كيف ننصح أخي ووالدي حتى لا يختصما أمام الناس؟

0 84

السؤال

السلام عليكم.

لدي أخ بعمر20 سنة، لديه مشاكل مع والدي، مثلا يقول له أمام أصدقائه أغلق فمك، فيغضب أخي من والدي، فتبدأ المناقشات الحادة، فتنتهي بقول أبي: سأطردك من البيت، وعندها يبدأ أخي يسب أبي خلف ظهره!


علما بأن والدي يصل إلى درجة البكاء عندما يسافر أخي ويحبه، هل من طريقة لكي لا يصل أخي لعصيان والدي؟

أرجو منكم مساعدتي، فالموضوع أتعب كل العائلة نفسيا، وخاصة والدتي الحبيبة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سفيرة الإسلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك ابنتنا الفاضلة، ونشكر لك هذا الحرص على البحث عن حل لهذه المشكلة التي أزعجت العائلة، ونبدأ بتوجيه الابن إلى الانصياع لوالده، وتفادي ما يغضب هذا الوالد، واحتمال تلك المواقف التي تحصل، وتفادي أسباب حصولها، لأن هذا الأمر ينبغي أن يراعيه، والإنسان ينبغي أن يعرف أن الوالد فعلا مجبول على حب ولده، وأنه يتمنى له الخير دائما، وأنه يريد أن يكون أفضل من يمشي على وجه هذه الأرض، فلا يوجد إنسان في هذه الدنيا يتمنى أن يكون الآخر أفضل منه إلا الأب الصالح والأم المعلمة الصالحة والمعلم الصالح، هؤلاء يتمنون أن يكون أبناؤهم وطلابهم أفضل منهم.

على الابن أن يستحضر هذا المعنى الرائع، ويعامل والده بقصده لا بعمله، ونتمنى أيضا أن يدرك الوالد أن الابن –وأن أخاك هذا– في سن ينبغي أن يصادق فيها لا أن يزجر، خاصة عندما يكون هذا الزجر أمام الأقران وأمام الناس، فإن هذا له آثار سلبية على نفسيات الأبناء، وبعضهم لا يملك إلا أن يواجه وإلا أن يبرز العضلات وإلا أن يسيء، وهذا كله غير مطلوب، ورحم الله والدا أعان ولده على البر.

كما قلنا سنبدأ مع ابننا باعتباره الأصغر، وباعتباره المأجور بصبره على بر والده، مع ضرورة أن يستحضر النية الطيبة، النية الصالحة، والرغبة الأكيدة في والده في أن يكون أفضل من يمشي على وجه هذه الأرض، ومعلوم أن الابن يعرف الأشياء التي تغضب الوالد، فعليه أن يتفادى ما يغضب الوالد وما يدخله في مثل هذا الحرج، وإذا شعر أن الوالد غاضب فإنا ننصحه بالانزواء حتى تهدأ العاصفة، وننصحه بمزيد من البر والقرب من والده، ونتمنى كذلك أن يكون للوالدة دور مع الوالد بينها وبينه.

هذا والد يحمل مشاعر عالية وكميات كبيرة من الحب –إن صحت الكلمة– في اتجاه هذا الابن، فعليه أن يستحضر هذا المعنى الرائع، وهذا الأب الذي يريد لولده الخير، لكنه ربما أخطأ الطريق، ولكن ننظر كما قلنا إلى نيته وقصده لا إلى عمله الذي قد لا نوافق عليه، وإذا لم يصبر الإنسان على والديه فعلى من سيصبر؟

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات