السؤال
السلام عليكم.
أنا شابة غير متزوجة، وأرغب جدا في الزواج، وسمعت منذ فترة عن أحد الشباب ممن يظهر في الإعلام المحافظ، وله سمعة حسنة أنه يريد الزواج، ويبحث عن فتاة تناسبه.
رأيت أني مناسبة لهذا الشخص من عدة جوانب، وهو من نفس جنسيتي، وأشعر أنها فرصة لي، لأنه يبحث ولم يجد.
هل تنصحوني أن أكلمه في هذا الموضوع، أم أكلم والده؟ علما أن ذلك سيتم عن طريق وسائل التواصل، عبر الرسائل الخاصة، وليس لدي وسيلة أخرى، فهل ذلك سيؤدي إلى التنقص من قيمتي، ولن يرغب بي؟ لأني لا أجد من تقوم بهذه المهمة نيابة عني وتكلمه في أمري، فأرجو منكم النصيحة والتوجيه.
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وردة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة-، ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونشكر لك الرغبة في الخير، ونؤكد لك أنه منقبة للفتاة أن ترضى بالشاب صاحب الدين، وصاحب الخلق وصاحب السمت الحسن، والمجتمعي الناجح.
لكننا نحاول أيضا أن نتقيد بالضوابط الشرعية، والقواعد المرعية، ونؤكد أنه لا يوجد في الشرع ما يمنع أن يكون هناك من يقوم بعرضك على هذا الشاب أو غيره، ولكن أيضا في هذه الأشياء نحن لا بد أن نراعي بعض القواعد التي قد تكون في المجتمع.
إذا تيسرت لك وسيلة تصلين بها إلى محارمه، تصلين بها إلى أخواته، تصلين بها إلى من لها صلة به، وعند ذلك هو الذي يبادر بعرض الفكرة، فإن هذا أقرب للجانب الشرعي، وأقرب أيضا للعادات والتقاليد التي عليها الناس، والتي يؤسفنا أنها تتمدد وتأخذ أكبر من حجمها.
على كل حال، فإنا ندعوك إلى التوجه إلى الله تبارك وتعالى واللجوء إليه سبحانه وتعالى، ثم البحث في الواقع عن وسائل توصلك إلى الشاب المذكور، حتى يكتمل هذا المشوار من الخير، ويؤسفنا أيضا أننا نبتعد عن الجانب الشرعي، فلو أن أحد محارمك قام بعرضك كما فعل الفاروق -رضي الله عنه- عندما عرض ابنته حفصة على عثمان وعلى الصديق، ثم فازت برسولنا -عليه صلاة الله وسلامه-.
إن الآباء الصالحين والأخوال والأعمام والمحارم هم الذين ينبغي أن يكون لهم دور، فلو أن عندك خالا أو عما من العقلاء ويستطيع أن يقوم بهذا الدور فإن هذا يرفع الحرج عن الجميع، وأيضا يجعل الطرف الثاني أيضا يقبل على الموضوع بجدية وحرص، وسيجبر هذه المسألة؛ لأننا نعتقد أن هذا هو المناسب في هذه الحالة، ولا نفضل اللجوء إلى تلك الوسائل إلا كآخر حل، وقد يصعب أيضا قبول مثل هذه الفكرة في كثير من المجتمعات.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير حيث كان، ثم يرضيك به.