ما رأيكم بزواج يفتقر إلى التكافؤ العلمي؟

0 355

السؤال

السلام عليكم..

جزاكم الله خيرا على جهودكم، وبارك لكم في عملكم.

أرغب باستشارتكم حول موضوع الزواج مع انتفاء التكافؤ العلمي، علما بأن العلم هو الأولوية التي تلي الدين في حياتي، كما أن أهم أهدافي أن أنشئ أولادي -إن أكرمني الله- على الدين، وأجعل منهم رواد علم، لإيماني بالقوة التي يصنعها تكامل الدين مع العلم، ولا أرى ذلك ممكنا بالقدر الذي أحلم به إن قبلت بزوج لا يملك مؤهلات علمية تقارب بين العقول، علما بأني الآن في المرحلة الأخيرة من الماجستير.

عمري لم يعد صغيرا وفقا لبيئتي الاجتماعية، ولم يتقدم لي من يتفوق بدينه حتى أتنازل عن عدم تعليمه، ولكن تقدم لي شخص طيب ومن عائلة محترمة، إلا أنه غير متعلم -ثانوية مهنية فقط-، قال أنه يؤدي الفروض، ولكنه غير ملتزم مع حلقة علم أو دين، وأهلي يرغبون به، فهل أقبل وأحطم حلمي وأتنازل عنه، لأني كبرت، والفرصة أصبحت قليلة وشبه نادرة، ولأني راغبة بإدخال السرور لأهلي؟

أرجوكم أفيدوني، جزيتم عنا كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ maysaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن الشريعة الإسلامية تشترط الدين والأخلاق، وتجعل الدين والخلق هي قاعدة النجاح والفلاح، وكل كسر فإن الدين يجبره، وما لكسر قناة الدين جبران، أما بقية المسائل فهي عوامل مساعدة، وليس المهم في الرجل ما يحمل من شهادات، ولكن المهم ما له من صلاة وعلاقات، المهم هو قدرته على تحمل المسؤوليات وحضوره للجمعة والجماعات وتقدمه في المهمات.

والمرأة لا تستفيد ممن يملك الشهادات العليا إذا كان معاقا اجتماعيا ليس له صلات، ليس له حضور مجتمعي، لا يقدم ولا يؤخر من مكتبه إلى بيته ومن بيته إلى مكتبه، هذه النوعية من الرجال لا تستفيد منها المرأة، ولذلك ينبغي ألا تقف طويلا أمام المؤهل العلمي، واعلمي أنه يكفي أن يكون عنده استعداد للعلم، محب للعلم، وأنت الأم تستطيعين أن تؤثري على أبنائك في هذه الناحية فيقبلوا على العلم ويتفوقوا وينجحوا.

إذا كان هناك أمهات غير متعلمات ونجحن في أن يخرجن العباقرة، فكيف إذا كانت الأم متعلمة؟! كيف إذا كانت الأم متعلمة وتحمل شهادات عليا وتضع أهدافا رائعة تريد أن تربط بين العلم والدين؟! إذا وجد العلم مع الدين كان الفلاح وكان النجاح وكان التقدم والخير.

نسأل الله أن يعينك على الخير، ونرى عدم رفض هذا الشاب، لأننا لا نستطيع أن نطلب شابا بمواصفات نريدها ونحلم بها وقد لا تكون موجودة فيمن حولنا، فإذا كانت الأسرة سترضى به، وارتحت إليه، وأعجبك الدين عنده والأخلاق، فلا ننصح بالتردد في القبول به.

نسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

مواد ذات صلة

الاستشارات