نصحت فتاة مسرفة على نفسها فلم تنتصح.. فكيف أقنعها؟

0 360

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا أزهري وملتزم بشرع الله، والتزامي قد قرب الكثيرين إلي، ومنهم من يسألني عن الدين، ومنهم من يريد النصيحة، ولكني عجزت عن نصح فتاة، ونحن نعلم ما وضع الفتيات في هذا الزمن، كاسيات عاريات غير ملتزمات بأوامر الشرع ونواهيه، لا تريد أن تقتنع أن ما تفعله سواء إذا تبرجت في لبسها أو كلمت جيرانها، أو أقاربها من غير المحارم لا يحل لها، ولا يحل مصافحتهم، وحجتها أنها إذا فعلت ذلك ستكون غريبة ومنبوذة، وأن هذا صعب، لقد عجزت عن إقناعها وقلت لها ما قلت.

الرجاء تقديم النصائح أو الفتاوى التي أرجع إليها أو أقدمها إليها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Muhammed . Abdullah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بابننا الأزهري العالم الملتزم الحريص على الدعوة، نسأل الله لك التوفيق والسداد والثبات، ونسأل الله أن يعينك على ما أنت فيه، ونحن شركاء في هذا العمل الشريف الذي هو عمل الأنبياء، والنصح يحتاج إلى تكرار، إلى أن ندعو لها قبل أن ندعوها إلى الله تبارك وتعالى، وينبغي أن تعلم -ابننا الفاضل- أن الأحكام الشرعية ما ينبغي للإنسان أن يتعنت فيها أو يطلب الاقتناع فيها؛ لأن هذه أحكام، ونحن عبيد وإيماء لله تبارك وتعالى، لا نملك إلا أن نطيع ربنا العظيم سبحانه وتعالى.

ومع ذلك فإن الشريعة وعلل الأحكام فيها واضحة، ومقاصد الشريعة واضحة، والفوائد المترتبة على الالتزام بالحجاب أو بغيره من آداب الشرع واضحة، ومن حق كل إنسان أيضا أن يستمع إليها، لكن مع اصطحاب المعنى الأول الذي أشرنا إليه، وهو ضرورة الانقياد والتسليم {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما}.

نحب أن نؤكد لشيخنا الفاضل أن أمثال هؤلاء فعلا يحتاجون إلى لون من الإقناع، وعليها كذلك أن تدرك أن من قدمت طاعة الله تبارك وتعالى فإنها ستنال رضا الله وسيرضي عنها الناس، بخلاف من تطلب رضا الناس وإن سخط العظيم، فإنه يوشك أن يسخط عليها ويسخط الناس عليها فتخسر الدنيا والآخرة، عياذا بالله.

وأرجو أن يعلم كل إنسان أنه ستواجهه صعوبات في بداية الالتزام، لكن بعد ذلك سيقتنع الناس ويحبونها، ويتشبهون بها، ويلتزمون الطريق الذي تسير عليه، ولذلك نتمنى أولا أن تستمر في النصح، وأن تبين لها وتزيل مثل هذه الشبهات، وأن رضا الناس غاية لا تدرك، والعاقلة والسعيدة هي التي تطلب إرضاء الله تبارك وتعالى، فإذا رضي عنها – كما أشرنا – أرضى عنها الناس.

ونتمنى كذلك أن يكون في الصالحات من تستطيع أن تصل إلى قلبها وتبين لها ما وصلت إليه من منازل رفيعة، بالتزامها وبحجابها وبسمتها الإسلامي، وكيف أن الفتاة الملتزمة مرغوبة ومحترمة حتى عند غير الملتزمين، لأن الله قال: {ذلك أدنى أن يعرفن} بأنهن العفيفات، بأنهن الطاهرات، {ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين}، فما من إنسان في الطريق (الشارع) إلا ويحترم الفتاة المحتشمة الملتزمة في مظهرها؛ لأن هذه هيبة يعطيها الله تبارك وتعالى لها؛ لأنها اختارت السير على طريقه وهداه.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، ونرحب بك في الموقع.

مواد ذات صلة

الاستشارات