السؤال
السلام عليكم
حدث أن اغتبت صديقة لي بل وبهتها، أي اتهمتها بما لم تفعله بهتانا، ولقد أصلحت من خطئي وأخبرت التي اغتبتها وبهتها عندهم بالحقيقة، ولكني ظللت أشعر بالذنب حتى قررت إخبارها، وعندما أخبرتها ثارت علي وشتمتني وعاملتني بقسوة، ثم قاطعتني وأغلقت كل سبل الوصال بيننا، فقد حظرتني على الفيس بوك والواتس اب وكل شيء، ولا أستطيع الوصول إليها، وقد نويت أن أقدم لها هدية ورسالة مع صديقة، ولكنني شبه متأكدة أنها لن تقبلها ولن تقبل الاعتذار، فهل سقط عني الذنب؟ وإذا لم يسقط، ماذا علي أن أفعل؟ وهل أعاقب على مقاطعتها؟
مع العلم أني حاولت أن أمنع هذه المقاطعة ولكنها رفضت!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Samia حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنرحب بك –ابنتنا- ونشكر لك هذا الإصرار على تصحيح الخطأ، ونسأل الله أن يتوب عليك وأن يلهمك السداد والرشاد، ونؤكد أن الغيبة والبهتان من الذنوب المركبة التي فيها حق للعباد وحق لرب العباد، وإذا كان ربنا غفار فإن الناس قد لا يتنازلون عن حقوقهم، وقد أحسنت بأنك دافعت عنها وبينت للذين سمعوا منك الشر عنها الخير، وأنك كنت لها ظالمة.
وكم تمنينا لو أنك تواصلت معنا قبل أن تتواصلي معها لتخبريها، فإن الشرع لا يأمرك بذلك، خاصة إذا ترتب على إخبارها بما حصل منكر أكبر ومخالفات أكثر، وتطور أكثر للمشكلة، وهذا هو الذي حدث، لكن هذه الأخت المظلومة أخذت حقها بإساءتها إليك، أخذت حقها بتطاولها عليك ونسأل الله أن يردها إلى الحق وإلى الصواب.
ونتمنى أن تواصلي المحاولات وتكرريها حتى تصلي إلى إرضائها ومسامحتها، ونعتقد أنك أديت ما عليك وزيادة، ولكن لا تقابلي إساءتها بالإساءة، واستمري على ما أنت عليه من الخير وكرري المحاولات، واعلمي أنه لا بد لمكثر القرع لأبواب أن يلج، لكن من ناحية ربنا العظيم، فإن بعض الناس يكون مظلوما لكنه بإساءته وتجاوزه قد يتحول إلى ظالم بأن يأخذ حقه وزيادة.
وعلى كل حال نتمنى أن يكون في الذي حصل درس لك، فالمؤمنة لا تلدغ من الجحر الواحد مرتين، ومرة أخرى نشكر لك المشاعر النبيلة التي دفعتك للكتابة إلينا والتواصل معنا، والحرص على محو آثار الخطيئة، وهكذا العاقلة تخلص ما عليها في الدنيا قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، كما جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من كان عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منه الآن قبل أن لا يكون دينار ولا درهم ولكنها الحسنات والسيئات).
ونسأل الله أن يتوب عليك، وأن يهدي تلك الأخت إلى الحق والصواب، هو ولي ذلك والقادر عليه.