زوجي إنسان متدين لكنه يخطئ عليّ ولا يسمعني كلامًا عاطفيًا

0 364

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 25 سنة، زوجي إنسان متدين، ومحترم، والكل يشهد له.

المشكلة عنده معي تتلخص في الآتي: بأنه رجل شرقي يجب علي أني أطيعه في كل شيء، فمثلا لو قلت له: سأذهب لبيت أهلي، يقول لي: اذهبي غدا، حتى يبين لي أنه يجب علي طاعته.

علما أنه عنيد معي، ولا يسمعني كلاما عاطفيا ورومانسيا. يغلط علي كثيرا، وأنا التي أبادر بالصلح، وأقول لنفسي ليس هناك كرامة بيني وبينه، وحتى لا تسوء الأمور بالرغم أنه هو المخطئ، فهل ما أقوم به هو الصحيح؟ أم أقوم بذلك بأسلوب آخر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ولاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك ابنتنا الفاضلة، ونشكر لك الاستشارة التي تدل على أنك ناضجة، وعاقلة، والفتاة المسلمة عهود عؤود رجاعة إلى زوجها إذا غضب سواء كان المخطئ هو أم هي، فتبادر وتضع يدها في يده، وتقول لا أذوق غمضا حتى ترضى، فسيري على ما أنت عليه من الخير.

وحاولي دائما أن تعطيه فرصة للتفكير، قولي له: لي رغبة في الذهاب، وأنتظر منك التوجيه والتحديد حتى تعطيه مكانة ومساحة، ولن يجد عند ذلك عذرا، ولذلك نتمنى أن تتعاملي مع الوضع بمنتهى الهدوء، واعلمي أن الرجل الغيور الذي يحب زوجته هو الذي يقف مثل هذه المواقف، هو الذي يحرص على أن لا تخرج إلى أهلها، ولا تذهب إلى أي مكان إلا بإذنه، وهذا حق للرجل ألا تخرج من بيته إلا بإذنه، وإلا تصوم لله تطوعا إلا بإذنه، هذا كله دليل على أن الرجل صاحب البيت، ولا يدرى متى يحتاج الرجل إلى أهله، ولذلك هذه المسائل ينبغي أن ننظر إليها ببعدها الشرعي.

فاستمري على ما أنت عليه من الصواب، واعلمي أن المرأة إذا بادرت بالاعتذار للرجل حتى لو كان هو المخطئ، فإنها عند ذلك تنال عنده الاحترام، ويحرج منها، وتقل أخطاؤه معها؛ لأنه يشعر في قرارة نفسه أنه المخطئ، وأنها المبادرة، ونحب أن نؤكد أن الرجل يعتذر أيضا من أخطائه، ولكنه لا يعتذر بألفاظ إنما يعتذر بالسؤال، إنما يعتذر بأن يقول ماذا تريدون، إنما يعتذر بأنه يلبي بعض الاحتياجات، ويأتي ببعض الأشياء، ولذلك ينبغي أن تفهمي نفسية الرجل، وقد قلت: هو رجل شرقي، وهذا معنى صحيح، ولكن نحن نريد أن نقول: لا بد لنا كرجال أيضا أن نتغير، وأن يكون عندنا نوع من اللطف والتواضع، كما كان النبي -عليه صلاة الله وسلامه- في بيته ضحاكا بساما يدخل السرور على أهله -عليه صلاة الله وسلامه-.

فحتى يتغير زوجك ينبغي أن تستمري على ما أنت عليه من الخير، وتأكدي وتذكري أنك مأجورة، وأن كرامتك في الطاعة لله أولا ثم بطاعة هذا الزوج؛ لأن الذي أمر بطاعة الزوج هو الله، والهدوء في المنزل والاستقرار، لا يعدله شيء والعافية لا يعدلها شيء، فنسأل الله أن يديم عليك الأمن والأمان والطمأنينة، وأن يعين هذا الزوج على فهم نفسيتك وتلبية احتياجاتك؛ هو ولي ذلك والقادر عليه.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات