أشعر بوخز كهربائي شديد وحارق في جميع مناطق الجسم، ما تشخيصه وما علاجه؟

0 797

السؤال

السلام عليكم. 

عمري (23) سنة، أعاني من أعراض منذ (5) أشهر، أعتقد أنها غريبة بعض الشيء، وهي: أنني أشعر بوخز كهربائي شديد وحارق مثل اللسعات الكهربائية في جميع مناطق الجسم: في الأيدي، والأرجل، والبطن، والظهر، والصدر، والرأس، والوجه والعيون، والحلق والرقبة، وأشعر بألم في الشرايين الموجودة في المنطقة الأمامية من الرقبة الشرايين السباتية.

وهذه الأعراض أشعر بها في أي مكان في الجسم لا يمكن توقعه، حتى في الأعضاء التناسلية وهو مؤلم جدا، يأتي أحيانا على شكل شيء يشد على منطقة في الجسم ثم يلسعها أو يخزها، ويصاحب هذه الأعراض أحيانا هزة داخل الرأس تكون حارقة ولاسعة.  

مثلا يبدأ الشد واللسع في منطقة معينة في الجسم، وبالنفس اللحظة يهز الرأس داخليا وبنفس الألم الذي أصاب المنطقة التي في الجسم، أرجو أن تكون قد وصلت الفكرة، لكن في الأغلب يكون الوخز منفصل وغير مرتبط بالرأس.

ومن الأعراض الأخرى: رفة داخل الجسم كأن الشرايين تهتز أو تنبض أو كأن شيئا يمشي تحت الجلد، لا أعلم إذا كانت هذه الأعراض مرتبطة مع التي قبلها.

عملت عدة تحاليل: كتحليل الدم والسكر والكالسيوم، وتحليل روماتزيم والنقرس، والكبد والكلية والغدة الدرقية، وفيتامين (د) وفيتامين B12 والأملاح (صوديوم, بوتاسيوم, مغنيسيوم) وصورة للظهر، وتخطيط دماغ، وكلها سليمة والحمد لله، ما عدا نقص في فيتامين (د) لكن تم رفعه منذ شهرين من 10 وأصبح 51. لكن إلى الآن أعراض اللسع موجودة.

ذهبت لدكتور أعصاب واستمع لسيرتي المرضية، وقال لي بعد التحدث معي، وعمل فحوصات سريرية في العيادة: إن سبب هذه الأشياء هي صدمة عصبية أو استثارة في الجهاز العصبي، وزيادة في عمل خلايا المخ، بعدما علم أن اللسع بدأ بعد مرض والدي ووفاة عمي، طلبت منه إجراء صورة رنين للرأس، ونصحني بعدم عمل الصورة باعتقاده أني سليم، وتحدثت معه عن احتمالية إصابتي بالتصلب المتعدد (MS) بسبب هذه الأعراض، والنقص السابق في فيتامين (د) فاستبعد ذلك، وقال: إن المشي عندي طبيعي، ولا يوجد مشكلة بالعيون، وهذا الوخز ليس له علاقة بالتصلب المتعدد، فاستبعد هذا المرض نهائيا.

مع العلم أن الأعراض تأتي على شكل نوبات أو هجمات، تأتي أسبوعين متواصلين وتغيب فترة (10) أيام وكأن شيئا لم يكن، ثم تعود.

وصف لي دكتور الأعصاب دواء: tegretol (200) mg نصف حبة صباحا ونصف حبة مساء، ودواء Respal (1) mg الاسم العلمي له: risperidone حبة مساء و inderal (40) حبة ظهرا.  

الأسئلة التي أريد لها أجوبة إن شاء الله: ما هي طبيعة هذه الأعراض التي أعاني منها؟ وهل هي خطيرة؟ هل يمكن أن يكون هنالك نقص فيتامين، أو نقص شيء آخر في الجسم، ولم أقم بعمل تحليل له؟ هل هذه الأدوية لها أعراض جانبية خطيرة؟ وخاصة الريسبال كالهلوسة وزيادة السكر، وأشياء أخرى؟ وهل يمكن استبداله بدواء آخر؟

هل تشخيص الدكتور صحيح، ليس تشكيكا في الدكتور -بل مع كل الاحترام لجميع الأطباء على ما يبذلوه من خدمة للمريض- لكن الإنسان غير معصوم عن الخطأ؟ هل علي أن أذهب لطبيب آخر؟ الله هو الشافي لكن هل الدواء المعطى يعالج ما أعاني منه؟ هل يجب أن أقوم بتصوير رأسي لمعرفة إذا كنت مصابا بشيء ما؟

أريد أن أجد حلا لهذه المعاناة الكبيرة من ألم المرض، فكل الأشخاص الذين حولي يعتقدون أني أتوهم، وألا شيء لدي، مع العلم أني أعاني من ألم شديد جدا يصعب احتماله.

أرجو الإجابة قريبا، مع العلم أني بدأت بالعلاج منذ أسبوع ولم ألاحظ أي تغير على الأعراض، الخوف من أني بدأت علاجا لا يفيديني ويصعب الانسحاب منه.

أنتظر إفادتكم بالموضوع، واعتذر بشدة على الإطالة، وجزاكم الله كل خير على ما تقدموه في هذا الموقع الرائع.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ sami حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.

هناك أنماط معينة معروفة لإصابة الجهاز العصبي، فعندما يشكو المريض من تنميل في طرف أو في توزع معين فإن الطبيب يقوم بفحص المريض لكشف سبب هذه الأعراض العصبية، وعندما يشكو المريض من تنميل في كل جسمه فإن الطبيب يقوم بفحصه ليتأكد إن كان هناك مرض عضوي، فالأمراض العضوية لها توزع معين في التنميل والتخدير.

فمثلا التهاب الأعصاب يبدأ في الأطراف وينتشر إلى الأعلى، والتنميل الناجم عن إصابة النخاع الشوكي أو الدماغ له نمط معين، ومن ناحية أخرى فإن أعراض الأمراض العضوية عادة تكون مستمرة ومتطورة، وفي التصلب اللويحي قد تأتي وتذهب، إلا أنه عند وجود الأعراض فإن الطبيب بالفحص الطبي يكون هناك توزع معين لهذه الأعراض، فإن لم يستطع الطبيب تفسير هذه الأعراض، خاصة إن كانت لا تتبع الأنماط المعروفة للأمراض العضوية العصبية المختلفة؛ فإن الطبيب يقوم بسؤال المريض بعض الأسئلة التي يمكن أن تعطي الطبيب إشعارا بأن الأعراض قد تكون بسبب نفسي.

وما يميز الأعراض النفسية أنها لا تتوافق مع الأنماط المعروفة، كأن يأتي مريض ويشتكي من أنه لا يشعر في منطقة منتصف الساق الأطراف فقط، ومن الأمام والخلف والجانبية، فهذه لا يمكن تفسيرها بأي من الأمراض العصبية.

ومن ناحية أخرى: إن كانت الأعراض تختفي في الليل مع النوم وتحصل خلال اليوم ومع الإجهاد النفسي، وتتحسن عند إبعاد فكر المريض عن الأعراض، وكذلك فإن بعض المرضى يشكون مثلا: من أعراض تشبه أعراض الديسك ويكون متمارضا، أو يشكو من ضعف أحد الأطراف، فيمكن للطبيب إجراء بعض الحركات التي يمكن أن تساعد المريض من التأكد من أن الأعراض التي يشكو منها ليست عضوية.

والأعراض التي تشكو منها هي مثيرة للطبيب؛ لأنه لا يوجد عندك أي سبب لحصول هذه الأعراض، وكما ذكرت فإنها حصلت بعد مرض الوالد ووفاة العم رحمه الله.

أنا أرى أن تستمر مع نفس الطبيب، فذهابك لطبيب آخر سيعطيك رأي آخر، وطبيب ثالث سيعطيك رأي آخر، وتستمر مع هذه الدوامة، وعليك أن تستمر على الأدوية التي وصفها لك الطبيب، ويجب أن تثق بطبيبك فهو لا يريد لك إلا الخير، ولن يخسر شيئا إن أجريت أنت الصورة بالطنين المغناطيسي، إلا أنه كان واثقا أن الأعراض عندك ليست من سبب عضوي.

نرجو من الله لك الشفاء والمعافاة.

مواد ذات صلة

الاستشارات