشوكي، وكل شيء سليم، الحمد لله، وأكتفي فقط بصرف مسكن للآلام.

كان اتزاني أيام الالتهاب نوعا ما غير جيد، ولكن الآن أصبحت أترنح في المشي أكثر من أول، وأحس كأن أحدا يسحبني أو يدفعني بعض الأحيان أثناء المشي.

أرجو من الله ثم منكم معرفة السبب، لأني تعبت من الموضوع الغريب هذا.

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.

فإن هذه الآلام التي تعاني منها في أعلى الرقبة هي آلام عضلية، وهي قد تنتشر إلى أعلى الرأس وإلى العين، وفي بعض الأحيان أيضا إلى الفك، ويمكنك متابعة انتشار بعض آلام العضلات في هذا الموقع التوضيحي؛ حيث يظهر كيف تنتشر آلام العضلات في الرقبة إلى الوجه.

هذه الآلام من العضلات لا تسبب عدم التوازن أو ما يسمى باللغة الطبية الترنح، وقد يكون عدم التوازن نفسه هو السبب في شد العضلات الخلفية؛ لأنك ذكرت أنه مع ازدياد عدم التوازن فإن آلام الرأس تزيد؛ لأنه مع عدم التوازن قد يحاول الإنسان أن يتلافى عدم التوازن، والإحساس بالسقوط، فيضع جهدا إضافيا على بعض عضلات الرقبة مسببة هذه الآلام.

لم تذكر أنك تعاني من دوخة أو دوار، فقط ذكرت عدم التوازن؛ لأنه وكما تعلم فإن الدوخة لها أسباب عديدة، يمكن أن ترافق مع الشعور بالسقوط، وعدم الاتزان؛ لأن جهاز التوازن في الأذن الداخلية قد يتأثر في العديد من الأمراض التي تسبب الدوخة، والإحساس بالترنح، وكأن الإنسان سيقع على الأرض عندما يحاول المشي.

لابد وأن الأطباء حاولوا أن يستبعدوا كل الأسباب لعدم التوازن بإجراء التصوير المغناطيسي لاستبعاد أي أمراض في النخاع الشوكي، والمخيخ، والتي يمكن أن تسبب هذا الإحساس.

كذلك لابد وأنهم أيضا استبعدوا مرض التصلب اللويحي بإجراء بذل السائل الشوكي، وأذكر هنا معظم الأسباب التي يمكن أن تسبب مثل هذه الأعراض.
- دوار الوضعة الأنتيابي الحميد (BPPV)، تبدأ الأعراض فجأة وغالبا ما تبدأ عند المريض أثناء التقلب علي السرير أو النظر الى أعلي أو أي حركة مفاجئة وسريعة للرأس.

حيث يصاحب ذلك نوبات شديدة من الدوار على فترات قصيرة، تمتد إلى ثوان من الزمن، وفي بعض الأحيان يصاحب هذا غثيان واستفراغ، وقد يمتد الشعور بالغثيان إلى دقائق وساعات، ومما يلاحظ على هذا النوع من الأمراض أنه لا يصاحب بضعف في السمع أو طنين في الأذن مما يميزه عن باقي الأمراض الأخرى التي تسبب الدوار.

- مرض -مينيير- (زيادة في ضغط الأذن الداخلية) وتكون الأعراض دورانا (يمتد من دقائق إلى ساعات)، وطنينا في الأذن، والشعور بضغط في الأذن، وضعفا سمعيا عصبيا متغيرا للتردد المنخفض، يبدأ في أذن واحدة، ومع مرور الزمن قد يؤثر على الأذن الأخرى أيضا.

التهاب العصب الدهليزي (الإذن الداخلية) هو عبارة عن التهابات فيروسية في الغالب، وتؤثر على الجزء المسؤول عن التوازن في الأذن الداخلية، وحالة شديدة وحادة من الدوران، وعدم الاتزان مصاحبة بالغثيان، والاستفراغ، وتزيد هذه الأعراض بمجرد القيام بأي مجهود؛ لذلك يفضل للمريض البقاء خاملا في سريره.

- الغالب أن السمع يكون طبيعيا ولا يتأثر في هذه الحالة، فأمراض الأذن الداخلية ذاتية المناعية بسبب وجود أجسام مضادة لأنسجة الأذن الداخلية، والتي تعمل تلف هذه الأنسجة، ووجود خلايا مناعية تعمل على تلف أنسجة الأذن الداخلية، والأعراض تكون.

- تدهور ملحوظ في السمع، وبدرجات مختلفة في الأذنين معا، وطنين في الأذن، ودوران وإحساس بعدم التوازن، وورم العصب الثامن، وهو ورم حميد يصيب العصب الثامن بخاصة الجزء المسؤول عن التوازن وأعراض هذا المرض.

- ضعف عصبي سمعي في الجهة المصابة بالورم، و20% من المرضى يصابون بعدم القدرة على الاتزان، وطنين في الأذن، وكما ترى فإن العديد من هذه الأمراض يمكن أن يسبب طنينا وعدم توازن، ولذا فإن من الأفضل المتابعة مع طبيب الأذن الذي يتابعك حتى يتابع هذه الأعراض ويتم وضع التشخيص الصحيح.

نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.

مواد ذات صلة

الاستشارات