السؤال
السلام عليكم
أنا طالبة جامعية أعاني من نقص شديد في الوزن حيث لا يتعدى 39 كلغ ثابت ولا يمكن أن يزيد منذ بلغت، وهو يظلمني كثيرا لأن عمري 21 عاما، أجرت تحاليل وكانت سليمة، بالإضافة لكون جسمي دائما حار، وأنا أصلا عصبية وكثيرة التفكير، أريد حبوبا تزيد وزني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
حالة التوتر والعصبية، والإرهاق والتعب والضيق، وكل تلك العبارات الفضفاضة تمثل أعراضا ولا تمثل تشخيصا لمرض محدد إلا أن هناك مرضا يصيب الفتيات المراهقات ويستمر معهن لفترة بعد ذلك قد تطول وقد تقصر، وهو مرض يسمى Anorexia nervosa أو فقدان الشهية العصبي، وهو مرض نفسي يتصف بالاضطراب في الأكل والانخفاض الشديد في وزن الجسم.
وبالتالي فعلك بزيارة طبيب نفسي للوقوف على الحالة وتشخيصها، وعمل جلسات تحليل نفسي لإخراج ما بداخلها من توتر وقلق، ولفهم طبيعة المرض، كل ذلك يساعد كثيرا على الشفاء -إن شاء الله-، والعلاج هو أسهل ما في الموضوع، وهناك الكثير من الأطعمة تحتوي على فواتح شهية بطبيعتها، مثل: المخللات والسلطات والمشويات، ويمكن لك تعويض عدم الرغبة في الأكل عن طريق أكل وجبات خفيفة ومتكررة، وتحتوي على بعض الفطائر والمعجنات والتمر والعجوة مع زيت الزيتون، وبعض الأشربة التي تحتوي على الحلبة والسمسم والمكسرات، وهي أطعمة تفتح الشهية، وتحتوي على سعرات حرارية عالية، وبالتالي يتحسن الوزن ويزيد الزيادة التي ترغبين فيها -إن شاء الله-، كما أن أكل فاكهة التين والعسل يساعدان على زيادة الوزن.
ومن أعراض مرض Anorexia nervosa الخوف الشديد من اكتساب الوزن أو السمنة، على الرغم من النقص في الوزن مع انقطاع، أو اضطراب في الدورة الشهرية، ووجود حالة من الأنيميا ونقص الحديد في الدم التي تؤدي إلى الشعور بالكسل والخفقان وضيق التنفس.
ويمكن وصف الأدوية المضادة للاكتئاب في علاج هذا المرض مثل cebralex 20 mg، وهذا الدواء يحسن الحالة المزاجية، ويعطي الشعور بالراحة النفسية ويعالج العصبية، مع الاستمرار على تناول الدواء 6 شهور متواصلة، ثم التوقف عنه وسحبه بالتدريج عن طريق أخذ نصف قرص يوميا، ثم نصف قرص يوما بعد يوم لعدة شهور أخرى، وهذا سوف يؤدي -إن شاء الله- إلى تحسن الشهية، بالإضافة إلى ما ذكرناه من تناول وجبات خفيفة ومتكررة ومليئة بالسعرات الحرارية حتى يزيد الوزن.
مع المصالحة مع النفس وتغذية الروح كما نغذي الجسد من خلال الصلاة على وقتها، وبر الوالدين، وقراءة ورد من القرآن والاستماع له مرتلا في السيارة وفي البيت، وممارسة الرياضة بشكل منتظم، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية، ويساعد الدواء على العلاج، ثم الكتابة لنا مرة أخرى على الموقع للاطمئنان على حالتك -إن شاء الله-.
وفقك لما فيه الخير.