السؤال
السلام عليكم..
أعاني من الوسواس القهري بالحسد، أحس نفسي تحسد الناس، مع أني والله أخاف أن أضر أحدا، دائما أقول:(ما شاء الله تبارك الله، والله يبارك له) إذا أعجبت بشيء لكن ما يعذبني أن الشيء الذي أعجبت به يتكرر برأسي كثيرا فأختنق وأتضايق، فماذا أفعل؟
أنا متعبة جدا، سمعت أنه إذا أصاب الإنسان مس يسمى شيطان الحسد، فهل هذا صحيح؟ وهل لهذا المس علاج؟ تعبت وربي كثيرا؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلطانة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنرحب بك في الموقع، ونشكر لك هذا السؤال الرائع، ونؤكد لك أنه لا يخلو جسد من حسد، ولكن المؤمن يخفيه والمنافق يبديه، والإشكال هو أن الحسد إذا تحول إلى أذية لأحد، هذا هو الممنوع والمرفوض، ولكن مجرد الضيق من هذا الحسد دليل على أنك على خير، هكذا المؤمن يدافع هذه المشاعر السالبة كما فعلت بذكر الله تبارك وتعالى، وبقول: (ما شاء الله تبارك الله) عندما يرى الإنسان شيئا جميلا لافتا للنظر، ويواظب على ذكر الله تبارك وتعالى، ولا مانع من عرض المسألة على راق شرعي مختص حتى يعرف بعض الأبعاد ويعطيك بعض التوجيهات الشرعية، ونعتقد أن المسألة -إن شاء الله- تحت السيطرة، وندعوك إلى المحافظة على أذكار المساء والصباح، والإكثار من قراءة خواتيم البقرة، وآية الكرسي والمعوذات في الصباح والمساء.
ونؤكد أن الإنسان لا يتضرر من هذا الحسد طالما أنه لم يحوله إلى غيبة، ولا إلى نميمة ولا إلى أذية؛ لذلك عليك بالدعاء لمن تشعرين أنك تحسدينهم، كذلك عليك ببذل الهدايا، فإن الهدية تسل السخيمة، وكذلك عليك بتمني الخير للآخرين، ونشكر لك هذه المشاعر، ونؤكد أن الشيطان كيده ضعيف، إن كيد الشيطان كان ضعيفا، ولا سبيل للشيطان وأعوانه إلى الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون، إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون.
ونؤكد لك أن الكون هذا ملك لله، ولن يحدث في كون الله إلا ما أراده، فلا تحملي نفسك فوق طاقتها، وأشغلي نفسك لما خلقت لأجله، وإذا جاءتك هذه الوساوس فتعوذي بالله من الشيطان، وانتهي وانصرفي إلى غيرها من الجد والمعالي.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والهداية.