السؤال
السلام عليكم..
أدمنت العادة السرية، وأريد الإقلاع عنها، وكل هذا منذ شهر تقريبا، وأخاف منها، وأشعر بالندم الشديد بعدها، ولكنها تتمكن ولا أستطيع أن أفعل أي شيء إلا بعد أن أفعلها، إلى أن سببت لي اضطرابا في الدورة الشهرية، وآخر مرة نزلت قليلة جدا، وأصبحت أمارس العادة السرية في وقت الدورة، وأحيانا أمارسها مرتين متتاليتين فورا.
أرجوكم أخبروني ما الحل؟ ماذا أفعل؟ وكم مرة يجب أن أغتسل بعدها؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رورو حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نعم -يا عزيزتي- إن الكثيرات ممن يمارسن العادة السرية لا يمارسنها بحثا عن المتعة أو بسبب وجود رغبة جنسية جامحة ولا يتمكن من السيطرة عليها، ولكن يمارسنها لأنها تكون قد أصبحت عادة ملحة، أي كتصرف إلحاحي، فما أن تجد الفتاة نفسها في ظرف معين أو مكان معين، أو تنتابها بعض المشاعر السلبية، حتى تأتيها فكرة ممارسة العادة السرية بشكل ملح، وتبقى الفكرة في ذهنها تكبر وتتطور وتتغذى بالتخيلات إلى أن تدخل نفسها في مرحلة لا يمكن بعدها التراجع.
والحل يكمن في السيطرة على هذه المرحلة بالذات، أي المرحلة التي تكون فكرة الممارسة في الذهن هي فكرة ملحة، قبل أن تتطور إلى استجابة، ولذلك فإن النصيحة التي أقدمها لك ولبناتي وأخواتي السائلات في مثل هذه الحالة هي بأن الخطوة الأولى يجب أن تكون بالتعرف على الظرف (سواء الظرف المكاني أو الزماني أو الاثنين معا)، الذي يستحضر في الذهن فكرة الممارسة.
بمعنى أوضح أقول لك: في أي حال أو في أي وقت وأي مكان تشعرين بأن فكرة ممارسة العادة السرية تخطر على بالك أكثر شيء؟ هل في السرير وقبل النوم؟ أم خلال الاستحمام؟ أم عند الاختلاء بنفسك للدراسة؟ أم عند مشاهدتك وسماعك إلى ما يثير الغريزة؟ أم في ظروف أخرى؟
بعد أن تحددي الظرف الذي يستحضر فكرة الممارسة في ذهنك، فإن الخطوة الثانية هي العمل بكل الطرق الممكنة على تغيير هذا الظرف.
فمثلا إن كنت تمارسينها كلما جلست في سريرك، فلا تستخدمي السرير إلا في الليل وللنوم فقط، وإن كنت تمارسينها قبل النوم؛ فلا تذهبي للنوم إلا وأنت متعبة جدا وبحالة نعاس شديد، وإن كنت تمارسينها قبل الاستحمام، فغيري وقت الاستحمام إلى وقت آخر، واجعليه قبل مناسبة هامة، مثلا قبل ذهابك إلى المدرسة أو الجامعة بفترة قصيرة، فهنا سيكون الوقت أمامك قصيرا، وسيكون ذهنك مشغولا كليا بالتحضير للمدرسة أو الجامعة.
وإن كنت تمارسينها في أوقات مختلفة وأماكن متعددة، فهنا أنصحك بالتصرف بالطريقة التالية:
بمجرد أن تشعري بأن فكرة الممارسة قد خطرت على بالك انهضي فورا من مكانك، وغادري هذا المكان إلى مكان آخر بسرعة، ثم اشغلي نفسك بعمل ممتع تحبينه، كتحضير كوب شاي أو وجبة طعام، أو إجراء مكالمة هاتفية، أو أي شيء آخر يناسبك في ذلك الوقت، فهنا ستجدين بأن الفكرة قد تشتت وذهبت عن تفكيرك كليا، بل وستستغربين بعدها كيف أن فكرة الممارسة قد خطرت على بالك، وتحمدين الله عز وجل أنك لم تستجيبي لها.
والنجاح في المحاولة الأولى سيعطيك ثقة كبيرة بنفسك، وسيكون دافعا لك إلى نجاحات جديدة، وإلى أن تتخلصي من هذه العادة القبيحة -بإذن الله تعالى-.
بالنسبة للدورة الشهرية فأقول لك: نعم إن ممارسة العادة السرية تسبب الكثير من المشاعر السلبية في نفس الفتاة، أهمها: القلق والتوتر، وهذه المشاعر قد تسبب إفراز هرمونات الشدة، وأهمها هرمون (الكورتيزول وهرمون الحليب)، وهذا ما قد يؤثر على انتظام الدورة.
ولكن بالطبع قبل القول بأن السبب هو المشاعر السلبية وهرمونات الشدة، يجب دوما نفي احتمال وجود سبب مرضي خفي لاضطراب الدورة، لذلك يجب عمل تصوير تلفزيوني للرحم والمبيضين، مع عمل تحاليل هرمونية أساسية هي:
LH-FSH-TOTAL AND FREE TESTOSTERON-PROLACTIN-TSH-FREE T3-T4-DHEAS
ويجب عملها في اليوم الثاني أو الثالث من الدورة الشهرية وفي الصباح.
نسأل الله عز وجل أن يوفقك إلى ما يحب ويرضى دائما.
___________________________________________________
انتهت إجابة الدكتورة/ رغدة عكاشة -استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم-.
تليها إجابة الشيخ/ أحمد الفودعي -مستشار الشؤون الأسرية والتربوية-.
___________________________________________________
مرحبا بك -ابنتنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب، أولا نحن نأمل -أيتها البنت الكريمة- أن تأخذي نصيحة الطبيبة مأخذ الجد، وأن تجاهدي نفسك للتخلص من هذه العادة القبيحة قبل أن تسيطر عليك فتصبح سلوكا ملازما لك، فهي عادة قبيحة، وأضرارها على البدن لا تخفى، وجمهور علماء المسلمين يرون حرمتها، وأنها داخل في الاعتداء الذي قال الله تعالى عنه: (والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين إلى أن قال سبحانه: فمن ابتغى وراء ذلك فأؤلئك هم العادون).
فاستحضري مراقبة الله تعالى لك، وعواقب هذه العادة على جسمك وعلى شخصيتك، واتخذي الأساليب التي أرشدتك إليها الطبيب، واستعيني بالله سبحانه وتعالى، واشغلي نفسك بالشيء النافع، وستجدين نفسك تتخلصين منها، لا سيما وأنت في أول الطريق نسأل الله تعالى لك الإعانة والتوفيق.
أما عن الاغتسال:
فإنك إذا مارست هذه العادة ونزل منك المني فالواجب عليك الاغتسال مرة واحدة، أي أن تغسلي جميع بدنك بحيث يصل الماء إلى جميع البدن الظاهر -هذا إذا حصل إنزال للمني-، فإن الاغتسال لا يجب إلا بنزول المني لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: إنما الماء من الماء.
نسأل الله تعالى لك الهداية والتوفيق.