أعاني من صعوبة التبسم عند ملاقاة الآخرين.. أرجو إفادتي

0 530

السؤال

السلام عليكم

سؤالي هو: أني أعاني من صعوبة التبسم عند ملاقاة الآخرين، حيث أجد أن أعصاب الرقبة والكتف مشدودة إلى الظهر، وقد ذهبت لطبيب الأعصاب، وعملت رنينا مغناطيسيا للرأس والرقبة وقالوا سليم، وأنا أبتعد عن ملاقاة الناس لهذا السبب حيث إني أتكلف كثيرا لأتبسم دون جدوى.

مع العلم أني أعاني من السحر والعين منذ سبع سنوات، أي بعد زواجي مباشرة.

أرجو إفادتي، فأنا في ضيق ووحدة.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.

من غير الواضح من كلامك إن كان هناك صعوبة في حركة الوجه، أي أنك تريد أن تبتسم والعضلات والجلد لا يطاوعنك أي أن الجلد نفسه قاس، أو أنك ستجد نفسك متضايقا معظم الوقت، فتجد صعوبة نفسية في أن تبتسم للآخرين، وهذا يحدث عندما يكون الإنسان مهموما وحزينا، وقد تشد عضلات الوجه والرقبة، فمثلا عند التجهم، فإن الجسم يستخدم 33 عضلة من عضلات الوجه، بينما للابتسامة تحتاج إلى 13 عضلة فقط، ولذا فإن الإنسان الذي يجد نفسه متجهما كل الوقت، فإن عضلات الوجه تتقطب وتصبح مشدودة.

ويمكنك ملاحظة هذا فإن كان الشد فقط عندما تكون متجهما ومكتئبا، وتشعر بالهموم فوق رأسك، وان كان في الصباح عندما تستيقظ يكون هذا الشعور خفيفا؛ فإن الأمر على الأكثر له الطابع النفسي.

وهذا ليس غريبا فكثير من عضلات الوجه والرقبة تتأثر كثيرا بالعوامل والضغوطات النفسية، فيحدث مثلا صداع في أعلى الرقبة، وينتشر إلى الرأس عندما يكون الإنسان تحت ضغوطات في العمل، أو في البيت، أو تحت ضغوطات اجتماعية.

هناك أمراض قليلة عضوية يمكن أن تسبب مثل هذا الشعور، ومنها تصلب الجلد في الوجه، أو وجود إكزيما في الجلد حول الفم تجعل التبسم صعبا، وتصلب الجلد يبدأ باليدين مع ازرقاق الأصابع، والإحساس بالبرودة في الأطراف، وأنت لم تذكر ذلك.

من أجل إرخاء عضلات الرقبة يجب أن تمارس تمارين الاسترخاء، ويمكن تناول بعض الأدوية التي ترخي العضلات منها: muscadol مرتين في اليوم، وإجراء تمارين تمدد العضلات muscle stretching بإشراف المعالج الطبيعي، ثم تجريها بنفسك، واستعن بالله في كل أمورك.

وسيقوم الشيخ الفاضل موافي عزب بالإجابة عن سؤالك عن السحر.

بارك الله فيك، وشفاك وعافاك من كل مكروه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة د. محمد حمودة استشاري أول ـ باطنية وروماتيزم
وتليها إجابة الشيخ موافي عزب مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكما يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت، وفي أي موضوع، وبخصوص ما ورد في رسالتك -أخي الكريم الفاضل- فالذي أنصح به محاولة ممارسة التمرينات التي نصحك بها الأخ الأخصائي حفظه الله، وكذلك أيضا تعاطي الدواء الذي أشار عليك به، وفيما يتعلق بقضية السحر والعين، فإني لا أستبعد أبدا أن يكون لهذه الأمور علاقة بما أنت فيه؛ لأن السحر كما تعلم له أثره في القول في تغير أنماط السلوك، بل في تغير أداء بعض الوظائف، وبعض الأعضاء، فقد يمنع الرجل من إتيان أهله، وهو بما يعرف بالربط لعلك سمعت به، وكذلك أيضا قد يحول بين الإنسان وبين الإنجاب، وقد يوقف عمل بعض الأجهزة الداخلية فإن السحر حق -كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم-.

والعين حق كذلك أيضا والسحر حقيقة كما تعلم، فمنه ما هو خيال، ومنه ما هو حقيقة، ولذلك أقول أنت في حاجة بجوار ما نصح به الأخ الطبيب وفقه الله، أنت في حاجة أيضا إلى إعادة الرقية الشرعية مرة أخرى، ولا مانع أبدا من أن تغير الراقي أيضا، أو تتعامل مع أكثر من راق، فإن بعض الناس قد يفتح الله تبارك وتعالى له، وبعضهم قد لا يفتح له، فشأن الرقية، أو شأن الراقي والرقاة شأن الأطباء، بعض الأطباء قد يوفق في تشخيص الحالة تشخيصا جيدا، وصرف الدواء المناسب لها، وبعضهم قد يعجز عن التشخيص، أو قد يشتبه عليه، أو قد تكون لديه عدة خيارات، وبذلك تشعر بعدم الراحة لمراجعته في حين أن بعضهم يكون موفقا حاذقا لفنه، هذا الأمر كذلك ينطبق على الرقية والرقاة.

فإذا كان سبق لك أن عولجت من هذه الأمور، ولم تبرأ البراءة الكاملة، فليس معنى ذلك أن الأمر قد انتهى، وإنما أنت في حاجة إلى أن تحسن الظن بالله تبارك وتعالى، وأن تأخذ بالأسباب، وهذه هي حقيقة التوكل على الله أن يكون لديك ثقة لا شك فيها، ولا ريب أن الله تبارك وتعالى سيشفيك لا بد أن تعلم يقينا؛ لأن هذا من أركان التوكل، والأمر الثاني أن تعلم أن الله قادر على شفاءك، وأنه لا يعجزه شيء في الأرض، ولا في السماء، فعندما تذهب للراقي يكون لديك ثقة كاملة، وغير متناهية في قدرة الله تبارك وتعالى على شفائك، وأنه سيشفيك ما دمت قد سألته أن يشفيك.

وما دمت أخذت بالأسباب فثق وتأكد أنك ستصل بإذن الله تبارك وتعالى إلى ما تريد؛ لأن الله لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وهذا هو حقيقة هو التوكل الحق أن الإنسان عليه أن يعلم أن الله على كل شيء قدير، وأن الله قادر على أن يحقق له رغبته، وأن الله لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، ولذلك يتوكل على الله تبارك وتعالى وحده، وحتى إذا ذهب إلى الطبيب أو الراقي يرى أن هذا مجرد سبب، وأنه وسيلة فقط لتحقيق مراد الله تبارك وتعالى ويستعين مع الأخذ بالأسباب هذا إلى الدعاء والإلحاح على الله تبارك وتعالى وكذلك الصلاة؛ لأن الله تبارك وتعالى قال: {واستعينوا بالصبر والصلاة}.

وأعتقد أن المسألة مسألة وقت، وإذا ما يسر الله لك وجود راق جيد، أعتقد أنك ستشعر براحة عاجلة بإذن الله تعالى، وتستطيع أنت أن تقوم بنفسك برقية نفسك أيضا من الآن، أو الاستماع إلى الرقية، أو قراءة آيات الرقية على زيت كزيت الزيتون، وتدليك مثلا عضلات وجهك وعنقك بالليل وبالنهار ستجد بإذن الله تعالى مرونا وقبولا وتوفيقا عليك بالإكثار من الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام بنية أن يضع الله لك القبول، وأن يفتح لك الحدود والسدود وقلوب العباد، تحتاج حقيقة إلى الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن بها تقضى عظائم الأمور، وأكبر الحاجات كما ذكر ابن القيم عليه رحمة الله تعالى، أحسن الظن بالله تعالى، وخذ بهذه الأسباب، ولا تستسلم حقيقة- أخي الكريم- لهذه الأحوال النفسية.

ومسألة الوحدة والبعد عن العالم، حقيقة هي لن تفيدك في شيء، هي نعم قد تفيدك في تجنب الناس، ولكنها قد تؤدي إلى هزيمة نفسية، أسأل الله أن لا تبتلى بها، فاخرج للناس، واسأل الله أن يوفقك.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات